لا مكان لمنتقدي "إسرائيل" في "الديمقراطية الأمريكية"

لا مكان لمنتقدي
السبت ٢٨ يناير ٢٠٢٣ - ٠٤:٤٥ بتوقيت غرينتش

إستبعدت الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي النائبة الامريكية المسلمة، إلهان عمر من لجنة الشؤون الأفريقية داخل الكونغرس، بسب إنتقادها لسياسة "اسرائيل" إزاء الشعب الفلسطيني.

العالم كشكول

ومنذ أن فاز الجمهوريون بالسيطرة على مجلس النواب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، "وعد" زعيم الأغلبية كيفن مكارثي، ببذل جهوده لإقصاء إلهان عمر من اللجنة، وقال في تصريحات صحفية "أتذكر ما قالته عن إسرائيل، لقد وعدتُ العام الماضي بأنها لن تكون في الشؤون الخارجية بعد الآن، أنا أفي بهذا الوعد".

هذا الخبر، يؤكد ما هو مؤكد، من ان اللوبي الصهيوني في امريكا، يتحكم وبشكل مخيف، ليس فقط بالنخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية في هذا البلد، بل حتى بالمؤسسات والاجهزة الحكومية، بدءا من رئيس الجمهورية وحتى اخر مسؤول حكومي، وكذلك بأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.

اللافت في الخبر ان مكارثي، لم يحاول التنصل من هذا الاجراء الاستبدادي والعنصري فحسب، بل اعلن وبكل فرح وسرور وعلى رؤوس الاشهاد، انه كان وراء إستبعاد الهان عمر، الامر الذي يؤكد انه كان يوجه كلامه الى اللوبي الصهيوني، من انه لا يدخر وسعا من اجل الدفاع عن "اسرائيل"، حتى لو كان هذا الدفاع يكلف بان "يدوس على الديمقرطية" التي تزعم امريكا انها زعيمتها في العالم.

من الواضح ايضا، ان مكارثي يُشهد بكلامه باقي اعضاء الكونغرس على انه "أوفى بوعده" باستبعاد الهان عمر من لجنة الشؤون الأفريقية، إي ان مكارثي مقتنع من ان الاجراء الذي اتخذه، هو اجراء كان ينتظره باقي النواب ، الامر الذي يؤكد ان النواب يشاركون مكارثي وجهة نظره ازاء الهان عمر.

هذه صورة واقعية وخالية من اي رتوش لـ"الديمقراطية الامريكية"، التي تحدد ابعادها مواقف المواطن الامريكي من "اسرائيل"، فهي ديمقراطية يتسع صدرها كثيرا لداعمي "اسرائيل"، ويضيق صدرها كثيرا لمنتقديها، كما هو الحال مع الهان عمر، رغم دفاعها المستميت عن السياسة الامريكية في العالم، مثلها مثل باقي النواب الاخرين.