شاهد بالفيديو..

جفاف منابع المياه يدقّ المسمار الأخير بنعش قبائل الرّحل بالمغرب

الجمعة ١٤ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠١:١٠ بتوقيت غرينتش

قسوة الجفاف أكثر من يشعر بها قبائل الرّحل في جنوب شرق المغرب، فباتوا يصارعون للحصول على المياه والكلأ للماشية ويعانون ظروفا اجتماعية صعبة. 

خاص بالعالم

وعلى الرغم من أن الترحال الرعوي نمط معمول به في المغرب منذ آلاف السنين، لكنه يتجه اليوم نحو الاندثار بسبب التقلبات المناخية وأسوأ موجة جفاف تضرب البلاد منذ أربعة عقود.

وقال ادريس سكونتي عضو بلدية أملاكو: "إن محافظة أملاكو الريفية كانت تضم '460 خيمة للرحل لم يبق منها اليوم سوي نحو أربعين خيمة. لم يعد هناك من يعتني بهذه الأراضي فقد أصبحت قاحلة وتأثرت بالجفاف، ولم يعد هناك نباتات وانخفض مستوى المياه".

وقال حدو عودة من البدو الرحل: "إن 'خطة المغرب الأخضر' هي التي تقف وراء كل هذا لأنها سمحت للأثرياء ببناء المزارع وحفر آبار جديدة ويغلقون الآبار القديمة العائدة للبدو لقد نهبوا ثروات البلاد وأخذوا كل شيء".

باحثون في الأنثربولوجيا أوضحوا أن الرحل كانوا دائما بمثابة مقياس للتقلبات المناخية، محذرين من أنهم إذا فقدوا اليوم القدرة على التحمّل رغم تعوّدهم العيش في شروط قاسية فذلك يعني أن الظرف بات خطيرا.

ويرى الباحثون أن جفاف منابع المياه حتى في المناطق التي يسكنها قرويون مستقرون يدقّ المسمار الأخير في نعش الرحل.

وقال عثمان زغار: "نود الذهاب إلى مناطق أخرى فيها مياه وكلأ، لكن الناس لا يسمحون لنا بالاستقرار في مناطقهم ويطلبون منا العودة إلى ديارنا ونضطر للاستدانة لشراء علف الماشية".

وليس المناخ هو العامل الوحيد الذي سرّع تدهور ظروف حياة الرحل بل ندرة الكلأ التي تعود إلي تملّك الأراضي في المنطقة والاستثمارات الزراعية فيها. هذا فضلا عما يواجهه الرحّل من عداء' من طرف بعض القرويين الذين يرفضون فكرة أن يستقروا في مناطقهم.

ولا يتعدي عدد الرحل اليوم نحو خمسة وعشرين ألف شخص وفق آخر إحصاء للسكان في المغرب، مقابل نحو سبعين ألفا في العام الفين وأربعة ما يمثل تراجعا لقرابة الثلثين في عشرة أعوام.