مستقبل الأوضاع في سوريا

الأحد ١١ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٣:١٧ بتوقيت غرينتش

أكد الباحث السياسي ملاذ المقداد من دمشق ان الاقلام التي تكتب عما يحدث في سوريا هي دائما ترى اتجاه واحد مشيرا الى أن اي صراع هنالك يوجد أكثر من اتجاه فيه منوها ان القضية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ومشروعها وصل لطريق مسدود بمعنى لم يستطع أن يحقق كل ما يريده في هذه الحرب الظالمة على سوريا.

العالم قلم رصاص

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج" قلم رصاص "، لفت المقدا الى أن الهدف هو القضاء على الدولة السورية وتفتيتها وتقسيمها وخلق بؤرة تابعة للسيطرة والهيمنة الأمريكية الا أنه في نفس الوقت لايرى أن الدولة السورية التي قاتلت لـ 11 عاما ومازالت تقاتل في جوانب متعددة ومن أهمها الاقتصادي استطاعت الدولة السورية أن تحقق انجازات حيث اشار الكاتب الى الانتصار العسكري الا أنه لم يحوّل الى الانتصار السياسي.

ويتناول برنامج " قلم رصاص"، ما كتبه الباحث السياسي هلال خشان في صحيفة جيوبوليتكال مقالا تحت عنوان:"معضلة الصراع السوري"، قائلا:" اختفى الصراع السوري إلى حد كبير من عناوين الأخبار مع وصول الوضع السياسي في البلاد إلى طريق مسدود. لكن الحرب التي طال أمدها غالبًا ما تبدأ في جذب المزيد من الاهتمام عندما تشمل الأحداث الكبرى في الخارج (مثل حرب أوكرانيا) واحدًا أو أكثر من اللاعبين الرئيسيين في المشهد السوري.

وتابع الكاتب قائلا:"تتطلب التسوية في سوريا توصل الأطراف الأجنبية إلى اتفاق، وهو أمر غير مرجح بسبب تضارب مصالحهم، لذلك لا توجد في الأفق نهاية قريبة للصراع السوري".

وتابع خشان:" وتعد سوريا الدولة العربية الوحيدة التي لم تؤد الثورة فيها إلى سقوط رئيس الدولة، ما أدى إلى صراع مطول تسبب في خسائر بشرية لا تُحصى وتفكك ديموغرافي ودمار مادي. ومنعت العقوبات الأمريكية، المفروضة بموجب قانون قيصر “ الرئيس الأسد” من تحويل انتصاره العسكري إلى انتصار سياسي من خلال ربط عملية إعادة الإعمار في سوريا بالحل السياسي. إن العصا الحقيقية الوحيدة التي استخدمتها الدول المعارضة لـ”الأسد” هي العقوبات أحادية الجانب، والتي سمحت لداعميه الرئيسيين في إيران وروسيا والصين بمواصلة دعم نظامه دون عوائق. ويبدو أن سوريا الآن معرضة لخطر التقسيم، حيث خلصت الدول المؤثرة إلى أن حل النزاع لا طائل من ورائه وأن الاحتواء هو أفضل سيناريو ممكن.

وختم الكاتب قائلا:" لايزال مصير سوريا غامضا لأن وجود الجيوش الأجنبية لا يسمح لأي من أطراف الصراع المحليين بتقرير مستقبل البلاد. ويبدو أن التقسيم هو السبيل الوحيد الممكن للخروج من المأزق. وفي الواقع، تم تقسيم البلاد بالفعل بحكم الأمر الواقع، حيث طورت الفصائل القومية والدينية والطائفية والسياسية إدارات ذاتية لإدارة شؤونها المدنية. في غضون ذلك، يبدو أن النظام يراهن على أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية (إذا حدث ذلك) ستمكنه من إنهاء الأزمة بشروطه.

وتطرق البرنامج الى ما كتبه الصحفي رفيق الخوري في صحيفة الاندبندت البريطانية بالعربية مقالا تحت عنوان:" حرب وتسوية جامدتان في أزمة سورية متحركة قال فيها:" ليس من الصعب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستدارة بنسبة 180 درجة في السياسة الخارجية، فعلها مع السعودية والإمارات وإسرائيل وفرنسا وألمانيا ومصر، ويحاول اليوم فعلها مع سوريا بدفع روسي للانتقال من القطيعة ثم التواصل مع دمشق لكن العقبات أمامه ليست قليلة لا سيما التي دعمها ولا يزال في قتال النظام السوري منذ بداية الحرب عام 2011، ولا من جانب النظام الذي يشترط عليه الانسحاب من المناطق التي احتلها في الشمال السوري وإخراج فرع "القاعدة" من إدلب وأمور أخرى.

وتابع الكاتب قائلا:" والسؤال هو هل مقاطعة النظام استنفدت أغراضها، بعد أن ثبت في موقعه وصارت المعارضة ضعيفة ولاجئة إلى عواصم خارجية؟ مصر لم تقطع علاقاتها مع دمشق. الإمارات والبحرين وسلطنة عمان أعادت العلاقات معها. والحوار بين الدول العربية عشية القمة المفترضة في الجزائر يدور على استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، وها هو أردوغان الذي وعد بالصلاة في الجامع الأموي في دمشق بعد إسقاط النظام يطلب الانفتاح عليه.

وختم الكاتب :" من الصعب الاستمرار في إدارة تسوية سياسية جامدة وحرب مجمدة في وضع مالي واقتصادي واجتماعي خطير، فلا بد من تسوية. ولا يكفي الحديث عن "حرب كونية" ضد النظام للامتناع عن تسوية الأزمة السياسية الداخلية التي قادت إلى الحرب، وليس من المعقول بقاء سوريا في حال حرب لا تنتهي".

التفاصيل في الفيديو المرفق ..