جامعة "هارفارد" و صحيفة "شارلي ايبدو".. وفضيحة "حرية التعبير" الغربية

جامعة
الإثنين ٠٩ يناير ٢٠٢٣ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

في عام 2015، وقف الغرب وقفة رجل واحد، وراء صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية، سيئة الصيت، بعد إساءتها للنبي (ص)، بذريعة الدفاع "عن حرية التعبير". يعيد الغرب اليوم ذات الموقف، دعما لنفس الصحيفة، بعد اساءتها الى المرجعية الدينية في ايران. ولكن اللافت ان الغرب، هو اول من يدوس على مبدأ حرية التعبير، في حال هددت هذه الحرية مصالحه غير المشروعة في العالم.

العالم يقال ان

عندما يقول الغرب، ان السلطة السياسية، لا يمكنها ان تحد من "حرية التعبير"، ولا يحق لإي كان من ان يتخذ اي اجراء من شأنه ان يحد من "حرية التعبير"، و يكمم الافواه، على خلفية سياسية او دينية، نرى نفس هذا الغرب، لا يضحي بـ"حرية التعبير" على مذبح مصالحه، فحسب، بل يطارد كل من يحترم هذا المبدأ، ويستخدمه في الدفاع عن الحقيقة.

قبل ايام، كان الرئيس التنفيذي السابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" كينيث روث، آخر ضحايا النفاق الغربي، فالرجل مُنع من التدريس في جامعة هافارد الامريكية، بعد ان إتهمته الجامعة، بانه "تحيز ضد اسرائيل" عندما كان رئيسا تنفيذيا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش".

هذا الخبر نشرته مجلة "ذا ناشين" الأمريكية، التي أوضحت "ان مركز كار لحقوق الإنسان بالجامعة عرض على روث بعد استقالته من منصبه، أن يصبح زميلا أول في جامعة هارفارد، لكن عميد الجامعة دوغلاس إلمندورف اعترض على التعيين بسبب انتقاد روث لـ"إسرائيل" أثناء عمله في "هيومن رايتس ووتش".

المعروف ان روث لم يقل الا ما رآه على الارض، عندما كان يشغل منصب رئيس "هيومن رايتس ووتش"، ويبدو ان تقريره المؤلف من 217 صفحة، والذي قدمه في نيسان / أبريل من عام 2021، أثار غضب "إسرائيل"، بعد أن اتهمها رسميا بممارسة الفصل العنصري. ويبدو ان اندماج مدرسة كينيدي التابعة لجمعة هارفارد، مع مؤسسة الدفاع والأمن في الولايات المتحدة، التي لها صلات وثيقة بـ"إسرائيل"، كان السبب وراء اتخاذ الجامعة مثل هذا القرار.

اللافت ان قرار منح روث من التدريس، لم يكن قرارا يتيما، بل كانت هناك قرارات مماثلة اتخذت في جامعة هارفارد ضد كل من ينتقد "اسرائيل"، و السياسة الامريكية في الشرق الاوسط، حيث رضخ إلمندورف لضغوط مسؤولي وكالة المخابرات المركزية، لالغاء الزمالات والتعيينات، لاشخاص اخرين لا تنظر اليهم السلطات الامريكية بعين الرضا.

رغم اننا لم نكن بحاجة لذكر مثال روث، لفضح النفاق الغربي بشأن "حرية التعبير"، فهناك امثلة لا تعد ولا تحصى، فضحت هذا النفاق الغربي من قبل، فكم من الاحرار طاردتهم السلطات الغربية، لانهم انتقدوا "اسرائيل"، او حاولوا فضح اكاذيبها، كتضخيمها عدد ضحايا المحرقة، او حاولوا ان ينقلوا فظائع وجرائم "اسرائيل" ضد الفلسطنيين، كما وقعت دون زيادة او نقصان، إلا اننا توقفنا في هذ السطور، قليلا امام فضيحة جامعة هارفارد، لانها تزامنت مع ما نشرته صحيفة "شارلي ايبدو" من رسوم في غاية السفه والانحطاط والخسة، تحت ذريعة "حرية التعبير"!!.