المدهون: 'الأسرى في سجون الإحتلال يتعرضون لحرب وحشية بقرار سياسي'

المدهون: 'الأسرى في سجون الإحتلال يتعرضون لحرب وحشية بقرار سياسي'
الأحد ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٢ - ١٠:١٥ بتوقيت غرينتش

قال وكيل وزارة الأسرى وشؤون المحررين في غزة بهاء المدهون، اليوم الأحد، إن الأسرى في سجون الاحتلال يتعرضون لحرب وحشية بقرار من أعلى مستوى في كيان الاحتلال.

العالم - فلسطين

وأضاف المدهون خلال لقاء مع مسؤول الذي ينظمه المكتب الإعلامي الحكومي، أن "مصلحة سجون الاحتلال لم تعد وحدها تدير هذه الحرب ضد الأسرى، بل أصبحت بقرار من أعلى مستوى في دولة الاحتلال، يشارك فيها كل مكونات هذه الدولة المارقة، وكل السلطات فيها وأصبح الأسرى والتنكيل بهم ورقة مزايدات بين الاحزاب والشخصيات الصهيونية لخدمتهم في الانتخابات".

وذكر أن الأسرى في الفترة الأخيرة أصبحوا في بؤرة الاستهداف الصهيوني، وتُشن ضدهم معركة عنيفة وقذرة تستهدف كل مناحي الحياة داخل السجون.

وتابع: "رغم صعوبة الأوضاع داخل السجون وتعقيدها إلا أن الاحتلال لم يكتف بذلك بل مارس كل ثقله وإجرامه السياسي والامني لإعادة السجون الى سنواتها الأولى التي كانت شديدة القسوة، والتي حاربها الاسرى بكل ثبات وصبر وتحدي حتى انتزعوا جزءًا من حقوقهم".

وأكد أن الأوضاع الحياتية للأسرى غاية في الصعوبة، خاصة أن هناك قائمة طويلة من الانتهاكات التي تمارس ضدهم.

وأوضح المدهون، أن أول هذه الانتهاكات تتمثل في عمليات القمع المستمر والتنكيل بالأسرى واقتحام غرفهم وفرض التنقلات المستمرة بين الغرف والأقسام والسجون، حيث تم خلال الشهر الأخير أكثر من سبع عمليات اقتحام وقمع وتنكيل ضد الأسرى كان أبرزها في سجن النقب ورامون وعوفر والدامون عند الأسيرات.

وأشار إلى أن من أجرم السياسات ضد الأسرى الإهمال الطبي الذي تحوّل إلى عمليات قتل صامت للأسرى، حتى وصل عدد الشهداء حراء الإهمال الطبي 74شهيدا من أصل 232 شهيدا داخل السجون، ووصل عدد المرضى 700 أسيراً، منهم 200 يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة وإعاقات جسدية ونفسية، مبينا أن هذا العام شهد تصاعدًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالأورام حتى وصل عدد المصابين بالسرطان 23 أسيرا.

وأوضح المدهون، أن الاحتلال يفرض سياسة فرض الغرامات على الأسرى، وسياسة العزل الانفرادي التي تصاعدت من جديد، والتي تهدف إلى القضاء على الأسير وتحطيمه على كل المستويات ولا زال موجودا في العزل عدد من الأسرى معاناتهم مستمرة وسياسة أخرى هي الحرمان من الزيارة، لافتا إلى أن هناك مئات الأسرى لا زالوا محرومين من زيارة أهاليهم منذ أكثر من خمس سنوات متواصلة، كأسرى غزة من حماس والجهاد، وعدد آخر من الصفة الغربية.

في حين أن الأسرى الذين يسمح لهم بالزيارة تفرض عليهم قيودا وتعقيدات تجعل من زياراتهم قطعة من العذاب، أما عن اعتقال وقمع الأطفال والنساء، فذكر المدهون، أن الاحتلال يمارس بحقهم كل أنواع العنف والإجرام والقهر التي تمارس ضد الأسرى الرجال.

إضافة إلى حرمانهم من حقوقهم الخاصة كأطفال ونساء، وقد تعرض خلال الشهر الماضي 64 طفلا للاعتقال ليصبح عدد الأطفال الاسرى 190طفلا، وعدد النساء المعتقلات 31 امرأة.

وبين أن من أخبث سياسات الاختلال سياسة الاعتقال الإداري وهي أجرم سياسة يمارسها الاحتلال ضد أبناء شعبنا، حيث يعتقل من يشاء متى شاء بالمدة التي يشاء، بعدد المرات التي يشاء، دون حسيب او رقيب، ودون تهمة ودون محاكمة ودون دفاع عن النفس، حتى أصبح عدد المعتقلين الإداريين 800 معتقل.

