في اي محطة توقفت المفاوضات النووية ؟

في اي محطة توقفت المفاوضات النووية ؟
السبت ١٠ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٣:٤٤ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه 

العالم - الخبر واعرابه

الخبر : بعد أن وصفت امريكا رد إيران على مقترحات أوروبا بأنه غير بناء ، لا تظهر اي بوادر عن مصير المفاوضات النووية في المستقبل القريب.

الاعراب :

- في تعليق جديد ومتكرر ، قال بلينكن مؤخرا إن إيران تراجعت خطوة إلى الوراء في المفاوضات النووية. في اطار هذا التعليق وفي ظروف تجميد المفاوضات يحاول الجانب الغربي إلقاء اللوم على ايران فيما يخص عدم التوصل إلى اتفاق. هذا في حين انه في ضوء تفعيل الوكالة الدولية للطاقة الذرية واعادة فتح الملف الموسوم بـ "القضايا المزعومة" ، تحاول امريكا وبشكل خاص إبقاء الملف النووي الإيراني في متاهات بعد ان تحصل على التنازلات التي ترمي اليها، دون تحمل أي مسؤولية عن الطريق المسدود الذي وصلت اليه المفاوضات.

- على الصعيد نفسه، يبدو أن امريكا وفضلا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تسعى بقوة أكبر إلى ممارسة ضغوط دولية لإجبار إيران على الاستسلام وفي فترة محددة. ولا يبدو صدفة ان تبادر كل من الجامعة العربية ودول مجلس التعاون في الخليج الفارسي على التاكيد بشكل متزامن خلال الأيام الأخيرة على ما تصفه بالتهديدات النووية الإيرانية وتتابع مشروع الـ"إيرانوفوبيا". الطريف ان هذه الجهات و في اطار هذا السيناريو، حاولت حتى جعل بعض الدول الاقليمية القريبة من إيران، او المحايدة فيما يتعلق بإيران، أو النشطة في تقريب وجهات النظر للخروج بنتيجة في محادثات الاتفاق النووي، في موقف سلبي ومنفعل واظهارها على انها تتحد معها في موقفها المعادي والمناويء لايران.

- الحظر الجديد المفروض على وزارة الإمن الإيرانية ووزيرها بذريعة الهجوم السيبراني على ألبانيا إلى جانب تسعير اتون الاشتباكات في سوريا من قبل امريكا، ليست سوى رسالة موجهة لايران لممارسة الضغط عليها وارغامها على الاستسلام.

-الزيارات المتكررة للمسؤولين الصهاينة إلى أمريكا، وزيارة رئيس الموساد إلى هذا البلد مؤخرا ولقاءاته مع معظم مسؤولي الأمن الأمريكيين، من بيرنز وسوليفان إلى شتاين وكريستوفر راي، رغم أنها علامة على تصميم الكيان الإسرائيلي لابعاد الغرب عن المفاوضات والاتفاق مع إيران، لكن تاكيد رئيس الموساد على انه قدم "معلومات حساسة بخصوص برنامج إيران النووي الى السلطات الامريكية"، تعني أنه يمكننا أن نشهد فتح فصل جديد في المفاوضات النووية والملف النووي الإيراني.

- - ما تم تسريبه من قبل وكالة "رويترز" خلال الأيام الأخيرة حول التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إيران، والادعاء بأن إيران زادت احتياطياتها من اليورانيوم بنسبة 60٪ إلى 55 كيلوجراما ، هو قطعة أخرى من المخطط الذي وضعه الغرب للتعامل مع ملف إيران النووي، ويشير الى ان أمريكا ما زالت تصر على توجيه المفاوضات والاتفاقيات لصالحها في اطار رهن المفاوضات بقضايا فنية مزعومة.

- في مثل هذه الظروف، ونظرا إلى قرب الانتخابات الإسرائيلية وكذلك انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، وضرورة ملء سلة السياسة الخارجية للابيد وبايدن للمشاركة في هذه الانتخابات، يبدو أن الجانب الذي ينبغي أن يسرع في اتخاذ الخطوات هو الجانب الغربي. في المقابل فان إيران تصر على مواقفها المبدئية بهدوء وصبر منقطعي النظير، وهي واثقة من أن برد الشتاء القارس ينتظر الجانب الآخر.