شاهد بالفيديو..

فيروز يكشف للعالم أسباب تمسك الشعب البحريني بثورته

الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٤:٣٤ بتوقيت غرينتش

أكدّ جلال فيروز الأكاديمي والعضو السابق في البرلمان البحريني أن الشعب البحريني لايعوّل على النظام، بل يعوّل على ارادته وصلابته، وهذا الأمر الذي أدى بالنظام البحريني الى أن يحاول تخفيف الوطأة على نفسه ويفرج - ليس طوعا بل كرها - عن آلاف من المعتقلين.

العالم ضيف وحوار

وفي حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج"ضيف وحوار"، وحول فيما زالت المعارضة البحرينية تسعى لتحقيق مشروعها الكبير الذي انبثق بثورة الـ14 من فبراير 2011، وفيما يتعلق بالذكرى الـ12 للثورة البحرينية وما تغير بها وفيما اذا دخلت الثورة بصفحة النسيان أم أن الأمل لازال موجودا، أشار فيروز الى أن هنالك عدة زوايا يجب النظر إليها عندما نتحدث عن الثورة في البحرين، وبطبيعة كل الثورات أنه هنالك مد كبير ثم جذر سواء كانت ثورات تحقق الانجاز التام أو ثورات بعيدة المدى قد تخمد بعض الشيء، ولكن بعد فترة ممكن أن يكون هنالك مرة أخرى استنهاض للهمم ودخول مراحل جديدة.

وقال فيروز: بالنسبة الى الثورة في البحرين كان الحراك حراكا كبيرا جدا على اساس انها الثورة الوحيدة في ثورات الربيع العربي، حيث كانت نسبة خروج الناس الى الشارع كانت عارمة وان أكثر من نصف البحرانيين قد خرجوا للشارع حيث أن عدد المواطنين في عام 2011 كان لا يتجاوز الـ650 ألف من البحرينيين والذين كانوا يخرجون الى الشوارع تجاوز عددهم 400 ألف ولازالت الشواهد موجودة في وسائل التواصل الاجتماعي.

ولفت فيروز الى أنه من ناحية أخرى كانت المفارقة في أن الثورة في البحرين لاقت كثيرا من القمع المشترك ليس فقط من ناحية النظام الحاكم ولكن لكون منطقة الخليج الفارسي تعتبر منطقة حيوية للغرب، ويسيطر عليها مجموعة من العوائل القبلية مرتبطين بمصالحهم، واذا حصلت هناك تغيرات في البحرين فمن الممكن ان تنعكس على المنطقة بشكل عام، لا سيما على السعودية، فوجدنا انه تم القمع الشديد للثورة بدخول القوات السعودية والاماراتية".

كانت الثورة قد أعطت دفعا كبيرا في أن ينبغي ان يكون هنالك تحول ديمقراطي في البحرين من ناحية ومن ناحية أخرى فرغم القمع الشديد جدا وجدنا أن الشعب البحريني لم يتراجع عن مطالبه خلال هذا العقد ولم يكف عن المطالبة بحقوقه ووجدنا كيف أنه رغم الحراك في الساحة والشارع كان حراكا قد قل الا أن الحراك على المستويات المختلفة الاعلامية والسياسية وغيرها لازالت بقوتها وان قادة الحراك قد تم اعتقالهم.

وفيما يتعلق بنقطة التحول الديمقراطي والهدف الاساسي للثورة في هذا التحول وفي ظل وجود رموز القادة في السجون ومعتقلي الرأي الذين لازالوا في سجون النظام البحريني حيث تم اطلاق حملة "نحن نموت ببطء" طالبوا فيها بتحسين أوضاعهم في هذه الظروف التي لازالت تعصف وقائمة في البحرين وحول التعويل على استجابة النظام في البحرين أو وجود أمل يلوح في الافق لاي استجابة من النظام بعد كل تلك السنوات، أوضح فيروز أنه عندما نؤطر ذلك باستجابة النظام قد لا نكون موفقين لأن النظام هدفه ان يقمع بشكل كامل الشعب وان لا يرضى أن يكون هنالك تغيير وهو الذي يسيطر على الثروة والسلطة ولا يريد لأحد أن يتدخل في هذا الشأن ويضره اذا كانت هنالك مكاسب شعبية.

وأشار فيروز من ناحية أخرى الى أن الشعب البحريني لايعول على أن النظام سيستجيب بل يعول على ارادته وصلابته وهذا الأمر الذي أدى بالنظام الى أن يحاول في تخفيف الوطأة على نفسه ويفرج - ليس طوعا بل كرها - عن آلاف من المعتقلين.

ونوه فيروز الى أن النظام البحريني يحاول أن يركب هذه الضغوطات ويرتب بعض العقوبات البديلة والسجن المفتوح بحيث يقلل من الضغوطات التي تعرض لها لان كل سنة يتعرض الى الكم الهائل من الضغوطات من قبل الأمم المتحدة عبر مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان وعبر المؤسسات الكبيرة ولكون الحراك لازال قائما.

وحول ما قاله سماحة الشيخ عيسى قاسم في كلمته الأخيرة فيما يتعلق بنسبة أحقية هذه الثورة والمطالب الشعبية والروح الصلبة التي يستمدها الشعب البحريني من أجل الاستمرار بهذه الثورة لفت فيروز الى أن الشعب يستمد الروح والصلابة من أجل الاستمرار بهذه الثورة من ثلاثة منابع أولها هو إيمان الشعب بقضيته وان لديه الحق في أن يكون هو صاحب السيادة وهو مصدر السلطات وهذا ما تقره القوانين الدولية جميعها.

وشدد فيروز ان الاصل هم أبناء الشعب فاذا الشعب فعلا ركن الى شيء وأراد أن يغير شيئا فاذا لم يتراجع فمن الممكن ان يتحقق كما يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام"ما ضاع حق وراءه مطالب"، فهم يؤمنون بهذا الحق.

واشار فيروز الى المنبع الآخر وهو وجود مظلومية لهذا الشعب لانه ليس ظالما بل هو مظلوم ومسلوب تم الاعتداء عليه وهذه المظلومية تدفعه باتجاه أن يستحصل من ظالمه ما ظلمه من أجلها.

وأوضح فيروز أن المنبع الثالث هي الدماء الزكية للشهداء فعندما تسفك هذه الدماء وترتفع دموع امهات الشهداء وامهات المعتقلين هؤلاء بطبعة الحال يعتبر ذلك دافعا قويا وشحن للهمم.

ولفت فيروز الى أن الثورة البحرينية قمعت من قبل قوات مشتركة من بعض دول الخليج الفارسي، خشية انعكاس التغيرات في البحرين على مصالحها المحمية من الغرب.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...