الفراغ الرئاسي الحاضر الأكبر في المواقف الميلادية في لبنان

الفراغ الرئاسي الحاضر الأكبر في المواقف الميلادية في لبنان
الإثنين ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

مع عطلة عيد الميلاد التي لم تشهد أي تطور عام سوى المواقف والدعاءات الصادرة عن المراجع الدينية المسيحية في ما يتصل بالازمة الرئاسية تترقب الأوساط السياسية مرحلة ما بعد الأعياد لبلورة أي اتجاه ستسلكه الازمة اذ بات في حكم المؤكد ان ثمة تخوفا من مرحلة انسداد طويلة ستترك الكثير من التداعيات السلبية . 

العالم _ لبنان

ولعل العامل اللافت في هذا السياق ان أي اتجاه داخلي او خارجي محدد لمحاولات الخروج من ازمة الفراغ الرئاسي ليس واضحا ومؤكدا بعد وان كل ما اثير في الفترة الأخيرة عن مبادرات من هنا وهناك لم يكن سوى رهانات غير مستندة الى وقائع جدية .

وكتبت صحيفة النهار اليوم الاثنين واما في المشهد الداخلي فان مرحلة ما بعد رأس السنة ستحدد الاتجاه الذي ستسلكه جلسات انتخاب رئيس الجمهورية التي يصعب ان تستأنف على النمط نفسه الذي اتخذته الجلسات العشر السابقة التي انعقدت والتي لم تفض الى أي نتائج وأثارت عواصف الانتقادات للطابع الذي سلكته .

وثمة من يعاود الكلام عن احياء فكرة الحوار الموازي او المترافق او المواكب لجلسات الانتخاب ولكن من دون اي ضمانات بان مصير هذا الاتجاه سيكون افضل من الدعوات التي اطلقت سابقا للحوار ولم تنجح في تشكيل مناخ اجماعي على تلبية أي من تلك الدعوات .

و كتبت صحيفة الشرق الأوسط أن رئيسَي التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وتيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، عقدا لقاءً أخيراً عند صديق مشترك. وكان قد نظم لقاء قبل ذلك بين باسيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
واللقاء بين فرنجية وباسيل هو الأول منذ جمعهما أمين عام حزب الله حسن نصر الله على إفطار في رمضان الماضي، قبل استحقاق الانتخابات النيابية، وكذلك استحقاق رئاسة الجمهورية الذي انطلق مع نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وعقد البرلمان حتى الآن 10 جلسات باءت كلها بالفشل في انتخاب رئيس.

وفرنجية يعد أحد أبرز المرشحين للرئاسة، ويحظى بدعم من الثنائي الشيعي، ومعارضة من باسيل الذي لن يترك باباً سياسياً إلا وسيطرقه لتمرير رسالة إلى حليفه حزب الله بأنه ليس معزولاً، ولديه القدرة في الانفتاح على خصومه من دون أن يُسقط من حسابه إمكانية فتح قنوات التواصل مع حليفه.

هذا في حال أنه بادر إلى الاتصال؛ لأن الحزب ليس في وارد المبادرة بذريعة أن من افتعل المشكلة عليه أن يأخذ على عاتقه تصحيح الخلل وصولاً إلى تصويبه، بما يعيد العلاقة إلى ما كانت عليه قبل أن يلتقي نصر الله في اجتماع لم يكن مريحاً على خلفية اقتراحه بالبحث سوياً عن مرشح لرئاسة الجمهورية غير فرنجية.

فانفتاح باسيل على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لم يُحدث -كما يقول مصدر سياسي بارز قلقاً لدى قيادة الحزب التي تدرك جيداً أن حدوده في نهاية المطاف تبقى محصورة في كسر الجليد وإنهاء القطيعة القائمة بينهما، ولن يتطور باتجاه فتح صفحة جديدة من التعاون.