ملفات الإضطهاد.. الشيخ عبد الجليل رضي مكي (المقداد)

 ملفات الإضطهاد.. الشيخ عبد الجليل رضي مكي (المقداد)
الجمعة ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٢ - ١٠:٠٤ بتوقيت غرينتش

 الشيخ عبد الجليل المقداد هو رجل دين بحريني بارز يبلغ من العمر 62 عامًا وناشطًا سياسيًا يقضي عقوبة بالسجن المؤبد في سجن جو منذ عام 2011، عندما تم اعتقاله بعنف ودون إذن قضائي بسبب المشاركة بالمظاهرات المؤيدة للديمقراطية في البلاد.

العالم - البحرين

في 27 مارس 2011، داهم رجال الأمن الذين لم يُعرّفوا عن أنفسهم منزل الشيخ عبد الجليل الساعة الثالثة فجراً، ورفعوا أسلحتهم نحوه. اقتادوه من غرفته وهددوه وقيدوا يديه خلف ظهره في بهو المنزل أثناء تفتيشه. ولم يقدم الضباط مذكرات التوقيف والتفتيش. بعد ذلك، نقلوه إلى الخارج حافي القدمين على الرغم من ألم في قدمه اليسرى بسبب إصابة، ووضع الشيخ عبد الجليل في السيارة معصوب العينين واقتيد إلى جهة مجهولة.

وعندما أُخرج من السيارة تم صفعه ثم استجوبه العناصر في وقت متأخر من الليل. في الصباح نقلوه إلى سجن القرين، لم يُسمح له بالاتصال بمحام، ولم يُسمح له إلا بالاتصال بأسرته للحصول على ملابس جديدة.

عذب الضباط الشيخ عبد الجليل بوحشية في السجن وأثناء الإستجواب. ضربوه وشتموه وأجبروه على الوقوف لفترات طويلة وألقوه على الأرض وجلدوه بحزام جلدي أو نعل بعد أن سكبوا عليه الماء ووضع في السجن الانفرادي. أجبره أحد الضباط على فتح فمه، وبصق فيه، وأجبره على البلع. واستمرت تلك الانتهاكات في النيابة العسكرية، حيث عصّب العناصر عينيه ولكموه على رأسه. في جهاز الأمن الوطني، أساء الضباط لفظيا للشيخ عبد الجليل، وعصبوا عينيه واعتدوا عليه وأهانوه وأسرتهُ وطائفته.

في 22 يونيو 2011، حكمت محكمة السلامة الوطنية على الشيخ عبد الجليل بالسجن المؤبد لمحاولته معارضة نظام الحكم. وأيدت محكمة الاستئناف العسكرية والمدنية الحكم في 28 سبتمبر 2011 وفي 4 سبتمبر 2012، على التوالي.

خلال فترة السجن، استمر الضباط في إساءة معاملتهم، لا سيما من خلال الإهمال الطبي المتعمد. الشيخ عبد الجليل، الذي لا يزال يعاني من آلام في ساقه، أجبر بدوره على تحمل آلام الظهر ولم يتلق علاجًا جديًا أو تشخيصًا دقيقًا رغم المطالب المستمرة. علاوة على ذلك، يعاني الشيخ عبد الجليل من صداع حاد ومستمر لم يتم علاجه أيضًا.

ومؤخراً، في سبتمبر 2022، نٌقل الشيخ عبد الجليل إلى منشأة طبية خارجية في سيارة لم تكن مجهزة بالتبريد رغم ارتفاع درجة الحرارة في ذلك الوقت. كان يعاني من صداع وصعوبة في التنفس وعلى وشك ان يفقد وعيه.

في 27 سبتمبر 2022، كان من المقرر نقل الشيخ عبد الجليل مرة أخرى من سجن جو للحصول على موعد طبي خارجي. ومع ذلك، قبل الموعد مباشرة، أبلغه الضابط أن الطبيب لن يحضر، وبالتالي رفض الشيخ عبد الجليل الذهاب إلى الموعد، فقال له الضباط إن عليه التوقيع على إفادة برفض العلاج الطبي، الأمر الذي رفضه الشيخ عبد الجليل، وقوبل رفضه برد عنيف من بعض الضباط الذين اعتدوا عليه لفظيا، وكان عددهم 4 إلى 5 ضباط هجموا عليه وحاولوا ضربه ولكن تم إيقافهم من قبل ضباط آخرين.

عندما تم الإعلان عن هذه الحادثة، عبر مؤيدون داخل السجن وخارجه عن تضامنهم مع الشيخ عبد الجليل، سعت السلطات إلى الانتقام من الشيخ عبد الجليل بدلاً من فتح تحقيقات محايدة لمحاسبة الضباط. واقتيد الشيخ عبد الجليل إلى النيابة العامة لاستجوابه باعتباره المعتدي وليس الضحية. كما تم أخذ لوح خشبي ينام عليه عادة لتخفيف الألم كشكل من أشكال الانتقام.

إن الإهمال الطبي والإساءات التي تعرض لها الشيخ عبد الجليل أثناء سجنه يمثل انتهاكًا للقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء التي أقرتها الأمم المتحدة “قواعد نيلسون مانديلا”. علاوة على ذلك، انتهكت البحرين أيضًا المعاهدات الدولية التي صادقت عليها، بما في ذلك اتفاقية مناهضة التعذيب والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتي تنص على معاملة السجناء معاملة كريمة. أخيرًا، إنّ اعتقال الشيخ عبد الجليل الأولي وسجنه على خلفية نشاطه السياسي، إلى جانب الانتهاكات التي تعرض لها أثناء الاستجواب والمحاكمة أمام محكمة عسكرية، يعدّ احتجازاً تعسفيًا.

تدعو ADHRB إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الشيخ عبد الجليل المقداد وغيره من السجناء السياسيين. علاوة على ذلك، تحث ADHRB السلطات على توفير العلاج الطبي المناسب والظروف الصحية في السجن، بالإضافة إلى التحقيق النزيه في سوء المعاملة والانتقام.

تصنيف :