المستشار الألماني يحذر من حرب باردة جديدة +فيديو

الإثنين ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٣:٥٧ بتوقيت غرينتش

حذر المستشار الألماني أولاف شولتز من تقسيم العالم إلى كتل وإثارة حرب باردة جديدة، رغم دفاعه عن النظام العالمي القائم.

العالم - خاص بالعالم

نقطة تحول عالمية تتحدد ملامحها باستراتيجيات جديدة تعتمدها أوروبا، وأسس عديدة تحدث عنها المستشار الألماني أولاف شولتز حول مسار العلاقات بين الدول الغربية، وما يرتبط بها من مؤسسات وكيانات عسكرية واقتصادية.

شولتز وفي مقال له نشرته مجلة فورين أفيرز أشار إلى ضرورة منع تحول الساحة العالمية إلى مسرح لبناء تكتلات على أسس أيدولوجية تؤدي في نهاية الأمر إلى تقسيم العالم، وبالتالي إثارة حرب باردة جديدة بين هذه التكتلات.

المستشار الألماني ورغم تماهي طروحاته مع الرؤية الأميركية للنظام العالمي الحالي، ركز على ضرورة بناء قوة مستقلة تجنب القارة الأوروبية الغرق في فخ التكتلات على الساحة العالمية.

فهو أشار إلى أن ألمانيا ترغب في ان تكون الضامن للأمن الأوروبي، وذلك في سياق الدفاع عن النظام الدولي القائم والذي ترعاه الولايات المتحدة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن تجربة القارة العجوز تعطي إشارات حول مخاطر حرب باردة جديدة.

المستشار الألماني لم يوفر روسيا والصين من الهجوم، فهو اعتبر أن الحرب في اوكرانيا لها تبعات تتخطى الحدود الأوكرانية، معترفا بأنها أثرت بقوة على اقتصادات الدول الأوروبية من خلال سلاح الطاقة الذي استخدمته روسيا. وإن كان شولتز حرص على إعطاء صورة لمستقبل أفضل بعد التخلي عن الغاز الروسي نهائيا.

أما الصين فقد حرص شولتز على عدم الترويج لاستبعادها من اللعبة الدولية، على اعتبار أنها قوة إقتصادية وبشرية وسياسية هائلة لا جدوى من عزلها لما لذلك من تأثير سلبي على مساحة العالم.

لكن ما لم ينجح المستشار الألماني في تسويقه هو فكرة أن النظام الدولي الحالي متعدد الأقطاب وأن روسيا والصين تشكلان خطرا حقيقيا عليه، وقد يكون شولتز تعمد قول ذلك لتبرير الدفاع عن النظام الحالي الذي يخدم بشكل مباشر المصالح الأميركية عبر كيانات مثل حلف الناتو، الذي اعتبره شولتز الضامن النهائي للأمن الأوروبي الأطلسي.

ليبقى السؤال الاهم وهو ما إذا كان العالم سيكون أفضل فعلا في ظل النظام الحالي المبني على استبعاد روسيا والصين من تركيبته، أم ان قبول هاذين البلدين في اللعبة الدولية سيلغي امتازات كثيرة تمتع بها الغرب طوال ثلاثة عقود.