نائب لبناني في حوار حصري للعالم..

لهذا السبب اغتالت امريكا الحاج قاسم سليماني

الأحد ٠١ يناير ٢٠٢٣ - ٠٥:٤٣ بتوقيت غرينتش

رأی النائب اللبناني حسن عزالدين، في الشهيد قاسم سليماني شخصية جمعت صفات مهمة کالعبقرية والشجاعة والزهد والتقوی وسعة الثقافة والمعرفة والصبر والتواضع، ويمثل عمود محور المقاومة في التصدي للمشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة، ومازال نهجه مستمراً لحد الآن.

خاص بالعالم

وقال عضو کتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسن عزالدين في حديث لبرنامج ضيف وحوار علی شاشة قناة العالم عشية الذكرى السنوية للشهيد قاسم سليماني: ان الشهيد سليماني کان في المستوی العملي، رجل ذو رؤى بکل ما للکلمة من معنی، يعرف تفاصيل المنطقة بأکملها ويأخذ الخيار العسکري والامني کمهمة اساسية علی عاتقه، وکان رجلاً سياسياً بامتياز، عميقاً في فکره السياسي والاستراتيجيات التي وضعها.

واوضح عزالدين، ان الحاج قاسم، کان في احدی السنوات، رجل العام في الجمهورية الاسلامية، حسب استطلاع للرأي، مؤکداً ان هذا ما جعل امريکا تقدم علی جريمة اغتيال الحاج قاسم سليماني والذي يدل علی قداسة وعظمة المستهدف.

وأعتبر عز الدين، ان الحاج سليماني كان شخصية جامعة علی المستوی الميداني، أکبر من جغرافيا ايران، وشملت بصماته المنطقة بأکملها من سوريا الی العراق ولبنان وفلسطين وسوريا، مشيراً الى ان الشهيد استلم مهمة فيلق القدس، موضحاً ان فيلق القدس هو امتداد لفكرة الامام الخميني "قدس سره" منذ بدء الثورة الايرانية ببناء جيش العشرين مليون، كي يكون له دور بتحرير فلسطين، باعتبار ان قضية فلسطين تقع في مركز ووجدان وايمان ودستور الجمهورية الاسلامية في ايران.

كيف يمكن لرجل يجمع كل الصفات؟

واكد عزالدين، ان الشهيد سليمان كان يبدي اهتماماً امنياً وعسكرياً بالعرب، كي يكونوا اكثر قوة وتماسكاً وتوحداً حتى تنصب كل الجهود من اجل القضية الفلسطينية، باعتبار ان الجمهورية الاسلامية تشكل العمق الاستراتيجي للعرب باجمعهم، وكذلك على المستوى الافريقي كان يهتم اهتماماً شخصياً خاصة ما يتعلق بالمغرب العربي وشمال افريقيا ومصر، لان شعوب هذه القارات تبدي اولوية للقضايا الاستراتيجية، مثلاً القضية الفلسطينية عندهم اولى من القضايا الوطنية، ونتيجة للتحولات الاستراتيجية التي تحدث لديها اصبحت تشكل قفزة الى الامام باتجاه مواجهة العدو الصهيوني.

وقال عزالدين: ان الشهيد سليمان كان يمتلك كل هذه الصفات والتي تحتاج الى قابليات كبيرة، وبالتالي استطاع ان يفجرها سواء على المستوى السياسي او الثقافي او الفكري دون ان يتحدث بها بل ينقلها بسلوكه، رفاق دربه في الجبهة هم من يتحدثون عن صفاته، بحيث يكفي ان يراه احد ما ليرى مدى تواضعه، معتبراً ان الشهيد سليماني كان شهيداً حياً قبل ان يرحل عن هذه الدنيا.

ما تأثير الشهيد سليماني في تنمية المقاومة في لبنان وفلسطين؟

اكد عزالدين، انه سمع ان الشهيد سليماني وصل بشخصه الى قطاع غزة بالحد الادنى، وانه كان يعطي للقضية الفلسطينية كل ما لديه لدعم الشعب الفلسطيني وتقوية الفصائل الفلسطينية اعداداً وتأهيلاً وتدريباً وتسليحاً ودعماً مفتوحاً رغم كل التحديات التي تواجه عملية تطوير اسلحة المقاومة، وبالتالي لم تكن لديه خطوط حمراء على الاطلاق في دعم المقاومين اينما كانوا، فكيف اذا كانت هذه المقاومة هي الفصائل الفلسطينية والتي تشكل رأس حربة امام العدو الصهيوني والموقع المتقدم لتحرير فلسطين واستعادة حقوق شعبها.

واشار عز الدين، ان الشهيد سليمان كان لا يعرف الملل والكلل والتعب، فمنذ ان استلم مهمة فيلق القدس عام 1998، كانت تبدأ لقاءاته العملية من الساعة السادسة صباحاً وتستمر لحد بزوغ الفجر او اكثر دون توقف، بحيث كان عمله متواصل خاصة ما يتعلق بالمقاومة في لبنان وفلسطين التي تعاظمت قدراتها خلال هذه الفترة، مشيراً الى ان الاسرائيلي اعترف عما يمتلكه حزب الله في لبنان من قدرات صاروخية وسلاح كاسر للتوازن، ما جعل العدو ان يسخر كل ما يمتلك من اجهزة امنية وعسكرية، فضلاً عن الدعم الامريكي ليوقف هذا الدعم للمقاومة ولم يتمكن.

