العالم - فلسطين
ولم تكن المرأة الفلسطينية في منأى عن التضحية والفداء، لقد تعرضت كركن أساسي في المجتمع إلى سلسلة من النكبات وحالات الفقدان على مدى سنوات الاحتلال الطويلة، فلم تسلم المرأة الفلسطينية من حالات القتل والاعتقال، والإصابة، وهدم المنزل، والتشريد، عدا عن فقدان الزوج أو الأخ أو الأب أو الأبناء أو جميعهم معا .
وتعززت هذه الانتهاكات والممارسات اللا إنسانية التي كانت لها آثارها السلبية بأوجهها المختلفة خلال انتفاضة الأقصى، فمع تصاعد الحملة الصهيونية المضادة لكل ما هو فلسطيني فوق هذه الأرض المباركة، كانت المرأة الفلسطينية أكثر المتضررين كونها الأم، والزوجة، والأخت، والابنة، حتى أنه بات من النادر أن تجد امرأة فلسطينية لم تفقد زوجاً أو ابنا أو أخا شهيداًكان أو أسيرا داخل السجون الصهيونية، وليت الأمر يقف عند هذا الحد بل بتنا نذكر العشرات بل المئات من النساء اللواتي استشهدن أو تعرضن للاعتقال والتعذيب، ومازلن خلف القضبان.
وهناك استشهاديات صنعنّ الرعب في قلب الكيان الصهيوني، وظل حلم الاستشهاد يراود النساء الفلسطينيات إلى أن قامت "وفاء إدريس" 26 عاما بتدشين هذا الموكب البهي خلال انتفاضة الأقصى، حيث نفذت عمليتها في مدينة القدس يوم 28 يناير 2002، فقتلت أحد الجنود وجرحت مائة وأربعين آخرين، وتلتها اخريات في عمليات مشابهة ضد الاحتلال.