ضيف وحوار..

دور حركة النهضة في المشهد السياسي الجديد في تونس

الثلاثاء ١٣ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٤:٤٨ بتوقيت غرينتش

أكد القيادي في حركة النهضة التونسية نورالدين البحري أن تونس تعيش في مرحلة انقلاب وتعاني من صعوبات اقتصادية واجتماعية وقال إن الرئيس قيس سعيد قد حنث باليمين وانقلب على الدستور التونسي الذي حلف بموجبه لرئاسة الجمهورية.

العالم ضيف وحوار

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته قناة العالم مع القيادي نورالدين البحري:

العالم : حول مكان حركة النهضة التونسية من جملة المستجدات السياسية في تونس وفيما يتعلق بموضوع الاستماع إليكم كقيادي في حركة النهضة بقطب مكافحة الارهاب وحديثكم في تدوينة له عن ضلوع وزيرة العدل واتهامكم لها، بأنها وراء تلك القضية وحول تأكدكم من هذا الاتهام وتفاصيل تلك القضية:

البحيري: قبل أن أكون خادما في حركة النهضة فأنا نائب شعب منتخب في انتخابات حرة وديمقراطية، ويشاهد العالم أجمعه بشفافيته وهو عضو في سلطة منتخبة شرعية بموجب الدستور وبموجب الخلاصات التي قدمتها لجنة "فينيس"وهي لجنة معترض عليها دوليا بمصداقيتها وخاصة بموجب الحكم الصادر عن محكمة حقوق الانسان الأفريقية التي هي محكمة قرارتها واحكامها ملزمة لكل الدول التي موقعهوتونس أمضت على ميثاقها، وتونس مهددة بالعقاب من قبل الاتحاد الافريقي والدولي بسبب هذا الحكم.

وقال البحيري :"ثانيا أنا مواطن تونسي واحب أن اقول ان تونس يعيش في مرحلة انقلاب ومن صعوبات اقتصادية واجتماعية وللأسف الشديد جاء من حنث باليمين وانقلب على الدستور التونسي الذي حلف بموجبه لرئاسة الجمهورية، ودمّر كل المؤسسات المنتخبة واستهدف المعارضين وشن حملة وراء حملة تحريض ضده.

وانا شخصيا كنت واحدا من المعارضين والذي شن الرئيس قيس سعيد شخصيا ضدي حملة كذب وافتراء وتحريض آخرها الكذبة المتعلقة والتي تم اتهامها بي كما تم اختطافي واحتجازي قسريا بشهادة المفوضية العامة لحقوق الانسان وشهادة المنظمات الحقوقية الدولية وشهادة الهيئات التابعة للأمم المتحدة مع الهيئات المحايدة، كما تم الزج بي في الملف الذي سنتحدث حوله الآن" .

ولما رفض عدد من القضاة النزهاء الزّج بي في هذا الملف وتمسكوا باحترام القانون، تم عزل هؤلاء القضاة وبعد أن تم عزلهم لجأت ما تسمى بـ"ليلى جفال" المكلفة كوزيرة عدل من قبل طرف الرئيس قيس سعيد، ولا أعتقد انها تتخذ قرارا من تلقاء نفسها دون أن يكون ذلك بإملاء من قبل الرئيس قيس سعيد والذي يعتبر الحاكم الفردي المطلق في تونس حيث بموجب الفصل 23 الذي يتيح لوزيرة العدل بفتح تتبع ضد أي انسان مهما كان بريئا ما رفضه القضاة.

وما رفضته النيابة العمومية حيث تم عزل نائب النيابة العمومية بسببي، وما رفضه قاضي التحقيق الذي تم عزله وما رفضه كل ما من في الجمهورية تم عزله وهو الزج بي في قضية لا علاقة لي بها قد حصل بقرار من الوزيرة ليلى جفال وعندما نقول ليلى جفال نقول قيس سعيد ونقول السلطة السياسية".

العالم: مالذي يتعلق بهذا الملف؟

البحيري: ان الملف لايستحق التحقيق يتعلق بموضوع جواز سفر اسند لأحد ذوي الجنسية التونسية والذي يتمتع بجنسية عربية أخرى ولا يوجد علاقة لوزيرة العدل بجواز السفر، حيث أن جوازات السفر تصدر عن وزارة الداخلية التونسية مما يؤكد الطابع الكيدي لهذا الاتهام.

