منطقة الشرق الأوسط بين خيارين.. صيني إقتصادي وأمريكي عسكري

منطقة الشرق الأوسط بين خيارين.. صيني إقتصادي وأمريكي عسكري
الإثنين ١٣ مارس ٢٠٢٣ - ٠٦:٥٧ بتوقيت غرينتش

تعمل امريكا على إضفاء طابع عسكري وامني، على اي تحرك دبلوماسي وسياسي واقتصادي تقوده الصين على الصعيد الدولي، بهدف الترويج لاكاذيب عن مساعي بكين لتشكيل تكتلات عسكرية وامنية، للتخويف من الصين وعزلها دوليا، والإضرار بالتالي بمصالحها الاقتصادية، وهذا التوجه الامريكي ظهر وبوضوح اكثر، بعد ان قادة الصين مساعي المصالحة بين ايران والسعودية.

العالم – كشكول

يرى الخبراء انه ليس للصين من مصلحة في تشكيل تكتلات ومحاور عسكرية، لأنها تؤثر سلبا على مصالحها التجارية والاقتصادية مع العالم، لذلك تحاول ان تقدم نفسها بصورة الدولة القادرة على العمل مع الجميع لحل التوترات الدولية، خدمة لمصالحها، فهي ترى في الاقتصاد، قوة تقرب دول العالم الى بعضها البعض، رغم وجود خلافات سياسية بينها.

انطلاقا من هذه الرؤية الصينية، يرى الخبراء، ان مبادرة الحزام والطريق، هي تعبير واضح عن كيفية تفكير الصين باستثمار النجاح الاقتصادي لتعظيم حضورها الدولي، من خلال الشراكة في التنمية مع العالم، وخصوصا الدول النامية، عبر إنشاء البنى التحتية للنقل الدولي والمشاريع الاستثمارية المتعلقة بتقاسم الإنتاج، وهو ما يتطابق مع فلسفة الربح المشترك، التي ظلت محركا حقيقيا للصعود الصيني منذ إطلاق سياسة الإصلاح والانفتاح عام 1978 وحتى اليوم.

في المقابل، فإن امريكا، المرتعدة من تعاظم دور الصين في منطقة الشرق الاوسط، خاصة بعد الاتفاق الايراني السعودي، لن تقف مكتوفة الايدي وهي ترى بإم عينها إرهاصات عالم متعدد الاقطاب، بات موعد ولادته يقترب، ستعمل بكل ما تملك من قوة على وضع العرقيل امام الاتفاق الايراني السعودي، كمحاولة لتأخير موعد هذه الولادة.

يرى الخبراء، ان التحول من نظام عالمي أحادي القطبية إلى نظام متعدد الأقطاب هو مسألة وقت، وأنه صيرورة تاريخية ستحدث ليس بسبب تكوين الأحلاف وإدخال العالم في توترات جديدة، بل لأن موازين القوى الاقتصادية تتطلب ذلك بالضرورة، شاءت امريكا أم أبت.

من المؤكد ان دول المنطقة باتت تعي جيدا، ان السببب الاول والاخير، الذي يقف وراء كل الحروب والمآسي التي شهدتها وتشهدها منطقتهم، هي امريكا، وذلك لتحقيق هدفين، الاول أمن "اسرائيل"، والثاني" شرعنت" تواجدها، لذلك يوف لن تنطلي عليها الاعيب امريكا وحيلها، وستتمسك بخيار الدبلوماسية، لتعزيز السلام فيما بينها، خدمة لمصالحها، التي تجاهلتها امريكا على مدى عقود طويلة.