جنوح الأنظمة للتطبيع وقوة المعارضة الشعبية

الأربعاء ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٨:٤٦ بتوقيت غرينتش

أكد خبراء أنه لا أمل بالتطبيع شعبياً مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وذلك على الرغم من الضغوط الرسمية مشددين على أن التطبيع إنما هو أحد الأجزاء الرئيسية في مسار المشروع الصهيوني مروراً إلى تهويد القدس.

العالممع الحدث

أكد رئيس تحرير شبكة الوحدة الاخبارية عامر التل استحالة إعادة تشكيل العقل العربي بما يتلائم مع سياسات وأهداف الأنظمة العربية المطبعة، مشدداً على أنه لا أمل بالتطبيع شعبياً وذلك على الرغم من الضغوط الرسمية.

وفي حوار مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" أشار عامر التل إلى أن: ما حصل من رفض شعبي لتطبيع الأنظمة العربية هو أمر طبيعي جدا، ولكن بعض الأنظمة العربية توهمت بأن بإمكانها تمرير مشاريع التطبيع وتزييف الوعي.

ولفت إلى أنه قد سبقت هذه المرحلة مرحلة الفتن وبث الفكر الإرهابي الفتنوي ما بين الشعوب العربية من أجل إبعاد هذه الشعوب وخلق عدو وهمي آخر غير العدو الموجود الذي يهدد وجودها وهو العدو الصهيوني وخلق عدو وهمي آخر هو إيران.

وقال: بالتالي جزء من هذه الشعوب انجرف وراء هذه الفتنة لكن تبين بعد أول شهيد في فلسطين بأن هذه الفتنة مؤقتة ولا يمكن إعادة تشكيل العقل العربي بما يتلائم مع سياسات وأهداف هذه الأنظمة العربية المطبعة.

ونوه عامر التل إلى أن: ما حصل في مونديال قطر بالتأكيد هو مؤشر شعوب عربية وليس شعب عربي واحد، قدم نموذجا للعالم، حتى أنه رفض التحدث للإعلام الصهيوني والظهور على وسائل الإعلام الصهيونية وحمل على فلسطين.

وأضاف: كل هذه يمكن أن يقرأها البعض على أنها أمور بسيطة ولكنها في معانيها عميقة جدا.. وبالتالي هذه الشعوب دائما وفي كل فرصة تؤكد رفضها لهذا التطبيع.

وفي معرض سرده لوقائع راضفة للتطبيع في الأردن، قال إنه و: رغم توقيع معاهدة وادي عربة وما تفرع عنها من تغيير المناهج الأردنية باتجاه ما يسمى بـ"السلم الإسرائيلي" لإعادة تشكيل العقل والفكر والثقافة.. إلا أن كل هذا لم ينجح، فالنقابات المهنية مثلا في الأردن تقوم بفصل أي من أعضاءها إذا أخذ فيزا من السفارة الإسرائيلية، أو إذا قام بأي عمل تطبيعي آخر، أو استورد بضاعة صهيونية.

وأضاف رئيس تحرير شبكة الوحدة الاخبارية: في مثال آخر للدلالة على الرفض الشعبي لهذا التطبيع دعا طبيب في إربد السفير الاسرائيلي إلى غداء في المدينة، حيث تم تطويقه شعبيا، ورفض الناس دخول السفير الإسرائيلي إلى إربد، وتم إلغاء الغداء، وبالتالي أصبح ذلك الطبيب منبوذاً ومطروداً من عشيرته، وهو الآن يتسكع في شوارع أميركا حيث اضطر إلى الهجرة لأنه أصبح منبوذا شعبيا.

وخلص عامر التل إلى القول: مهما فعلوا وحاولوا أن يغروا الشعوب إلا أنه شعبياً لا أمل بالتطبيع، إلا من بعض المنبوذين والشاذين وأصحاب المصالح والانتهازيين، الذين أقدموا على فعل أو جريمة التطبيع بهذا الاتجاه، وبالتالي أي تطبيع شعبي -أنا على قناعة تامة بأنه- لن يحصل مهما فعلوا ومهما حاولوا من عمليات رضوخ، وعلى الرغم من الضغط الرسمي الأردني إلا أنه ما زال هذا الفعل جريمة.

من جانبه أكد نائب رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين الشيخ أحمد إبراهيمي أن التطبيع إنما هو أحد الأجزاء الرئيسية في مسار المشروع الصهيوني مروراً إلى تهويد القدس، مؤكداً أن التطبيع لن ينجح على المستوى الشعبي لأنه راجع إلى مكانة القضية الفلسطينية عند الناس.

ومذكّراً بموضع القضية الفلسطينية عند الشعوب العربية قال أحمد إبراهيمي: عندما تكون القضية عقائدية ومتعلقة بالدين والهوية والوجدان فهنا لا تستطيع أن تستهين هذا المواطن بقضية فلسطين.

وأضاف أنه: كلما أتيحت الفرصة للشعوب العربية والأمة الإسلامية بأكملها لكي تعبر وكل ما وجدت شيئا من الحرية لكي تعبر عن موقفها.. هذا هو الشيء المعتاد عليه، سواء كان في المونديال أو المسيرات المليونية أو داخل ملاعب كرة القدم التي شهدناها في العديد من البلدان.. فالناس كلها ضد التطبيع مع الكيان الذي اغتصب الأرض بغير حق، وقتل، وغير ذلك من الجرائم.

وحذر من أن: اليوم هؤلاء الصهاينة لا يملون من محاولاتهم، فهم داخلهم يشعرون بأن الشعب العربي والإسلامي رافضا لهم، فلهذا هم الآن يعولون دائما على قاعدة أن الكبار يموتون والصغار يلتوون.. ما زالوا يتعشقون في هذه النظرية التي أثبتت الآن أنها نظرية خاطئة.

ولفت إلى أن أول من أفشل هذه النظرية هو الشعب الفلسطيني، حيث كان الصهاينة يراهنون أن الشعب الفلسطيني "كبيره سيموت وصغيره ينسى" فإذا بهؤلاء الصغار اليوم خرجوا في مواقف بطولية وعمليات جريئة ضربت الصهاينة في عمق أمنهم.

ونوه الشيخ أحمد إبراهيمي إلى أن التطبيع هو أحد الأجزاء الرئيسية في مسار المشروع الصهيوني، وقال: هم يريدون أن ينجحوا التطبيع لكي يمرون إلى مرحلة تهويد المدينة المقدسة، هم يرون بأنهم لن يستطيعوا أن يتحكموا بالمدينة المقدسة ويبسطوا سلطتهم الدينية على القدس ما لم يهدئوا من تحركات الشعوب.

وخلص إلى القول: فلهذا هو تطبيع حقيقية مع الأنظمة، وارتقى مع بعض الأنظمة إلى تطبيق اتفاقية أمنية وعسكرية واستخباراتية وما إلى ذلك من الأمور، مع الانظمة مشوا خطوات متقدمة جدا جدا، لا نستهين بالذي يقع الآن في المنطقة.

وأكد: لكن على المستوى الشعبي لم يستطيعوا، لأن هذا راجع إلى مكانة القضية عند الناس، فهي مربوطة بدينهم وعقيدتهم، حيث أن كل من يرضى بالتطبيع يرى نفسه بأنه خائن لله وللرسول، وهكذا يرى الناس التطبيع.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..