وثانيا لم يتعرض أي واحد ممن تم سماعهم في هذا الملف طوال أكثر من 10 أشهر، لي نور الدين البحيري بصفتي وزيرا او بصفتي وزير العدل وبصفتي مسؤولا في الحكومة فيما بعد، أو بصفتي محاميا، وكل ما هنالك أن سلطة الرئيس قيس سعيّد حاولت الضغط ومحاولة الاغتيال التي استهدفتني من خلال اختطافي في 31 شهر ديسمبر من عام 2020.

وكما تذكرون، وحاولوا التغطية عن جريمة الاحتجاز القسري، والتي تعتبر جريمة ضد الانسانية والتي يقبع فيها اليوم في أروقة الامم المتحدة يلاحق الرئيس قيس سعيد من أجلها حيث حاولوا التغطية على هذه الجريمة بمحاولة تلبيسي بجريمة لا علاقة لي بها من خلال التصريحات المتهم فيها في هذا الملف ومن خلال طبيعة الملف.

ومرة أخرى نقول أن وزيرة العدل ليلى جفال قد أخطأت كثيرا لان جوازات السفر لا يصدرها وزير العدل بل تصدرها وزارة الداخلية التونسية ولا علاقة لي بهذه الجوازات وانها اختارتني بعد عشرة أشهر من اختطافي من أجل مواجهة التتبع القضائي في أروقة الأمم المتحدة في ادعاء أو في محاولة اتهامي بجريمة لم أرتكبها ولم ينسب لي أي واحد ممن تم سماعهم فيها أو بمناسبتها أي فعل في اتهامي.

وثانيا الجريمة ذهبت ضحية رفض الخضوع لاملاءاتها واملاءات الرئيس قيس سعيد فيها خمسة أو ستة قضاة يعتبرون من خيرة قضاة تونس حيث تم عزلهم كونهم رفضوا الاذعان لتعليماتهم من أجل الزج بي في هذا الملف وكونهم تمسكوا بتطبيق القانون واحترام ما تمليه عليهم في القانون.

العالم : ما يتعلق بآخر ندوة صحفية عقدتها حركة النهضة، حذر الناطق الرسمي باسمها من تحويل حركة النهضة الى ملف أمني وفيما اذا تحولت الحركة الآن الى ملف أمني للسلطات وعما تعتمده حركة النهضة من رد على ذلك؟

البحيري: ان حركة النهضة هي حزب وطني ذو خلفية اسلامية اثبت من خلال تجربته التي فاقت الـ50 عاما على انه حزب مدافع عن السيادة الوطنية وهنالك قلق من التدخل الأجنبي في تونس، وآخره التدخل الواضح والسافر للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته الاخيرة لجربا والتي نددت به جبهة الخلاص الوطني كما نددت به الكثير من الاحزاب الوطنية.

للأسف الشديد بعض الدول الصديقة والشقيقة التي لم تتلق تونس منها أي دعم طوال أكثر من عشر سنوات بعد الثورة نجدها اليوم غارقة في الملف التونسي كما تدعم سلطة الانقلاب بجميع الوسائل الدبلوماسية والسياسية والمالية وتمنينا لو حصل مثل هذا الدعم للشعب التونسي لما كانت هنالك حكومة منتخبة وحكومة شرعية.

ونحب أن نقول لأصدقائنا نحن حريصون على علاقات الأخوة والصداقة المتوازنة ونحن لا ننظر بعين الارتياح، بل ننظر بقلق كبير لتدخلكم السافر في شؤوننا ونقول لكم مرة أخرى أن الذي عول على بن علي خسر ابن علي وخسر علاقاته مع الشعب التونسي وان التعويل على الحاكم الفردي المطلق لن يجني منه أصحابه الا الندم.

