حماس في دمشق.. رأب صدع طال وتعزيز كبير لمحور المقاومة

حماس في دمشق.. رأب صدع طال وتعزيز كبير لمحور المقاومة
الخميس ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٩:١٠ بتوقيت غرينتش

بعد قطيعة دامت عشر سنوات عادت المقاومة الاسلامية "حماس" الى أحضان دمشق، عبر زيارة لوفد من قادتها ولقائهم الرئيس السوري بشار الاسد الذي أكد "طي صفحة الماضي"، وهو أمر كان متوقعا فالقضية الفلسطينية كانت ومازالت راسخة في عقيدة وضمير سوريا قلب محور المقاومة النابض.

العالم - كشكول

زيارة قادة حماس جاءت ضمن وفد فصائلي فلسطيني تصدره نائب قائد حركة "حماس" في قطاع غزة ومسؤول ملف العلاقات العربية والإسلامية فيها خليل الحية، والأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة، وممثلين عن "الجبهة الشعبية"، و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"، و"فتح الانتفاضة"، و"الصاعقة"، و"الجبهة الديموقراطية"، و"جبهة النضال الشعبي"، و"جبهة التحرير الفلسطينية".

ومن المتوقع ان تتبع هذه الخطوة التاريخية خطوات أخرى، وصولا إلى إعادة فتح مكتب للحركة في سوريا. إضافة الى خطوات أخرى تعزز بناء الثقة بين الحركة والجمهورية العربية السورية على المستويين القيادي والشعبي والوصول بالعلاقات إلى مستوى طيب، وتجاوز جميع العقبات التي قد تواجه هذا الأمر.

زيارة وفد "حماس" إلى دمشق استمرت لساعات عدة، أجرى خلالها الوفد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين، لتقريب وجهات النظر وبحث الخطوات المستقبلية، وكيفية دعم المقاومة الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، ومواجهة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه.

واستهل الوفد لقاءاته باجتماع مع الرئيس الأسد، وصفه الحية بأنه "كان دافئاً، وقد أبدى الرئيس السوري تصميمه على تقديم كل الدعم من سوريا للشعب الفلسطيني ومقاومته"، معتبراً أن "هذا اللقاء دليل على أن روح المقاومة في الأمة تتجدد". ومن هنا، توجه إلى الاحتلال بالقول إن "اللقاء رد طبيعي من المقاومة من قلب سوريا، لنقول للاحتلال والمشاريع الصهيونية التي تستهدف القضية الفلسطينية، إننا أمة موحدة ومقاومة في وجه المشاريع الصهيونية"، مضيفاً أن "هذا يوم مجيد، ومنه نستأنف حضورنا في سوريا والعمل معها دعماً لشعبنا ولاستقرار سوريا"، موضحا: أكدنا للرئيس الأسد أننا مع سوريا ووحدة أراضيها ودولتها الواحدة، وأننا ضد أي عدوان يستهدفها.

وأكدت "حماس" أن قرارها استئناف العلاقة مع سوريا العزيزة جاء بإجماع قيادتها، وعن قناعة بصوابية هذا المسار، معلنة، على لسان الحية، أنها ستتابع مع المسؤولين السوريين ترتيبات بقائها في سوريا، وأنها أعلمت الدول التي تقيم علاقات معها بقرارها العودة إلى دمشق، ولم تسمع اعتراضا من أي دولة، بما في ذلك تركيا وقطر، مستدركة بأنها اتخذت قرار العودة إلى سوريا بمفردها، ولم تستشر أحداً، ولم تكن لتتراجع لو رفض أي طرف ذلك. وعن الفائدة من هذا التحول، جزم الحية أن العلاقة مع سوريا تعطي قوة لمحور المقاومة ولكل المؤمنين بالمقاومة.

ومن الواضح ان لقاء الرئيس الأسد مع الفصائل الفلسطينية ومن ضمنها حركة حماس في دمشق حمل في طياته رسالة مهمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وهي أن سوريا وفلسطين لهم مصير واحد وعدو مشترك الا وهو كيان الاحتلال الاسرائيلي.

ورغم كل الضغوطات التي مورست على سوريا من كافة الجهات إلا أنها لم تنزلق في مستنقع التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، إيمانا منها بأن فلسطين هي قضية المسلمين الأولى، ولطالما ساهمت دمشق في تطوير المقاومة الفلسطينية، وقدمت سبل الدعم للشعب الفلسطيني في نضاله لتحرير أراضيه.

ويعلم الكيان الاسرائيلي ان إعادة العلاقات بين سوريا وحماس، سوف تصنع حائط صد أقوى أمام اعتداءات العدو المستمرة على الأراضي الفلسطينية والسورية، خاصة وان الكيان مازال يحتل الجولان السوري.

وكما أكد بيان الوفد الفصائلي الفلسطيني الذي حط أمس في دمشق، بعد لقائه الرئيس الأسد، فإن "خيار المقاومة هو السبيل الأوحد لاستعادة الحقوق"، كذلك نقل الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية – القيادة العامة"، طلال ناجي، عن الرئيس السوري إعرابه عن قناعته بأن "اللقاء سيكون فاتحة جديدة للعلاقات بين سوريا والقوى الفلسطينية وقوى محور المقاومة".