من المسؤول عن تسريبات الغاز التي وقعت في خطوط انابيب نوردستريم؟

من المسؤول عن تسريبات الغاز التي وقعت في خطوط انابيب نوردستريم؟
الخميس ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

مع إعلان السويد بوقت سابق، اليوم الخميس، تسجيل تسرب رابع في خطوط أنابيب الغاز نوردستريم التي تصل روسيا بألمانيا، تبادلت روسيا وأمريكا والغرب بشكل مباشر وغير مباشر الاتهامات حول المسؤولية عن عمليات "التخريب" المفترضة، في حين أكدت وزارة الخارجية الروسية أن واشنطن هي المستفيدة من الحادث.

العالم - یقال آن

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ، ماريا زاخاروفا، أن حادثة خطوط "التيار الشمالي" وقعت في منطقة تسيطر عليها المخابرات الأميركية، موضحة خلال تصريحات لبرنامج محلي اليوم الخميس: "الحادث وقع في المنطقة التجارية والاقتصادية للدنمارك والسويد، المنضمتين للناتو والممتلئتين بالأسلحة الأميركية".

كما أضافت: "هذه البلدان تسيطر عليها أجهزة المخابرات الأميركية بالكامل، وتقع بالتأكيد تحت سيطرة أجهزة المخابرات الأميركية التي تتحكم بشكل كامل في الوضع هناك".

من جهة أخرى سارع مسؤولون استخباراتيون غربيون اليوم الى القول، أنهم "لاحظوا يومي الاثنين والثلاثاء وجود سفن دعم تابعة للبحرية الروسية بالقرب من موقع التسريب، الذي يحتمل أن تكون ناجما عن انفجارات تحت الماء".

وأفاد الموقع الأميركي “بيزنيس إنسايدر” وصحيفة “دير شبيغل” الألمانية ان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ابلغت الحكومة الألمانية، منذ بضعة أسابيع، بـ”توخي الحذر من وقوع تفجيرات وشيكة تطال أنابيب الطاقة الناقلة للغاز الروسي على أراضيها”.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية “من حيث المبدأ، لا نتخذ موقفاً عاماً بشأن الأمور المتعلقة بأي اكتشافات استخبارية أو أنشطة أجهزة المخابرات".

وكانت قناة “فوكس نيوز” ذكرت أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قد تكون متورطة في تدمير أنابيب نورد ستريم”، مشيرةً إلى أن الحكومة الأميركية أعلنت في شباط/فبراير الماضي، رغبتها في “التخلص من خط أنابيب الغاز الذي يمد أوروبا".

وذكّر المقدم في القناة تاكر كارلسون، بأن “بايدن قال قبل 3 أسابيع من بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، إنه لن يكون هناك نورد ستريم 2″، معقباً: “سنضع حداً له، أعدكم بأننا نستطيع القيام بذلك”.

والثلاثاء الماضي، كشف مركز رصد الزلازل السويدي، عن وقوع انفجارين قويين تحت الماء في موقع تسرب الغاز من أنبوب “نورد ستريم".

وأعلنت الاستخبارات السويدية، في وقت سابق اليوم الخميس، تسجيل تسرب رابع في خطوط أنابيب الغاز نوردستريم وفتح تحقيق في عمل "تخريبي"، وقالت الاستخبارات في بيان إنها تسلمت التحقيق الأولي من الشرطة لأن الأمر قد يكون ناتجاً عن “جريمة خطيرة يمكن أن تكون موجهة، جزئياً على الأقل، ضد المصالح السويدية"، مشيرةً إلى أنّ "ليس من المستبعد أن تكون هناك قوة أجنبية متورطة؟".

وفي بيانَين منفصلَين، قالت الاستخبارات والنيابة السويدية إن التحقيق يتركز حالياً على احتمال حدوث "تخريب متفاقم".

وتوقف العمل في هذين الخطّين ولكنهما لا يزالان مليئين بكمية كبيرة من الغاز، الذي يتسرب منذ الاثنين في جنوب البلطيق، ووقع التسرب في المياه الدولية، علما أنّ 2 من المواقع المذكورة يقعان في المنطقة الدنماركية الخالصة، وواحداً في المنطقة السويدية.

