هكذا انتهت أسطورة عدي التميمي بأسطورة 

هكذا انتهت أسطورة عدي التميمي بأسطورة 
الخميس ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٤٨ بتوقيت غرينتش

في وقت كان الفلسطينييون ينعون عدي التميمي الشاب الفلسطيني الذي نفذ عملية قبل اسبوع ونصف -اعترف الاحتلال بجراتها- وعاد الشاب مرة اخرى ليواجه الاحتلال مقبلا غير مدبر على ابواب مستوطنة معاليه ادوميم ،كانت المؤسسة الامنية الاسرائيلية تجلس على مقاعدها تقرأ ما صنعه هذا الشاب العشريني من حالة جديدة في الشارع الفلسطيني عنوانها ان المقاومة قرار بالذهاب دون العودة.

العالم - قضية اليوم

رغم ان عملية حاجز شعفاط التي نفذها التميمي شكلت صدمة امنية للاحتلال الاسرائيلي من ناحية المكان والزمان الا ان استشهاده في مواجهة جديدة على بعد مئة متر من مقر للشرطة الاسرائيلية وعلى ابواب كبرى مستوطنات القدس المحتلة معاليه ادوميم شكل صدمة اكبر ، واكبر خطأ ارتكبه الاحتلال الاسرائيلي عندما نشر صورة الاشتباك بين التميمي وامن مستوطنة معاليه ادوميم ، الهدف بالنسبة للاحتلال - هكذا اعتقد - كان التغطية على صورة عملية حاجز شعفاط والتي كانت مهينة للامن الاسرائيلي والتي ظهر فيها التميمي جريئا هادئا مسيطرا على نفسه فيما ظهر جنود الاحتلال مرتبكين غير قادرين على الرد.

لكن فيديو الاشتباك على ابواب معاليه ادوميم اكد المؤكد بان هذا الشاب نفذ العملية الاولى عن قناعة وتخطيط وجرأة غير مسبوقة وحين قرر ان يعود بعد اسبوع ونصف كان الاحتلال فيها يلتمس معلومة واحدة تقوده اليه عاد ليشتبك بشكل مباشر مع الامن الاسرائيلي ويفارق الحياة دون ان يلقي بالسلاح ، في تل ابيب عليهم الان ان يعترفوا بالفشل الامني وان يبتعدوا عن الانتصارات الوهمية ، وان يدركوا بان جيلا فلسطينيا جديدا بدأ عهده وبانه يختلف عن الاجيال السابقة ، وعليهم ان يعترفوا بان اسبوعا ونصف من العمل الاستخباراتي الحثيث لم يوصل الى نتيجة وعلى العكس بدلا من ان يصلوا الى التميمي هو من وصل اليهم وبدلا من ان تذهب اجهزة الامن لاعتقاله هو من جاء سيرا على الاقدام كما فعل في المرة الاولى حين غادر مسرح العملية -في حاجز شعفاط -سيرا على الاقدام.

بعد دقائق من استشهاد التميمي قال احد الصحفيين الاسرائيليين: تجنيد قوات احتياط، إغلاق مخيم شعفاط، مواجهات، 12 يوما من المطاردة انتهت بتنفيذه عملية ثانيةوهذا ما كانت تخشاه تل ابيب وهو ما حدث بالفعل ، انتهت اسطورة عدي التميمي باسطورة استشهاده وكأن الشاب العشريني اراد ان يفرض على كل الاطراف الفلسطينية معادلة عنوانها ان ما يتفرق في السياسة يجمع عليه في الميدان وان الميدان جمع الفلسطينييين بكل اطيافهم ومشاربهم ، اسطورة التميمي انتهت باسطورته ولم يتبقى للسياسيين الفلسطينيين الذين اصبحوا خارج الحسابات الشعبية سوى ان يندبوا حظهم .

بقلم فارس الصرفندي