العالم - الخبر واعرابه
الخبر : خلال اتصال هاتفي، طلب الرئس التركي رجب طيب أردوغان رسميا من نظيره الروسي فلاديمير بوتين التوسط لاستئناف العلاقات بين تركيا وسوريا .
الاعراب :
- منذ عدة أشهر ، تتردد أنباء من ناحية تركيا تشير الى مساعي الدولة لإعادة العلاقات بين تركيا وسوريا ، وفي هذا الصدد، نشرت انباء قبل أسابيع قليلة، عن عقد اجتماع رسمي بين وزيري الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في البلدين، ووعد باستئناف هذه اللقاءات منتصف الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل. لكن قبل عقد الاجتماع الثاني طلب أردوغان اليوم رسميا من بوتين التدخل لاستئناف العلاقات بين البلدين. الأطراف ، وهذا يعني أنه بعد 12 عاما توصلت تركيا أيضا إلى نتيجة مفادها أن مشروع احتلال سوريا هو مجرد وهم وانه لا فائدة منه سوى تكبد الاضرار .
-الحقيقة هي أن أردوغان يحاول تقليص مشاكل سياسته الخارجية إلى الصفر مع هذا الإجراء، وبتقليص مشاكله مع سوريا إلى الصفر، فهو يحاول استغلال هذه القضية في الانتخابات الرئاسية المقبلة واستخدام البطاقة السورية للفوز في الانتخابات.
- وكان أردوغان قد بذل قبل ذلك قصارى جهده لحل مشاكله مع الدول الأخرى، ةعلى هذا الاساس بدأ خطته مع السعودية ومصر ، وبعد ذلك ، حسب قوله ، قام بتحسين علاقاته مع "إسرائيل". قبل أسبوعين، حضر سفير "إسرائيل" الجديد الى تركيا، واستؤنفت العلاقات - التي انقطعت قبل حوالي 12 عاما بعد حادثة الهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة - برغبة من أردوغان .
- يقال إنه في حال الانتهاء من الاجتماعات التركية السورية والتوصل إلى نتائج هذه اللقاءات ، أولاً ، ستنسحب تركيا من المناطق التي يحتلها الأتراك في شمال سوريا ، وثانياً ، سيتم فتح طريق حلب - اللاذقية. ثالثا، الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا في غرب سوريا ستلقي أسلحتها، وأخيرا يكون أساس العمل في العلاقات بين البلدين هو "اتفاق إدنا" كما في السابق. يشار الى انه في بداية احتلال سوريا تحدث أردوغان عدة مرات عن سيادة الأتراك على حلب وكركوك والموصل وغيرها ، لكن في الظروف الحالية، على ما يبدو، وبناء على حقائق الميدان، ودّع جميع هذه الأوهام.
- يقال إن أردوغان من خلال خطوته هذه اتخذ إجراء استباقيا ضد منافسيه في الانتخابات التركية، وذلك لان خصوم أردوغان في الانتخابات ايضا استندوا في حملتهم الانتخابية على التفاوض والتفاعل مع النظام السوري، ويسعون في ضوء الوعد بعودة العلاقات مع سوريا حسم نتائج الانتخابات الرئاسية لصالحهم.
-كما يحاول أردوغان ايضا تخليص تركيا من 4.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في بلاده.
-خلال الأسابيع الماضية ، ترددت أنباء عن احتجاجات للمعارضة السورية المتواجدة في المدن المحتلة شمال هذا البلد، القريبة من تركيا. ويبدو أن هذه الأنباء وفي نفس الوقت الإعلان عن هذه المعارضات تمت بإدارة سرية من قبل الاتراك. وبالطبع الاحتجاجات المستهدفة ضد تجديد العلاقات بين البلدين ستفتح يد أردوغان في المفاوضات وتساعد الأتراك على الجلوس على طاولة المفاوضات من موقع متفوق.
- وتتردد أنباء هذه الأيام عن إرسال بعض المقاتلين التكفيريين من مناطق سوريا المحتلة إلى جبهات القتال في أوكرانيا، ما يعني أن شدة رغبة الأتراك في إقامة علاقات مع سوريا تفوق الخيال، وهذا المشروع يعتبر من قبل الأتراك منتهيا، وقد فتحت الابواب .
-اردوغان حاول قبل ذلك جاهدا الدخول في حوار مباشر مع الرئيس السوري بشار الأسد ومن خلال الحفاظ على الوضع الراهن تغيير الظروف لصالحه في انتخابات تركيا، لكن النظام السوري وفي مقابل هذه الطلبات قدم إجابة منطقية وهي أنه لن يدخل في حوار مع المحتل طالما أصر على الاحتلال، ولن تكون هناك اية مفاوضات .
- ويتوقع أنه بعد تجديد العلاقات بين تركيا وسوريا، سيكون وضع الأكراد والأمريكيين في شمال شرق سوريا أكثر صعوبة وهشاشة من أي وقت مضى. خلال 12 عاما من تاريخ الأزمة في سوريا كل المطلعين على القضايا السورية لطالما اعتبروا الخاسر الرئيسي في الأزمة السورية هم أكراد هذا البلد. وهذه الحقيقة في ظل تجدد العلاقات بين الأتراك والسوريين، يبدو أنها ستخرج تدريجيا من حالة التحليل وتصبح حقيقة واقعة .