واوضح عزالدين، ان هذا ما يحصل في الداخل الفلسطيني، وما يحدث في الضفة الغربية والانتفاضة الشابة لطلائعها والقوة في الارادة واليقين والايمان بقضية تحرير فلسطين وصلابة امهات الشهداء وتقديمهن المزيد رغم ما لديهن من شهداء واسرى، وكل ما يحدث في المنطقة بأكملها، انما يعود الى نتاج دور الشهيد سليماني.

واضاف عزالدين، ان الحاج قاسم سليماني كان يحمل هماً عندما دخل الارهابيون الى سوريا بألا تسقط بيدهم، وكان له العمل الاساسي الاستراتيجي لمنع سقوط الدولة السورية وتقسيمها، لان سقوط سوريا يعني من شأنه تخلل مشروع دعم المقاومة، لذلك اندفع مباشرة الى سوريا، مؤكداً ان الشهيد سليمان كان له دور اساسي في الجانب السياسي من شخصيته بمجيء روسيا الى سوريا.

بصمات الشهيد سليماني بدحر داعش من العراق خلال مدة وجيزة

اوضح عزالدين، ان الكل كان يعلم عام 2014 ان الدواعش ومن ساعدهم كانوا قد وصلوا الى حدود بغداد وكادت تسقط "اربيل" عاصمة منطقة اقليم كردستان، وكل القادة السياسيين والعسكريين والامنيين العراقيين يدركون بانه لولا الحاج قاسم سليماني، لبات العراق في المنفى، معتبراً ان انتصار العراق في وقت حساس على الدواعش جاء نتيجة اعتماد الخيارات الثورية ودور فتوى المرجعية الدينية في العراق، وايضاً دور الشهيد ابومهدي المهندس ببناء قوات الحشد الشعبي، وفتح الشهيد سليماني خط تسليح الحشد الشعبي وتقديم كل الاحتياجات العسكرية والامنية التي ساعدت الشعب العراقي وحشده لصد الدواعش، وان الكل يعلم ان هذا يعود بالفضل الاساسي للحاج قاسم سليماني.

الشهيد سليماني رأس حربة محور المقاومة

واعتبر عزالدين، ان ما يجري بشكل استراتيجي في المنطقة هو صراع بين مشروعين، مشروع تقوده الادارة الامريكية من خلال ادواتها في المنطقة، والآخر هو مشروع الجمهورية الاسلامية في ايران، مشيراً الى ان هدف المشروع الامريكي هو الهيمنة والسيطرة على مقدرات هذه المنطقة ومعاقبة كل من يقول "لا" للسياسة الامريكية وهيمنتها يجب ان يقسّم، كسوريا التي اريد لها ان تتفتت وتسقط الدولة السورية وبالتالي كي يسهل تقسيمها، بينما مشروع الجمهورية الاسلامية هو مشروع محور المقاومة الذي بات قائماً وعصياً على الانكسار، واصبح الشهيد سليماني رأس حربة لتحقيق هذا المشروع.

واوضح عزالدين، ان الشهيد حاج قاسم منذ توليه فيلق القدس، جمع كل الطاقات والقدرات الموجودة في المنطقة سواء في لبنان والعراق وفلسطين وسوريا وجعلها في محور بوجه المشروع الامريكي الصهيوني، معتبراً ان هذه الدول خرجت عن الطاعة الامريكية وهيمنتها لتأخذ الخيار بقرارها الوطني المستقل.

الشهيد سليماني عمود محور المقاومة

وبين عزالدين، بان الشهيد سليماني كان له دورا اساسيا بانشاء محور المقاومة وبصماته ولمساته موجودة في هذا المحور بدءاً من لبنان لسوريا وللعراق، مؤكداً ان الامريكي كان يريد ضرب كل القوى المناهضة للكيان الصهيوني، باعتبار ان القاعدة الاساسية للامريكان كانت الكيان الصهيوني.

واستطرد النائب اللبناني يقول: ان محور المقاومة كبر ونمى بفضل الحاج قاسم سليماني من خلال الدعم في التأهيل والتسليح والاعداد والتدريب وفي تأمين السلاح وفي انشاء البنى التحتية لهذا المحور، واصفاً دور الشهيد سليمان في هذا المحور بانه عمود الخيمة الذي بدونه لا يمكن ان يستقيم هذا المحور.

هل حقق الامريكي مراده عندما اغتال قادة النصر واضعف محور المقاومة؟

اكد عزالدين، بلاشك ان شهادة الحاج قاسم سليماني وابومهدي المهندس قد اثرّت وهي خسارة كبيرة جداً، لكن الجمهورية الاسلامية دولة مقتدرة وقادرة، كما ان سوريا ولبنان رغم ما يمران به من ظروف صعبة الا انها مازال مقتدرين، اما من يقول بان الامريكي من خلال اغتيال هذين الشهيدين قد تمكن من ايقاف مشروع محور المقاومة فهو مخطيء، لان منهج الحاج قاسم سليماني مازال مستمراً، مشيراً الى ان هذا ما ترجم من خلال اعمال المقاومة في الضفة الغربية والتي فتحت الباب على مصراعيها بوجه المحتل وآلمته بشدة، وبالتالي فان ما يجري هناك هي حرب حقيقية ما يعني ان هذا المحور قد اشتد عوده ويكبر وينمو اكثر فاكثر، ومعركة سيف القدس والمعادلات التي ارستها المقاومة وضعت الاسرائيلي يحسب لها الف حساب، مشدداً على ان هذا كله يعود لنتاج نهج وخط هذا المحور والذي بات يتقدم عسكرياً وامنياً وسط تراجع المشروع الامريكي في المنطقة.