نحن كحركة النهضة حركة وطنية من واجبنا الوطني والديني والشرعي ومن واجبنا الاخلاقي يفرض علينا رفض الزج ببلادنا في متاهات التباغض ومتاهات الكراهية وفي الافلاس التي تعاني منه في الوقت الحاضر، حيث قلنا أن الحكم الفردي المطلق هو شر مطلق ولا يرجى منه الخير.

وها هو العالم يرى ان حكم الرئيس قيس سعيد الفردي المطلق الذي نصب نفسه كخليفة ونصب نفسه قيصرا قد جمع كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والاعلامية وكل شيء في هذه الدنيا فلم يؤدي بتونس الا الى الافلاس والى الجوع والى فقدان المواد الاساسية.

حيث أن تونس لم يعد فيها الحليب ولا الزيت ولا الدواء والناس لم تعد قادرة على العلاج من الامراض وهذه المسؤولية يتحملها الرئيس قيس سعيد ويتحملها الدول الصديقة والشقيقة التي دعمت الرئيس قيس سعيد والمصرة على دعمه استنادا لما تقتضيه العلاقات الأخوية وعلاقات الصداقة وعلى خلاف مصلحة شعوبهم مع تونس.

العالم: فيما يتعلق بالرئيس قيس سعيد الذي لا يخلو له خطاب ولا كلمة من اتهام البحيري في أنه يفتح الباب للتدخل الأجنبي وانكم ترتمون في أحضان القوى الأجنبية من أجل التدخل في تونس.

البحيري: نحن في مدة الحكم خلال العشر سنوات شاركنا في الحكم ولم نحدث انقلابا ولم نقل أن الاستعمار الفرنسي في تونس من أجل الحماية ولم نخن دماء شهداء الحركة الوطنية وحركة مقاومة الاستعمار الفرنسي الذي كان استعمارا بغيضا كانت علاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة كانت مبنية على الاحترام الى هذه اللحظة ولم نفوت في استقلال بلادنا.

نحن لم نقل ان التطبيع خيانة عظمى وان التطبيع يرتع في بلادنا وتونس، ونستغرب في ان بعض الدول الشقيقة التي تعادي بكل جدية مثل السعودية وتعادي التطبيع فكيف تدعم قيس سعيد وتقف معه، حيث أن تونس وقعت على اتفاقية والتي رفض بن علي امضاءها ورفضت بعض الحكومات بعد الثورة التوقيع عليها كما رفض السبسي امضاءها وقبل الرئيس قيس سعيد امضاءها في ان هذه الاتفاقية تفرض عليه البقاء جنبا الى جنب والجنود جنبا الى جنب مع ممثل الكيان الصهيوني.

العالم: قيس سعيد كان في مشاركة في القمة العربية الصينية في الرياض ثم سيتحول وهو مدعو للمشاركة في قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا في واشنطن.. كيف تنظر إلى الموقف الدولي إجمالا من مسار 25 جويلية؟ ثم هذا النشاط الخارجي للرئيس مع هذه القوى ألا تعتبر أنه ربما يشي بموقف مهادن -فلنقل- لمسار 25 من جويلية؟

البحيري: نحن تمنينا لو كان قيس سعيد سخر وقته بشكل لحل مشاكل التوناسة، أما أن شخصاً يترك بلاده مفلسة، وأن تفوق نسبة التضخم العشرة في المئة، والتوانسة يدورون في الشوارع من عطار إلى عطار ومن حانوت إلى حانوت بحثاً عن الحليب ولم يعثروا عليه، وأن المستشفيات العمومية شبه مغلقة، وهناك أزمة أدوية.

واليوم كل ما طلبت دواءاَ يقولون لك انتظر أسبوعا فيما المرض لا ينتظر.. فتحرك قيس سعيد هذا هو تحرك في الوقت الضائع، نحن وصفناه بالانقلاب والتزمنا بمقاومة الانقلاب مقاومة سلمية مدنية، وقمنا بواجبنا الوطني ومازلنا، وهو توفيق من ربنا سبحانه وتعالى، وسنداوم دعم الشعب التونسي الذي ماليء الشوارع يوميا في كل الجهات ضد الانقلاب.

العالم: ولكن هناك تعدد في المواقف الدولية..

