وافاد موقع "التوافق" ان التجاذبات لم تقتصر على السياسيين والبرلمانيين في الجانبين، بل تعدته إلى العسكريين، الأمر الذي يخشى معه كثيرون من المراقبين والمحللين، أن تتطور الأمور بين الدولتين إلى مواجهة مسلحة جديدة.?
فمن بغداد هدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس باللجوء الى الأمم المتحدة لوقف العمل في مشروع إقامة ميناء مبارك الكبير الكويتي المتاخم للعراق. فيما حدد نائب عن القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي عن شن عمليات عسكرية في جزيرة بوبيان الكويتية في حال بناء ميناء مبارك.
وقال المالكي خلال مقابلة مع قناة "السومرية": “إن العراق طلب رسمياً من الكويت إيقاف العمل بميناء مبارك، إلى حين التأكد من عدم إضراره بالملاحة العراقية، إلا أن الجانب الكويتي لم يرد رسمياً على هذا الطلب”. وطرح المالکي إمكانية اللجوء إلى الأمم المتحدة وإقامة دعوى قضائية لوقف المشروع في حال ثبت أنه يسبب ضرراً للعراق.
وأضاف: “الأمم المتحدة أبلغتنا بأن القوانين الدولية تبيح لنا الاستفادة الكاملة من الميناء، بمعنى أن أي انتقاص من الاستفادة الكاملة يعتبر تجاوزاً على الحقوق العراقية”.
وذكر أن مجلس الوزراء العراقي “قرر إرسال وفد فني لدراسة المشروع والاطلاع على حقيقته وخرائطه ومراحله، لأن الكويت تقول إنه سيكون على ثلاث مراحل ولكن هناك حديثاً عن وجود مرحلة رابعة ستكون خطرة على حقوق العراق الملاحية، وسيقدم تقريره إلى مجلس الوزراء خلال يومين أو ثلاثة أيام لاتخاذ القرار المناسب”.
على صعيد متصل، حذر النائب عن الكتلة العراقية البيضاء كاظم الشمري الكويت من مواصلة استعداء الشعب العراقي ، مبيناً أن الفصائل المسلحة العراقية قد تنفذ عمليات عسكرية في جزيرة بوبيان وفي العمق الكويتي في حال تنفيذها لميناء مبارك، وسيكون عذر الحكومة العراقية بأن هذه الفصائل خارجة على القانون .
وقال الشمري في بيان له الجمعة: إن الصلف الذي ظهر عليه الجانب الكويتي عبر التصريحات الإعلامية التي يطلقها مسؤولون حكوميون والتي يستخفون من خلالها بالعلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين واعتمادهم على قوتهم الاقتصادية والمادية ، سيتسبب في تصعيد الموقف بشكل خطير جدا وبشكل قد يجر على الكويت تداعيات لا تدرك خطورتها.
وتابع الشمري: إن الموقف العراقي ناجم من أن الكويتيين وعلى مر العصور ارتكبوا حماقات كبيرة في استعداء الشعب العراقي ، مشيراً إلى أن الشعب العراقي شعب حر له تاريخ حافل بالمقاومة والبطولة ، ولا يمكن لدولة بحجم الكويت أن تقف في وجه عشيرة من عشائر العراق ومواجهتها ، ومن هنا لا يمكن لها أن تستخف بالعراق.
وبين: لقد أدركت الحكومة الكويتية أن تهديدات الكتائب والفصائل المسلحة العراقية بتنفيذ عمليات عسكرية في ميناء مبارك وفي عمق الجانب الكويتي هي تهديدات جدية، ولهذا السبب اتخذت الكويت تحوطات أمنية كبيرة في جزيرة بوبيان.
لجنة الأمن والدفاع انتقدت تصريحات الشمري، داعية إياه للابتعاد عما لا يقع ضمن اختصاصه، لأنه يؤثر على العلاقات العراقية الكويتية. ويقول عضو اللجنة النائب شوان محمد طه "على النواب التصريح بمسؤولية كاملة والابتعاد عن الأحاديث النارية والتي لا تقع ضمن اختصاصهم، وبالتالي يجب اللجوء إلى الحوار بين الدولتين".
وذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية، الجمعة، إن وفداً فنياً عراقياً برئاسة المستشار الحكومي ثامر الغضبان، يصل الأحد المقبل، الى الكويت لبحث ملف ميناء مبارك الكبير وذلك في مهمة رسمية تستغرق أكثر من يومين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر "مسؤولة" أن الكويت على "استعداد للإجابة على جميع تساؤلات الوفد وتقديم كل المستندات التي تؤكد سلامة الإجراءات الكويتية وعدم تأثير الميناء على حركة الملاحة في خور عبد الله إضافة إلى تنظيم زيارة ميدانية للوفد إلى موقع إنشاء الميناء بحضور مختصين من كافة الجهات المعنية".
وأوضحت الصحيفة أن المصادر "جددت التأكيد على ان استقبال الكويت لوفد عراقي للمرة الثانية خلال أقل من ثلاثة أشهر حيث كان الاول في 26 ايار الماضي، يهدف الى تبديد الهواجس العراقية بشأن الميناء والتعاون بكل شفافية من منطلق احترام القوانين والقرارات الدولية الخاصة بالحركة الملاحية"، مشيرة الى أن الوفد العراقي "يضم خبراء من وزارتي الخارجية والنقل وهيئة المستشارين وشؤون الملاحة وشركة الموانئ العراقية".
و رفعت وزارة الدفاع الكويتية استعداداتها وعززت قواتها حول ميناء مبارك الكبير، حيث ضاعفت عدد مراكز المراقبة حول الميناء إلى 4 بالإضافة إلى تعزيزات في قوى الدفاع الجوى في المنطقة.
وقالت مصادر كويتية مطلعة في تصريحات لصحف كويتية، إن عددا من القيادات العسكرية زار الميناء للاطلاع على حجم استعداد القوات بالإضافة إلى تواجد عناصر من جهاز أمن الدولة الكويتي باستمرار فيه، مشيرة إلى أن عددا من الزوارق الحربية العراقية تبحر باستمرار حول الميناء.
وأوضحت المصادر أن القيادة العسكرية الكويتية أمرت بتمركز عسكري داخل الميناء وعلى مسافة لا تبعد عنه بأكثر من 5 كيلومترات من الناحيتين الشرقية والغربية، بالإضافة إلى توفير أبراج للمراقبة المستمرة وتعزيزها بذخيرة حية مع مضاعفة العناصر العسكرية.
وأضافت "أن الشركة المشرفة على المشروع تكفلت بتوفير وتجهيز أبراج المراقبة بالإضافة إلى بناء مقر دائم لعناصر القوات العسكرية.