أمريكا تصعد سياسيا وعسكريا ضد روسيا.. هل نقترب من صدام مباشر؟

أمريكا تصعد سياسيا وعسكريا ضد روسيا.. هل نقترب من صدام مباشر؟
الجمعة ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٤:٢٠ بتوقيت غرينتش

في وقت شهد اجتماع مجلس الأمن، أمس الخميس، هجوما روسيا على الغربيين الذين "شنوا أكبر حرب بالوكالة في التاريخ ضد روسيا، وقرروا القتال حتى آخر جندي أوكراني"، كان وزير الدفاع الامريكي يجتمع مع وزراء دفاع غربيين في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، مهنئا بـ"تقدم" ميداني للجيش الأوكراني ومعلنا موافقة الرئيس بايدن إرسال أسلحة جديدة بقيمة 675 مليون دولار لأوكرانيا.

العالم - كشكول
ويخوض الغرب حربا إعلامية شرسة ضد روسيا ويفرض عليها عقوبات اقتصادية جمة على خلفية عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ونشرت أمريكا مؤخرا شائعات ومزاعم عن شراء موسكو طائرات مسيرة من ايران (وهو ما نفته طهران) وقذائف مدفعية من كوريا الشمالية، وتستغل واشنطن الأمر ضد روسيا وايران على حد سواء، حيث تحاول الضغط أيضا على طهران التي صمدت في المفاوضات النووية ورفضت بشكل قاطع تجاوز خطوطها الحمراء في أي اتفاق محتمل، فاستخدمت الشائعات كذريعة يوم أمس الخميس لفرض حظر جديد على الحرس الثوري وشركات بحث وتطوير وتصنيع المسيرات الايرانية.

وبالعودة الى الوضع الروسي تسعى أمريكا، بحسب وزير دفاعها، الى تزويد أوكرانيا بمدافع هاوتزر 105 مليمتر، بأكثر من 18 ضعفاً، وذخيرة مدفعية ومدرعات وغيرها من أنظمة مضادة للدبابات وأنظمة رادارات متقدمة، والعمل على تدريب القوات الأوكرانية وتحسين قدراتها الصناعية الدفاعية وتطوير قواعدها لتلبية احتياجات أوكرانيا على المدى الطويل.

وتشن أوكرانيا هجوماً مضاداً في جنوب أراضيها منذ الأسبوع الماضي، وقال الجيش الأوكراني، مساء أمس الخميس، انه اخترق الدفاعات الروسية بعمق 50 كيلومترا واستعاد أكثر من 20 بلدة من القوات الروسية، لكن موسكو شددت أن السلاح الذي تقدمه الدول الغربية لكييف يتوقف أثره عند إطالة الحرب، وقد يؤخر الهزيمة ولكنه لن يحقق النصر.

ومن الواضح ان أمريكا تدفع نحو رفع حرارة المعارك في أوكرانيا الى أقصى درجة ممكنة حتى لو أدى هذا الى انفجار الأوضاع وخسائر فادحة لدى الجيش الاوكراني، وذلك للإضرار بروسيا قدر الإمكان، فمن يخسر هو الشعب الاوكراني، ومعه الغرب الذي يقترب من أسوأ شاء واجهه منذ الحرب العالمية الثانية مع قطع روسيا إمدادات الغاز، فحتى أوروبا لم تسلم من الجشع الأمريكي الذي يستخدمها وقودا لمعاركه السياسية والاقتصادية، ومن غير المستبعد ان يصل التصعيد الى مواجهة مباشرة بين الغرب و روسيا اذا استمر الامريكي في دفع "حلفائه" نحو حماقة التصعيد الناري.