آية الله قاسم: النظام البحريني لا يريد الاصلاح

آية الله قاسم: النظام البحريني لا يريد الاصلاح
الجمعة ٠٣ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٧:٣٨ بتوقيت غرينتش

قال عالم الدّين البحريني «آية الله الشّيخ عيسى أحمد قاسم»، إنّ موقف النّظام الحاكم في البحرين موقف معادٍ للإصلاح، والمطلوب حسب الديمقراطيّة دستور ونظام حكم من إرادة الشّعب.

العالم-البحرين

وأكّد الشيخ قاسم في أوّل حوارٍ صحفيّ منذ تهجيره القسريّ من البحرين مع صحيفة الوفاق الايرانية ,أنّ إجراءات النّظام تصبّ في صالح تجفيف منابع التحريك لإرادة التغيير عند الشّعب، وأنّ الحكم الظّالم حوّل نهار البحرين إلى ليلٍ كالح، وعقليّته غير قابلة لتقبّل الإصلاح لأنّ وراءها نفسيّة مضادّة لها، كما أنّ المسار السياسيّ الرسميّ في البحرين وللأسف من سيئ إلى أسوأ، لذا لم يحقّق النّظام شيئًا من الإصلاحات» – على حدّ وصفه.

وشدّد على أنّ الإصلاح حقّ للشّعب، والمطلوب حسب الديمقراطيّة التي تدّعيها الحكومة السّعي إليها دستورًا ونظام حكم من إرادة الشّعب، لذا فإنّ الحلّ يكمن في مواصلة النّضال الوطنيّ والاستمرار فيه، من أجل انتزاع الاستحقاقات الوطنيّة لأنّ طبيعة الأمور تقتضي بذلك.

وأشار إلى أنّ إجراءات سحب وإسقاط الجنسيّة من المواطنين، تأتي ضمن خطوات تصبّ في صالح التغيير الديموغرافيّ، وتجفيف منابع التحريك لإرادة التغيير عند الشّعب، وزرع روح اليأس الموجب للاستسلام والخنوع، والشّعب مدرك لذلك وعنيد في هذا الأمر – حسب تعبيره.

وحول ما إذا كانت السّلطة البحرينيّة تريد أن تتعايش مع الطّائفة الشيعيّة أم أنّها لا تريد أصلًا الاعتراف بها، قال آية الله قاسم إنّ «اتجاه السّياسة في هذا المجال للاجتثاث المعنويّ والماديّ، وهمّ الشّيعة في البحرين همّ يشمل مصلحة الوطن كلّه، ولا يعيشون إطارًا ضيّقًا من التفكير الطائفيّ الانعزاليّ» – حسب تعبيره.

ورأى أنّ إدارة المعارضة للحراك الشعبيّ لها إيجابياتها التي يشاركها فيها الشّعب، والحاجة إلى التطوير من الجميع لا توقف لها، أمّا من ناحية مساوئ الحكم الظّالم الذي حوّل نهار البحرين إلى ليل كالح، فذلك من مسؤوليّة الحكم الانفراديّ.

وشدّد على أنّ وجود برلمانٍ منصفٍ وعادلٍ يمارس دوره الحقيقيّ في التشريع والرقابة، ويستطيع أن يكون ممثّلًا حقيقيًا لإرادة الشّعب، هو مطلبٌ من سلّة المطالب السياسيّة وغيرها والتي لا يتخلّى عنها الشّعب والمعارضة.

وأكّد أنّ المعارضة لا تواجه مشكلةً في أن تعلن المشروع السياسيّ، الذي ترى فيه إنقاذًا للأوضاع في البلاد وعدالتها واستقامتها في الوقت المناسب، وكلّ التحدّي في فتح الطريق للأخذ العمليّ بهذا المشروع، وشقّ الطّريق لرضوخ السّياسة له.

ولفت إلى أنّ المعارضة بدأت تمتلك إحساسًا جديًّا، بضرورة تكثيف الجهود وتنسيقها وتطويرها ومحاولة الابتكار الذي يضيف إليها الجديد النّافع، رغم الدّور البريطانيّ والأمريكيّ الذي يقوم عمليًا على إفشال وتعطيل الحراك ودعم السّياسة الحكوميّة المضطهدة للشّعب، الممكّنة لهما وللكيان الإسرائيليّ – على حدّ قوله.

وحول ملف تطبيع البحرين مع الكيان الصهيونيّ، قال إنّ «موقفه موقف كلّ ذي دينٍ وغيرةٍ وبصيرةٍ وحسٍّ إنسانيٍّ ووطنيّ، ألا يألو جهدًا مستطاعًا في هذه المحنة الكبرى العامّة، لإنقاذ كلّ المقدّسات والأمّة والإنسانيّة والأوطان والأمن والثّروة من تهديدٍ جدّي وشرٍّ مستطير، يحمله التطبيع المشؤوم، وأنّ المعركة في هذا الموضوع مصيريّة ومن المعارك الفاصلة بين الخير والشّر، والهدى والضّلال، والعدل والظّلم، والمواجهة في هذه القضيّة من المواجهات الحاسمة ضدّ الطاغوتيّة والفرعنة في الأرض».

ولفت إلى أنّه لو استمرّ الوضع في سيره الارتماء في أحضان الكيان الإسرائيليّ، لانسلخت البحرين من هويّتها الإسلاميّة والعربيّة، وصارت من البلدان المعادية صريحًا للإسلام المحاربة لأمّته، لكن شعب البحرين يأبى أن يخرج من عزّ الإسلام وكرامته إلى ذلّ الكفر وخزيه، ويأبى إلا أن يدافع عن دينه ووطنه وأمّته، وإنْ أجهدت السّياسة المنحرفة نفسها في محاولة تغريبه وتذويبه – وفق تعبيره.

وأضاف أنّ التطبيع في النّظر الحاكم الخاطئ أصبح من ضرورات البقاء بعد التخلّي عن الشّعب والأمّة، ولذلك يكون طلبه والمقاومة من أجله أمرًا ملحًّا، ونوّه إلى أنّ التطبيع القائم عامل سلبيّ يواجه هدف النّصر للقضيّة الفلسطينيّة، وأنّ تأجُّج روح الفداء في سبيل الله بكسر الهمّة الشّريرة للمطبّعين ويحبط مكرهم السّيئ.

وأدان «الشيخ قاسم» المساعي التي تشهدها البحرين لتهويدها، وقال إنّ التهويد للبحرين محلّ سعيٍ وإصرارٍ من السّياسة المحليّة، ولكن المقاومة الشعبيّة لن تزداد مع الزمن إلا تصاعدًا وتفاقمًا وجديّةً والتفافًا، والجرأة في هذا المجال في حيويّةٍ وتقدّمٍ وانتشار – على حدّ تعبيره.

المصدر: منامة بوست