تقرير صهيوني..

محاولة مجموعة يهودية بناء كيان 'إسرائيلي' جديد ومستقل!

محاولة مجموعة يهودية بناء كيان 'إسرائيلي' جديد ومستقل!
الأحد ١٩ مارس ٢٠٢٣ - ٠٩:٣٠ بتوقيت غرينتش

نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تقريرا عن محاولات مجموعة تدعى "يسر ئيل" بناء "إسرائيل" جديدة وذلك بعد نحو شهر من أنباء مداهمة الشرطة الإسرائيلية مكاتب لهذه المجموعة وإعتقال زعيمها.

العالم - الإحتلال

وذكرت قناة "I24"إسرائيلية في فبراير الماضي، أنباء عن حادثة غريبة، مفادها أن الشرطة الإسرائيلية داهمت في مدينة الخضيرة الساحلية مكاتب مجموعة تدعى "يسر ئيل" وهي تلاعب بالكلمة العبرية لــ[إسرائيل]، حيث كانت المجموعة قد أعلنت كيان مستقل على جزء من الكيان الإسرائيلي، فيما اعتقلت الشرطة زعيم المجموعة شاي كرموستا.

وفي تصريحات لقناة "i24NEWS"، أوضحت شاكيد، وهي عضو في المجموعة، قائلة: "في يسر ئيل، الجميع ملك أو ملكة.. أعتقد أنه يجب علينا الانسحاب من [إسرائيل].. تعلمنا منذ سن مبكرة، أن نعتقد أن [الكيان] فوق كل شيء يجب أن نخدم [الكيان]، لكن من الواضح جدا بالنسبة لي أن [الكيان] تخدم الشركات الضخمة، والانتخابات مجرد استعراض"، مضيفة: "المجموعة تضم مئات الأشخاص والعديد من الإسرائيليين مهتمون بالانضمام".

واعتبرت شاكيد أن "[إسرائيل] من أقسى دول العالم"، لافتة إلى أن جائحة فيروس كورونا كانت نقطة تحول، حيث أدركت أن البلاد "أجبرتنا على البقاء في المنزل وحقن المواد الكيماوية في عروقنا".

وأردفت: "على الرغم من اعتقال كارموستا، إلا أن المجموعة تواصل الاجتماع والتخطيط لخطواتها التالية".

هذا وأفادت "I24" بأنه "منذ اندلاع موجة الاحتجاجات الضخمة ضد الإصلاحات القضائية المقترحة من قبل الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق من هذا العام، يتم سماع المزيد والمزيد من الأصوات التي تناقش دولا بديلة لكيان الإحتلال".

وسلطت القناة الضوء على فكرة أطلقها المخرج والناشط إيتامار روز، وهي "Altneuland 2" (الأرض الجديدة القديمة 2)، إذ أنها فكرة مستوحاة من الكتاب الشهير لثيودور هرتسل "الأرض الجديدة القديمة"، والتي تصور كيان إسرائيلي حديث،.

وقال روز: "فكرتي هي جمع أكبر عدد ممكن من المؤيدين ثم التوجه إلى الدول الأخرى والتفاوض معهم من أجل الحصول على أرض لـإسرائيل ثانية"، إذ أن روز لا يستبعد إقامة كيان إسرائيلي آخر داخل حدود [إسرائيل]، لكن في رؤيته ستكون تلك الكيان ديمقراطي وعلماني وليبرالي.

وأضاف روز: "هذه عملية حتمية..[إسرائيل] منقسمة بالفعل..فمن ناحية لدينا المنطقة الوسطى الغنية والديمقراطية والغربية، زمن ناحية أخرى، هناك [إسرائيل] ثانية، مثل المدن اليهودية المتطرفة والبدو التي تشبه دولة العالم الثالث".

واستطرد: "يجب أن ننفصل عن [إسرائيل]، تماما مثل المرأة التي تعرضت لسوء المعاملة ويجب أن تغادر منزلها لتنقذ نفسها".

وفيما ولا تزال المبادئ الرئيسية لهذا الكيان الجديد غير واضحة، أشار روز قائلا: "لن نتنازل عن نصف الديمقراطية"، حيث أنه يدعي أن [إسرائيل] الجديدة ستكون مفتوحة لكل إسرائيلي، ويأمل أن تكون هناك عملية انتقائية معينة على أساس قيم [إسرائيل] جديدة.

وبين روز أن الكثير من الناس أبدوا اهتماما بمشروعه، لكنه قرر في الوقت الحالي إيقاف العملية والتركيز على تشكيل المبادئ الأساسية للكيان، وهو ويعمل الآن على بودكاست جديد يناقش هذه المسألة مع المؤرخين والباحثين.

تجدر الإشارة إلى أن فكرة إعلان كيان إسرائيلي أو يهودي جديد ليس وليدة اليوم ، بل كانت موجودة حتى قبل إعلان الكيان الإسرائيلي في عام 1948، إذ قدم هرتسل نفسه "مخطط أوغندا" في عام 1903، وهو خطة لإنشاء كيان يهودي في شرق إفريقيا البريطانية، والتي كانت قبل المؤتمر الصهيوني السادس، لكن الخطة لم تؤت ثمارها.

وفي الخمسينيات من القرن الماضي، أسس إيلي أفيفي، وهو يهودي وحيد، كيان صغير يسمى "أحزيف" في قرية ساحلية قديمة بالقرب من الحدود اللبنانية.

وفي عام 1989، أعلن الناشط اليميني المتطرف مايكل بن هورين "مملكة يهودا"، ربما تكريما للمملكة التوراتية التي انفصلت عن [إسرائيل] الموحدة التوراتية خلال القرن العاشر قبل الميلاد، كما أعلن ذلك احتجاجا على خطط منح الحكم الذاتي للفلسطينيين في الضفة الغربية.

وفي عام 2014، تمت تغطية الاجتماع التأسيسي في الجليل، حيث حاولت المجموعة، بقيادة الناشط اليساري الدكتور عنات ريمون، الباحث التربوي الذي أبدى ذات مرة تعاطفه مع "داعش"، إنشاء مستوطنة مستقلة في شمال [إسرائيل]، لكن هذا المشروع فشل وتم حل المجموعة بعد اجتماعها الأول بوقت قصير.

من جهته، أشار تامار هوفمان، أحد مؤسسي هذه المجموعة، إلى أن المجموعة تعارض الحكومة الجديدة، لكنها تقبل تصويت الأغلبية.

وأضاف: "معظم الناس في [إسرائيل] صوتوا لهذه الحكومة، حتى يتمكنوا من فعل ما يريدون ، بما في ذلك تحويل [إسرائيل] إلى ديكتاتورية".

وأعرب عن أسفه بالقول: "لقد بذلت الكثير من الجهد والمال من أجل هذا، ولم يثمر منه شيء".