تفاصيل عملية سيطرة "جبهة النصرة" على مدينة عفرين بريف حلب

تفاصيل عملية سيطرة
الخميس ١٣ أكتوبر ٢٠٢٢ - ١١:٠٣ بتوقيت غرينتش

وسط انكسار تام لـ "الجبهة الشامية" وحلفائها، "النصرة" تسيطر على مدينة عفرين وتُمهّد للسيطرة على مدينة الباب بريف حلب.

العالم - سوريا

وقال مراسل قناة العالم الاخبارية، إن مجموعات "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) دخلت صباح اليوم الخميس، الأحياء السكنية في مدينة عفرين، وسيطرت على كامل أحيائها السكنية، بعد سلسلة من عمليات التمهيد الناري التي نفذتها على مدار ساعات الليلة الماضية وإلى حلول صباح اليوم.

واوضح أن مسلحي "النصرة" اقتحموا مدينة عفرين من جهة حي "اليزيدية"، وتقدموا ليسيطروا على حي "المحمودية" الذي يعد من الأحياء المكتظة بالمدنيين في المدينة، تزامناً مع انكسار لافت لمسلحي "الجبهة الشامية" وحلفائها من "حركة التحرير والبناء"، الذين أكدت المصادر معلومات عن انسحابهم من المدينة نحو قرية "كفر جنة" في ريفها الشرقي، لتبسط "النصرة" بالنتيجة سيطرتها على كافة أحياء ومناطق المدينة.

اقتحام "النصرة" لمدينة عفرين، سبقه على مدار ساعات الليلة الماضية، عمليات تمهيد ناري مكثفة نفذته "الهيئة" نحو المدينة، بعد أن تمكنت في وقت سابق مساء الأمس، من السيطرة على كامل ناحية "جنديرس" والقرى التابعة لها. بالتزامن مع سيطرة حليفها فصيل "العمشات" (السلطان سليمان شاه) على ناحية "المعبطلي" ومعظم القرى المجاورة لها، ما أفسح الطريق أمام زحف "النصرة" بشكل سريع نحو أطراف المدينة، لتتمكن من السيطرة على التلال المجاورة وتنفيذ عمليات التمهيد.

وشهد تقدم "النصرة" إلى مدينة عفرين، انسحاب مسلحي "الجبهة الشامية" من سجن "معراتا" الواقع على طريق المدينة، ما أفسح المجال أمام السجناء، معظمهم من تنظيم "داعش"، للفرار من سجنهم. إلا أن مصادر "محلي" نقلت عن مصادر مقربة من فصيل "الشرطة العسكرية"، معلومات عن تمكن مسلحي الفصيل من القبض على معظم السجناء الفارين، ونقلهم إلى أحد السجون التابعة للفصيل قرب الشريط الحدودي مع تركيا.

بالتوازي مع تقدمها السريع نحو مدينة عفرين، وصلت عناصر "النصرة" صباح اليوم الخميس إلى تخوم مدينة الباب في الجهة الشرقية من ريف حلب الشمالي، والتي كانت منطلقاً للصراع الدائر راهناً. لتشهد الساعات الماضية اشتباكات عنيفة بين "النصرة" و"الجبهة الشامية" في محيط المدينة، بالتزامن مع عمليات تمهيد ناري مكثفة عبر القصف المدفعي من قبل "الجبهة"، تحضيراً لبدء عملية اقتحامها.

أما في جرابلس أقصى شمال شرق حلب، فأكدت مصادر "محلي" سيطرة فصيل "حركة أحرار الشام" على المدينة بالكامل، بعد أن باتت شبه خالية من مسلحي "الشامية" الذين توجهوا إلى منطقة عفرين لمواجهة تقدم "النصرة" هناك.

وسرّبت بعض المعرّفات والتنسيقيات التابعة لفصائل أنقرة صباح اليوم الخميس، معلومات عن الشروط التي وضعتها "النصرة" لوقف زحفها في شمال حلب. حيث تضمنت تلك الشروط حصول "الهيئة" على نسبة من عائدات معبر "الحمام" الحدودي غير الشرعي مع تركيا، وإلغاء ساحة الترسيم التابعة لـ "الجبهة الشامية" في قرية ترندة بريف عفرين. والإبقاء على ساحة واحدة فقط قرب معبر "دير بلوط" بإشراف "الهيئة"، إضافة إلى تسليم لائحة أسماء من فصيل "جيش الإسلام" المطلوبين لدى "النصرة" بتهم مختلفة، دون ورود أي معلومات حول موافقة الأطراف المتصارعة على تطبيق تلك الشروط.

ويذكر أن الصراع الدائر راهناً في ريف حلب الشمالي، أودى بحياة /4/ مدنيين إلى جانب إصابة /25/ آخرين بجروح متفاوتة، في حصيلة أولية قابلة للارتفاع نتيجة استمرار الاشتباكات، فيما يُقدر حجم خسائر المسلحين بأكثر من /150/ قتيلاً ومصاباً من مختلف أطراف الفصائل المتصارعة.