وفي وقت سابق من اليوم، حض المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، على التفكير قبل الإدلاء بتصريحات بشأن حال الطوارئ في حوادث أنابيب الغاز “نورد ستريم”، مبيناً: "ما زلنا بحاجة إلى الانتظار لدراسة هذه الاختراقات، وتحديد ما إذا كان انفجاراً أم لا".

ووصف المتحدث باسم الكرملين فرضية أنّ روسيا تقف وراء الأضرار التي لحقت بخطي “نورد ستريم” بالرواية “الغبية والسخيفة”، مشيراً إلى “نشوة البولنديين وشكرهم الولايات المتحدة بعد حادث التسريب في خط الأنابيب”، مذكراً بدعوة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التخلص من “نورد ستريم 2".

وكانت الرئاسة الروسية أعلنت أن الأضرار التي لحقت بخطي أنابيب الغاز الطبيعي، “نورد ستريم 1 و2″، الثلاثاء، قد تكون ناجمة عن “أعمال تخريبية".

وفي هذا السياق، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في وقت سابق من اليوم الخميس، أن بلادها تعتزم عقد جلسة رسمية في مجلس الأمن الدولي على خلفية الاستفزازات التي يتعرض لها خطا أنابيب الغاز “نورد ستريم1″ و”نورد ستريم 2”.

من جانبه حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الخميس، من ان أي هجوم متعمد يستهدف البنية التحتية للحلفاء "سيُقابل برد حازم"، في تعليقه على ما وصفها بأعمال "تخريب" استهدفت خطوط أنابيب نورد ستريم، وذكر ستولتنبرغ في بيان: "تشير كافة المعلومات المتاحة حالياً إلى أن هذا (التسريب في خطوط غاز) حدث نتيجة أعمال تخريب متعمدة ومتهورة وغير مسؤولة"، لكنه لم يتهم روسيا بالاسم.

وأضاف: "نحن، كحلفاء، ملتزمون بالاستعداد والردع والدفاع في مواجهة الأساليب القسرية في استخدام الطاقة من جانب جهات حكومية وغير حكومية. وأي هجوم متعمد ضد البنية التحتية الحيوية للحلفاء سيقابل برد موحد وحازم"، على حد تعبيره.

وبغض النظر عن تبادل كل من روسيا والغرب التلميحات تارة والاتهامات الصريحة تارة أخرى حول التسبب في التسرب الذي شهده خط نوردستريم 1و2 للغاز في بحر البلطيق، فإن الأكيد ان المتضرر الأكبر هو أوروبا التي قد تفقد الأمل في عودة ضخ الغاز الروسي إليها قريبا، خاصة مع بدء الخريف والاقتراب أكثر من شتاء بارد وقاسي، عدا عن ان الأحداث في اوكرانيا - رغم الدعاية الغربية الضخمة عن انتصارات ميدانية كبيرة لأوكرانيا بدعم حلفائها الغرب- أصبحت معقدة أكثر ولايبدو انها في صالح موسكو في ظل الاستفاءات التي جرت في اربع مناطق في اوكرانيا وأفضت الى رغبة الاكثرية الانضمام الى روسيا حيث أن الرئيس فلاديمير بوتين سيلتقي، غدا الجمعة، في موسكو قادة مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا، ويوقع معهم اتفاقيات بشأن الانضمام إلى روسيا.

وهذا سيعني ان أي اعتداء ناري أوكراني على هذه الأراضي سيعني هجوما على الاراضي الروسية، وسيعطي موسكو الحق في استخدام الاسلحة المناسبة ، للرد على هذا الاعتداء ووفقا للعقيدة النووية الروسية فاستخدام السلاح النووي سيكون متاحا أيضا، ومع هذه التحولات الكبيرة فإنه من غير المستبعد ان تكون حوادث التسريب في خطوط الغاز (نوردستريم) مفتعلة وتستهدف ضمان عدم تراجع الأوربيين في أوكرانيا لصالح روسيا، وتجعلهم مستعدين لمواجهة مصيرهم "المتجمد" هذا الشتاء.