البحيري: نحن قلقون من المواقف الدولية لدعم الانقلاب، وندعو كل الدول الصديقة والشقيقة الحريصة على حسن العلاقات مع تونس أن تكف عن هذا التدخل في شؤون تونس الداخلية، نحن لسنا من دعاة تدخل الأجانب في شؤوننا حتى لو كان من جانب أشقاء، إن شاء الله وبكل زيارات قيس سعيد المتكررة أو زيارته إلى الدولة الشقيقة التي نكن لها كل الاحترام والتي انتهت بعمرة.. إن شاء الله لا يكون كما نقول في المثل التونسي "حج وزمزم وجاء للبلاء متحزم ".. إن شاء الله يرجع وقلبه فيه شيء من الرحمة على التوانسة.

العالم: البلاغ الأميركي الصادر مؤخرا بعد زيارة نائب مساعد الرئيس الأميركي ومنسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن وفد رسمي أميركي إلى تونس.. جاء في نهاية هذا البلاغ أنه مع اقتراب انتخابات 17 ديسمبر البرلمانية في تونس أعرب الوفد عن دعمه لتطلعات الشعب التونسي إلى حكومة ديمقراطية شفافة.. كيف تقرأ هذا الموقف الأميركي؟

البحيري: كل الأحزاب الوطنية تقريبا والمنظمات وأخيرا الاتحاد التونسي العام للشغل وشخص أمين عام الاتحاد، والشخصيات الوطنية والعلمية، منها العميد أياد بن عاشور وهو شخصية علمية مرموقة في القانون الدستوري وهو شخصية محايدة وليست متهمة بالانحياز لأي طرف سياسي.. كلها قالت إن ما حصل في تونس هو انقلاب، وأيدته محكمة معترف بها دولياً، محكمة حقوق الإنسان الإفريقية.. أن هذا الانقلاب يهدد وجود الدولة التونسية، يعني ليست المشكلة سياسية وحريات، بل تونس مهددة في وجودها..

العالم: ما هو موقفك من البيان الأميركي؟

البحيري: تونس مهددة بأن تعيش حالة فوضى تمس استقرارها وتمس استقرار المنطقة، نحن لسنا دعاة تدخل أجنبي في بلادنا، والأصدقاء الأميركان شأنهم شأن باقي الأشقاء الذين يحبون تونس، نحن نقول حدث انقلاب في تونس، وهذا الانقلاب شر، واغتر على بلادنا واستقرارها واستقرار المنطقة، وندعو جميع للكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية.

وننبه الجميع من باب الصداقة والأخوة والمحبة أن التعويل على الدكتاتوريات والحكام الفرديين المطلقين لن يؤدي إلا إلى الخسارة والندم، والعلاقات الصحيحة هي العلاقات مع الشعوب ومع القوى التي تدافع عن الحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية، والعلاقات التي تتبنى دعم الدكتاتوريات علاقات تمس من أجندات العلاقة بين الشعوب.

وهذا للأسف الشديد ما حصل من بعض البلدان وما يحصل، نحن نعتبر أن ما هو مبرمج ليوم 17 هو مسرحية، يدل على ذلك الدستور الذي رتبنا عليه، ويدل على ذلك غياب أي صلاحية لهذا المجلس الذي يراد أن ينتخب والذي ما عنده أي صلاحية وهو فاقد للصلاحية، يدل على ذلك العدد القليل من الذين ترشحوا.

ويدل على ذلك الحملة الانتخابية التي هي غياب تام، يدل على ذلك التجاهل الواسع لهذه الانتخابات، ومقاطعات الجميع دون استثناء، من يحب أن يسميها انتخابات فليسميها، لكن هذا جزء من مسرحية قيس سعيد، فهو انقلب وقال "تصحيح مسار" هو يعد الناس أن يعيشهم في الجنة، فيما نحن نعيش اليوم في الجحيم، اليوم يعدنا بمجلس نواب شعب جديد.. فلنرى ماذا سيحدث!

