تفاصيل انسحاب "النصرة" من عفرين واتفاقها مع الجماعات المسلحة

تفاصيل انسحاب
الأحد ١٦ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٧:٠٢ بتوقيت غرينتش

بدأت "هيئة تحرير الشام" (النصرة الارهابية) أمس السبت الانسحاب من مدينة عفرين، وتسليم نقاطها العسكرية لجماعة "أحرار الشام" المرتبطة بتركيا، عائدة باتجاه منطقة إدلب، عبر معبر الغزاوية الواقع بالقرب من مدينة دارة عزة غربي محافظة حلب. 

العالم - سوريا

وحسب موقع "العربي الجديد"، ساد هدوء حذر مناطق الاحتكاك بين الفصائل المتقاتلة في الشمال السوري، عقب التوصل إلى "اتفاق مبدئي" بين المسميات المسلحة "هيئة تحرير الشام" و"الفيلق الثالث"، التابع لما يسمى "الجيش الوطني" المرتبط بتركيا، نص على وقف إطلاق النار، وإدارة مشتركة لبعض المناطق.

وقد لاقى هذا الاتفاق رفضاً، كما يبدو، من بعض مكونات "الفيلق الثالث"، ما دفع الأخير إلى حذفه من معرفاته الرسمية، وسط تواصل المفاوضات مع "(جبهة النصرة) للتوصل إلى اتفاق نهائي.

وساد الهدوء النسبي مناطق الاحتكاك بين الطرفين يوم أمس السبت، باستثناء اشتباكات متقطعة على محاور الحشد، قرب مدينة كفر جنة التي تفصل منطقة عفرين عن مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، والتي تمترست فيها قوات "الفيلق الثالث" عقب انسحابها من عفرين، إثر دخول قوات "تحرير الشام" إلى المنطقة بمؤازرة من فصيلي "الحمزات" و"العمشات" المنضويين ضمن مسلحي "الجيش الوطني"، والمتحالفين مع "تحرير الشام".

تعارض قوى داخل "الفيلق الثالث" الاتفاق بصيغته الحالية

ونشرت الحسابات الرسمية لـ"الفيلق الثالث" نسخة عن الاتفاق موقعة من قائدي "هيئة تحرير الشام" الارهابيين أبو محمد الجولاني و"الفيلق الثالث" حسام ياسين (أبو ياسين) حمل بنوداً عدة للتهدئة، أبرزها أن ينحصر نشاط "الفيلق" بالجانب العسكري في المنطقة، قبل أن تبادر تلك الحسابات الى حذف المنشورات، فيما فُسر على أنه يعكس خلافات داخل "الفيلق الثالث".

وقال مصدر مطلع من داخل الفيلق، لـ"العربي الجديد"، إن قوى داخل "الفيلق"، وخاصة "جيش الإسلام" تعارض الاتفاق بالصيغة التي نشر بها.

اتفاق غامض

ووفق مصدر عسكري من "الفيلق الثالث"، تحدث لـ "العربي الجديد"، فإن الاتفاق الذي جرى التفاوض عليه بين قائد القوات المركزية في "الفيلق الثالث" أبو أحمد نور، والجولاني، نص على إنهاء القتال بين الطرفين، وسحب المظاهر المسلحة، وعودة الفصائل إلى أماكن تمركزها السابقة.

وأكد المصدر أن منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" (مناطق عمليات عسكرية قامت بها تركيا بمساندة المسلحين) ستكونان تحت إدارة عسكرية موحدة، بإشراف "هيئة تحرير الشام"، إضافة إلى حصول "الهيئة" على عائدات مالية من كل المعابر مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) أبرزها معبر "الحمران" بريف مدينة جرابلس شرقي محافظة حلب، والمعابر الأخرى مع الجانب التركي.

وأشار إلى أن "الاتفاق أكد عدم السماح للفصائل العسكرية بالتدخل في عمل المؤسسات المدنية، حيث ستكون تلك المؤسسات تحت وصاية وإدارة الحكومة السورية المؤقتة، ولكن بمشاركة من الإدارة الموحدة التابعة لهيئة تحرير الشام".

وأوضح المصدر أن الاتفاق دخل حيز التنفيذ، وفصائل "الفيلق الثالث" بدأت بالعودة إلى مقراتها العسكرية، مشدداً على أن منطقة "نبع السلام" (ريفي الرقة والحسكة) غير مشمولة بهذا الاتفاق.

ووفق مصادر من منطقة إدلب، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن "هيئة تحرير الشام" بدأت أمس السبت الانسحاب من مدينة عفرين، وتسليم نقاطها العسكرية لحركة "أحرار الشام"، متجهة باتجاه منطقة إدلب، عبر معبر الغزاوية الواقع بالقرب من مدينة دارة عزة غربي محافظة حلب.

ووفق أحد المصادر، فإن الاتفاق قضى بدخول رتل عسكري من "هيئة تحرير الشام" إلى مدينة أعزاز وصولاً إلى مدينة جرابلس، ومن ثم يعود إلى منطقة إدلب، كإشارة رمزية كما يبدو على البدء بقبول وجود "الهيئة" في تلك المناطق، وذلك بالتزامن مع البدء بفتح طريق أعزاز - عفرين وبعض الطرق التي كانت مغلقة بسبب الاشتباكات، إلا أن أهالي ونشطاء مدينة أعزاز منعوا الرتل الاستعراضي التابع إلى "تحرير الشام" من المرور في منطقتهم، عبر قطع الطرقات من خلال إشعال الإطارات.

نتيجة متوقعة لفشل تكوين جسم عسكري واحد

من جهته، قال الباحث شادي عبدالله، لـ"العربي الجديد"، إن ما يجري اليوم في الشمال السوري نتيجة متوقعة لحالة الخلافات المتواصلة بين فصائل "الجيش الوطني"، وفشلها في تكوين جسم عسكري واحد، وإدارة مدنية موحدة لمناطق سيطرتها.

واعتبر أن هذا الفشل يمس أيضاً الإدارة التركية لتلك المناطق، وهو ما جعل أنقرة تغض الطرف، كما يبدو، عن طموحات "تحرير الشام" للمشاركة في ضبط مناطق سيطرة "الجيش الوطني" أمنياً، ومشاركة "الهيئة" حتى في إدارة تلك المناطق بطريقة أو أخرى، كرسالة تأديب لفصائل "الجيش الوطني".