افتتاح أول كنيس يهودي في أبو ظبي وسط انتقادات واسعة!

افتتاح أول كنيس يهودي في أبو ظبي وسط انتقادات واسعة!
السبت ١٨ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٨:٢٠ بتوقيت غرينتش

كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست"الصهيونية عن موعد أول صلاة ستُقام في كنيس افتتحته أبوظبي،الخميس، وسط ترحيب واسع في تل أبيب لهذه الخطوة وانتقادات واسعة في المقابل وجهها كثيرون لحكام الإمارات لسعيهم المتواصل التقرب من كيان الاحتلال بشتى الطرق..

العالم-الامارات

ما كنيس سمی ب"موسى بن ميمون"؟

كنيس “موسى بن ميمون” اليهودي هو جزء مما سمی ب "بيت العائلة الإبراهيمية" في جزيرة السعديات، والذي يحتوي على كنيس ومسجد وكنيسة، حسب ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية.

وأكد ذات المصدر أن أول صلاة ستُقام في هذا الكنيس، ستكون السبت، بعد الافتتاح الذي كان الخميس وشهد غياب حاكم دولة الإمارات “محمد بن زايد” لكن تم إعلان أن شقيقه “سيف بن زايد”، وزير الداخلية الإماراتي، حل محله.

وموسى بن ميمون (1138 بقرطبة- 1204 بمصر) هو أحد فلاسفة يهود الأندلس في العصور الوسطى، وكان من أكثر علماء التوراة نفوذاً، ويعرف في الغرب باسم ميمونيديس.

إشادة صهيونية بحكام الإمارات!

حظيت الخطوة الإماراتية بإشادة واسعة في الأوساط الاسرائيلية حول العالم، حيث علق الحاخام ديفيد روزن، المدير الدولي لشؤون الأديان في اللجنة اليهودية الأمريكية على افتتاح الكنيس قائلا “لا يوجد موقع مثل هذا في العالم بأسره (..) لا يوجد في أي مكان في العالم 3 أماكن عبادة منفصلة، أنشأتها الحكومة، بالإضافة إلى مركز للحوار بين الأديان بالقرب منها.. هذه 3 مبانٍ مذهلة”.

تطبيع الإمارات علاقاتها مع "إسرائيل"

طبعت دولة الإمارات علاقاتها رسميا مع "إسرائيل بتاريخ 13 أغسطس آب 2020 فيما عُرف إعلاميا بـ اتفاق ابراهيم الذي انضمت له لاحقا دول عربية أخرى وهما البحرين والمغرب.

ومنذ تطبيعها العلني لعلاقاتها مع تل أبيب، سعت أبو ظبي للعمل على التنسيق أو الضغط لضم دول عربية أخرى مثل السودان الذي طبع علاقاته مع "إسرائيل" في 23 أكتوبر تشرين الأول 2020.

إلى ذلك انتقد كثيرون لقرار الإمارات الأخير افتتاح الكنيس اليهودي ومن وراءه البيت الإبراهيمي. حيث قال الناشط الكويتي “سمير القاصدين” عبر تويتر “اي عائلة ابراهيمية _ على العلماء محاربة هذه الدعاوى البدعية التي تحارب الدين الإسلامي وهي مسئولية تقع على عاتقهم فصمت العلماء مريب مع علمهم بأهداف هذه الدعاوى المخالفه”.

ويرى كثيرون أن “البيت الإبراهيمي” ليس إلا بداية لمشروع ديني وسياسي أكبر من شأنه تحييد عقيدة الدين الإسلامي وجعلها متماهية مع باقي الأديان السماوية الأخرى (المسيحية واليهودية)، بعيدا عن فرادة الدين الإسلامي التي أكد عليها العلماء والمفكرون طيلة عقود.

وكان مفتي سلطنة عُمان الشيخ “أحمد بن حمد الخليلي” هاجم الخطوة الإماراتية في تغريدة قال فيها “كم روج المنهزمون أن الإسلام الحنيف هو قرين اليهودية والنصرانية، وحرصوا على أن يلزوا به معهما في قَرَن، متجاهلين قول الله تعالى:(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ )، وما جاء في نصوص القرآن من التحذير البالغ لهذه الأمة أن تتخذ اليهود والنصارى أولياء”.

وفي ذات السياق أيضاً وجه الإعلامي السعودي انتقادات واسعة لـ البيت الإبراهيمي قائلا “لاحظت بعض العينات من أبناء جلدتنا ممن يُروجون لما يُسمى #البيت_الابراهيمي متناسياً أنّه لا بيت إلاّ بيت الله الحرام وإن خادم الحرمين الشريفين زعيم الأمتين العربية والإسلامية”.

وتساءل في استغراب “هؤلاء ماذا يُريدون بالضبط؟؟؟”.

وقال حساب بإسم “كويتي حر” على صعيد متصل “ترا هذا اللي قاعد تسوونه ماله علاقة بالتسامح ، التسامح انك تخلي الشخص يمارس طقوسه كما يشاء في مكانه المخصص ، لكن سالفة البيت_الابراهيمي هذا خطا كبير ومع السنوات راح تتحرف المفاهيم”.

ورأى “عبد الله” أن حكام الإمارات “فاهمين الأمور غلط” وعلق على افتتاح الكنيس اليهودي وقبله البيت الإبراهيمي قائلا “البيت_الابراهيمي فاهمين التسامح والتعايش غلط .. هذا اذا احسنا الظن…ولكن اي حسن ظن بمن يطبع مع الاحتلال الصهيوني ويريد اعادة بشار (طبعا بشار عضو محور المقاومة والممانعة الايراني ضد الاحتلال الصهيوني) ما علينا المهم”.

وتابع “اشلون نتعايش وبيت اليهود بدعم من بيت النصارى محتل بيت المسلمين”.

"إسرائيل" تقتل الشعب الفلسطيني والإمارات تدعو للتسامح

وفي هذا السياق من التسامح المزعوم الذي تُروح له الإمارات مع إسرائيل، تواصل الأخيرة بشكل ممنهج قتل الفلسطينيين والتنكيل بهم بشتى الطرق والوسائل المتاحة وغير المتاحة.

ففي عام 2022 وحده، استشهد 230 فلسطينيا، بينهم 171 في الضفة الغربية، و53 من غزة أغلبهم قضوا في العدوان الإسرائيلي على القطاع في أغسطس/آب، و6 من فلسطينيي 48.

جاءت هذه المعطيات في أحدث تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة (أوتشا).

وذكرت أنه أنه قياسا على المتوسط الشهري، كان عام 2022 أكثر الأعوام دموية للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدأت الأمم المتحدة بتسجيل الوفيات بشكل منهجي في عام 2005.

اذا تحدثنا عن الإصابات هناك 9335 فلسطينيا أصيبوا في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي أو أثناء اقتحامه للمناطق الفلسطينية، ناهيك عن 6500 حالة اعتقال بين الفلسطينيين، نحو 4700 منهم ما زالوا في السجون الإسرائيلية.