العالم: تعولون كثيرا على المؤشرات الاجتماعية المتدنية جدا في تونس من أجل التقاط لحظة مناسبة لحراك اجتماعي يلتحم مع الحراك السياسية الذي تقومون به، في إطار سعيكم المضطرد من أجل زعزعة نظام 25 من جويلية.. هل ينطبق هذا التحليل على ما تقومون به فعلا؟

البحيري: المؤشرات الاقتصادية الخطيرة جدا والتي تهدد الناس بالجوع وبالموت، لفقدان الأدوية والعلاج هي نتيجة حتمية لسياسة المنقلب، الحكم الفردي ليس قادر على حل مشاكل تونس فقط بل هو غير قادر على التفكير في حل مشاكل التوانسة.

العالم: ولكن هذه الأرقام ليست وليدة هذه السنة فقط.

البحيري: هي وليدة، التوانسة كانوا يعيشون أزمة ولكن لم يكن الحليب مقطوع.. وكانوا يعيشون أزمة والتضخم كان حدود 4و5 و6 بالمئة، ولم يكن 10 و12 بالمئة.. التوانسة كانوا يعيشون أزمة لكن كان يتم تشغيل لمواطن العمل، ولم يكن هناك طرد وإيقاف من الأعمال..

العالم: هذا يعني أن حركة النهضة لم تقم لحد الآن بنقد ذاتها لحكمها طوال عشر سنوات؟ على دورها في تونس ولا الحكم.

البحيري: نقدنا الذاتي هو على 120 ألف مؤسسة أغلقها قيس سعيد، نقدنا الذاتي على 10 بالمئة نسبة تضخم التي تسبب بها قيس سعيد، نقدنا الذاتي على غياب الحليب والزيت وأدنى المواد وعلى نقص الأدوية التي ليست موجودة في البلاد، وعلى غياب الحوار مع المجتمع المدني ومع الاتحاد العام التونسي للشغل والنقابات، و نقدنا الذاتي على الحنث باليمين، نحن انقلبنا على الدستور؟ نحن دفعنا البلاد إلى الإفلاس؟ نحن وضعنا دبابة في باب مجلس نواب الشعب؟ نحن ورطنا الجيش في عملية خطيرة جدا؟

جيشنا يجب أن تحترمه وتقدره، والذي كان أساس من أسس حماية الثورة، نحن قتلنا بوزيان في 17 ديسمبر؟ نحن الذين نوقف المدونين والإعلاميين اليوم؟ وهل نحن وضعنا المرسوم 54 الذي يجعل عقوبة ما يسمى بـ"جريمة في حق رئيس الجمهورية" السجن 5 سنين وغرامة آلاف الدنانير؟ هل نحن عملنا كل هذا؟ أي أداء هذا؟ ..تونس كانت تعيش صعوبات ولكن كان فيها حوار، لم تكن تونس توقع اتفاقيات مع دون نقاش في مجلس نواب الشعب والمنظمات النقابية والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني.

تونس عندما كانت تقدم مشروع ميزانية يتم مناقشته على مرآى ومسمع من كل العالم، الميزانيات لم تكن تكتب في دار قيس سعيد وفي بيته ثم تفرض على التونسيين، والاتفاقيات مثل الاتفاقية الاخيرة التي بموجبها تم التطبيع مع الكيان الصهيوني كانت تناقش في المؤسسات، من يتحمل المسؤولية؟ تونس كانت تعيش صعوبات نعم.. إن كان الحكم مع النهضة أو المشيشي أو الفخفاخ أو غيره كانت المشاكل جزئية، وكانوا جزءاً من الصعوبات.

لكن مع حصل بعد 25 جويلية لم يكن التونسيين واقفين على حافة الهاوية، 25 جويلية وضعت تونس في الهاوية، 25 جويلية لم يهدد التونسيين في الحياة الكريمة وحسب، ليس أن نسبة البطالة ارتفعت... بل إن 25 جويلية يهدد اليوم وجود الدولة التونسية، ويهدد بفوضى في تونس، لا قدر الله مثل التي حصلت في ليبيا وفي بلدان عربية أخرى، ونحن لا نريد هذا لبلادنا، التوانسة مصرين على التسريع بإنهاء حكم الدكتاتورية، فتونس فيها نظام جمهوري منذ أكثر من 50 سنة.

التفاصيل في الفيديو المرفق...