وقد بلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري التي أصدرتها قوات الاحتلال بحق الاسرى والمعتقلين خلال الشّهر الماضي وحده (64) أمر اعتقال.

وأوضح المدهون، أن الاعتقالات أصبحت ظاهرة يومية للتنكيل بشعبنا حيث لا يمر يوم إلا وتُسجل فيه عشرات حالات الاعتقال من كل الاعمار، مشيرا إلى أن تم تسجيل خلال شهر أكتوبر الماضي ما يقارب من 525 حالة اعتقال، طالت كل فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني.

وأكد أن الحرب الوحشية ضد الأسرى في السجون لم تعد مصلحة السجون وحدها من يديرها بل أصبحت بقرار من أعلى مستوى في دولة الكيان الغاصب وأصبح يشارك فيها كل مكونات هذه الدولة المارقة، وكل السلطات فيها وأصبح الأسرى والتنكيل بهم ورقة مزايدات بين الاحزاب والشخصيات الصهيونية لخدمتهم في الانتخابات.

وذكر المدهون، أن الوزارة عملت على دعم الأسرى ومساندتهم عبر عدة برامج في ظل الإجرام الصهيوني والانتهاكات بحق الأسرى.

وبين أن هذه البرامج تفعيل قضية الأسرى إعلامياً وميدانياً، وإبراز قضيتهم وحشد التضامن المحلي والإقليمي والدولي، عبر الأنشطة والفعاليات الإعلامية والميدانية، وتنظيم المؤتمرات والمشاريع الإسنادية المستمرة، وتصدير المتابعة اليومية للانتهاكات الصهيونية بحق أسرانا، والعمل على إيصال صوتهم للعالم وقضيتهم للمحاكم الدولية حتى تبقى قضية الأسرى حاضرة إعلامياً وقانونياً وسياسياً.

وذكر المدهون، أن الوزارة تقدم برنامج حياة كريمة للأسرى وذويهم بما يحفظ كرامتهم ودعمهم معنويا واجتماعياً، وهذا له دور كبير في تثبيت الأسرى وتعزيز صمودهم وإشعارهم أن هناك من يخلفهم في أهلهم، وبموجب هذا البرنامج يتم صرف رواتب شهرية لجميع الأسرى داخل السجون بما يسد حاجتهم وحاجة أسرهم.

وثمّن قرار رئاسة العمل الحكومي التي استجابت لتوصيات وزارة الأسرى والمحررين، واعتمدت صرف رواتب كاملة للأسرى داخل سجون الاحتلال والذين قطعت رواتبهم منذ أكثر من خمسة أعوام من قبل السلطة برام الله.

وأشار المدهون، إلى أن الوزارة على توفير خدمات التأمين الصحي لأهالي الأسرى بالتعاون مع وزارة الصحة، وخدمة التعليم الجامعي المجاني لأبنائهم وزوجاتهم، بالتعاون مع الجامعات ووزارة التعليم، والإعفاء والتخفيضات للعديد من الخدمات الأساسية كخدمة الكهرباء والمياه، بالتعاون مع البلديات وشركة الكهرباء.

بالإضافة إلى الرعاية والمتابعة الاجتماعية لأسرة الأسير عبر التواصل المستمر وإقامة المخيمات والرحلات والأنشطة الخاصة بعائلة الأسير، وتنفيذ زيارات مستمرة لذوي الأسرى ضمن (برنامج تواصل) يتم خلالها تقديم هدية عينية والاطمئنان على عائلة الأسير.

وقال إن الوزارة تقدم برنامج تمكين الأسرى المحررين ودمجهم في المجتمع وتأهيلهم لأخذ دورهم، عبر توفير وظائف لهم ورواتب حسب سنوات اعتقالهم، وتنفيذ مشاريع التمكين الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الأساسية لهم كالتعليم والرعاية الصحية.

وأضاف أن الوزارة استطاعت وبدعم من لجنة متابعة العمل الحكومي وبالتعاون مع وزارة المالية ورغم قلة الإمكانات على إدارة وتنفيذ برنامج توفير حياة كريمة لأهالي الشهداء والجرحى ورعايتهم، بعد أن قامت السلطة في رام الله بقطع رواتب أكثر من 3000 شهيد وجريح، فقد تم صرف مخصصات ورواتب شهرية منتظمة لجميع الشهداء والجرحى وتقديم خدمة التأمين الصحي لهم ولعائلاتهم.

وأكد المدهون، أن الوزارة ماضية في رسالتها وهدفها في الحفاظ على إبقاء قضية الأسرى حية، والدفاع عن حقوقهم وتوفير الدعم والإسناد الحقيقي لهم.