تجدد الاحتجاجات الليلية بعدد من أحياء العاصمة التونسية ومدينة بنزرت

تجدد الاحتجاجات الليلية بعدد من أحياء العاصمة التونسية ومدينة بنزرت
الأحد ١٦ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

تجددت المواجهات يوم امس السبت، لليلة الثانية على التوالي في أحد أحياء العاصمة التونسية بين الشرطة ومجموعة من المحتجين إثر وفاة شاب بعد إصابته خلال مطاردة قوات الأمن له قبل أكثر من شهر.

العالم - تونس

وتجددت الصدامات في حي التضامن حيث استعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات المتظاهرين.

ورشق المحتجون وغالبيتهم من الشباب، قوات الأمن بالحجارة وحاولوا إغلاق شارع رئيسي بالمتاريس.

وبدأت الصدامات الجمعة تزامنا مع تشييع جثمان الشاب وتجددت ليلا، حسبما أظهرت مقاطع فيديو.

والشاب مالك السليمي (24 عاما) سقط في خندق وأصيب على مستوى الرقبة إثر مطاردة الشرطة له أواخر شهر أغسطس، وفقا لتصريح أحد أقربائه لإذاعة "ديوان أف أم" المحلية.

وإثر ذلك نُقل إلى المستشفى وظل في الانعاش طوال خمسين يوما ثم فارق الحياة، وفق المصدر نفسه.

وحمل المحتجون الشرطة مسؤولية وفاة السليمي الذي تطالب عائلته "القضاء بتحقيق العدل وإنصاف" المتوفى.

كما شهدت مدينة بنزرت عشية يوم السبت، تجمّع عدد من المحتجين وإشعال عجلات مطاطية في أحد شوارع المدينة.

ونقلت إذاعة شمس الخاصة أن الطرق والأحياء المتاخمة لشارع حسن النوري وسط المدينة شهدت عمليات كر وفر بين محتجين ورجال الأمن.

وقالت إن المحتجين رشقوا رجال الأمن بالحجارة، على خلفية عدم تجاوب السلطات مع نداءات عائلات المفقودين من أبناء حيّ حشاد، الذين يطالبون بمعرفة مصير أبنائهم الذين غادروا البلاد في رحلة هجرة غير نظامية عبر البحر في 26 أغسطس/آب الماضي.

قيس سعيّد يحيي عيد الجلاء في مدينة بنزرت

على صعيد آخر، انتقل الرئيس التونسي قيس سعيّد صباح السبت إلى المدينة نفسها، بنزرت، لإحياء عيد الجلاء، حيث أُجليَ آخر جندي فرنسي من ميناء المدينة في 15 ديسمبر/كانون الأول 1963. ولكن يبدو أن خطاب سعيد لم يقنع الأهالي هناك، الذين عاودوا الاحتجاج بعد مغادرة الرئيس.

وقال سعيّد، السبت "إنه يستوجب أولاً معالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية من أجل القضاء على ظاهرة الهجرة غير النظامية قبل الاعتماد على المقاربة الأمنية فقط".

وأضاف، وفق مقطع فيديو على الصفحة الرسميّة لرئاسة الجمهورية في "فيسبوك": "البحر تحول إلى أداة للخروج من تونس بسبب عوامل داخلية وخارجية"، لافتاً إلى أن "ظاهرة الهجرة غير النظامية أصبحت لا تستثني أياً من الفئات الاجتماعية، إذ تستقطب الأطفال والعائلات على حد سواء".

وعبّر سعيّد بالمناسبة عن تضامنه مع أهالي جرجيس لفقدانهم 18 من أبناء المعتمدية، خرجوا في رحلة هجرة غير نظامية نحو أوروبا في21 سبتمبر/أيلول 2022، شُيِّع السبت 5 منهم.

وتشهد جرجيس بدورها حالة من الاحتقان بسبب سوء تعامل السلطات مع الكارثة الإنسانية التي شهدتها المدينة.

وتوجه المواطنون بانتقادات شديدة لسعيّد، الذي لم يعر هذا الملف أدنى اهتمام إلا منذ يومين فقط، فيما عمد المواطنون إلى طرد المحافظ من مدينتهم الخميس.

وطالب أهالي الضحايا والمفقودين، يوم السبت، على هامش اجتماع الاتحاد المحلي للشغل، بتنفيذ إضراب عام شامل ووقف كل الأنشطة الاقتصادية في المنطقة، رافعين شعار "اتحاد اتحاد والعكّارة في حداد" (العكارة هم قبيلة السكان الأصليين للمنطقة).

واعتبر المحتجون الذين تجمهروا أمام مقر الاتحاد الجهوي بجرجيس للضغط على المنظمات لإقرار الإضراب العام في أقرب وقت، أن وقف العمل سيكون رداً على السلطات الرسمية التي يتهمها الأهالي بالتقصير في البحث عن المفقودين والتعتيم على هوية جثث المنتشلين.

وتزامنت الدعوة إلى الإضراب العام مع دفن خامس ضحية من غرقى المركب من مجموع 8 جثث عُثِر عليها لمهاجرين يفترض أن يكونوا على متن القارب الذي غرق على بعد 28 ميلاً من شواطئ المنطقة.