العودة اليه ليل الاربعاء الخميس.. ميقاتي يُنهي أزمة التوقيت الصيفي

العودة اليه ليل الاربعاء الخميس.. ميقاتي يُنهي أزمة التوقيت الصيفي
الثلاثاء ٢٨ مارس ٢٠٢٣ - ٠٦:٢٩ بتوقيت غرينتش

أفادت مراسلة قناة العالم الاخبارية من بيروت، ان الصحف اللبنانية اهتمت اليوم الثلاثاء بإعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التراجع عن قرار الإبقاء على التوقيت الشتوي خلال شهر رمضان المبارك، وذلك ابتداءً من ليل الأربعاء الخميس.

العالم - لبنان

واضافت الزميلة مريم علي ان ذلك جاء خلال جلسة استثنائية عقدها مجلس الوزراء ببند وحيد هو بند التوقيت، موضحة ان قرار ميقاتي أتى بعد حملة انتقادات اشعلت البلاد افتراضيًا وذلك لإخماد نار الفتنة التي يُراد البعض جرّ البلد إليها خصوصًا بعد أن أخذ الموضوع بُعدًا طائفيًا ومذهبيًا.

الى ذلك، كتبت صحيفة البناء قائلة، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعلن التراجع عن قرار الإبقاء على التوقيت الشتوي خلال شهر رمضان، فرصة لتنفيس الاحتقان الذي قسم اللبنانيين بصورة مريعة ومرعبة خلال اليومين الماضيين، حيث افتقدت كل التحليلات والمواقف التي تدعي حسابات لاطائفية الى تظهير أي تفاعل من خارج طائفتها يمنحها صفة الوطنية، بحيث كان على الرئيس ميقاتي، كما تقول مصادر مقربة منه، أن يدفع الضرر الأعلى بالضرر الأدنى، فيرتضي التنازل عن صلاحياته الإجرائية في مسألة التوقيت، ويلجأ إلى مجلس الوزراء لتغطية هذا التنازل، وهو كان بالأصل في قراره قد لحظ العودة إلى مجلس الوزراء، لكنه لم يعد إليه لتثبيت الإقرار بل للتراجع عنه، لأنه وضع يده على خطر فتنة لا بدّ من وأدها، واعتبار ذلك أعلى مرتبة من التمسك بصلاحية التوقيت، رغم اغتصاب مرجعيات سياسية وروحية لهذه الصلاحية بصورة مستغربة، فأعلن كل منها توقيتاً، بدا معه لبنان للأسف يعمل بتوقيتين إسلامي ومسيحي، لا صيفي وشتوي.

وسحب مجلس الوزراء فتيل التوتر الطائفي الذي طبع الأيام القلية الماضية، بالعودة عن قرار تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي، وقرّر العودة الى التوقيت الصيفي ابتداءً من ليل الأربعاء الخميس. وذلك في جلسة استثنائية عقدها المجلس ببند وحيد هو بند التوقيت.

وقد علمت البناء أن ردود الفعل على قرار وزاري لم تقتصر على حزب أو فريق سياسي بل شملت مختلف القوى المسيحية التي زايدت على بعضها البعض واتخذت الردود منحى طائفياً، وكادت أن تشتعل البلاد، ما دفع برئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الاستجابة للوساطات وإخماد نار الفتنة التي يريد البعض جرّ البلد إليها من حيث يدري أو لا يدري، وعرض الموضوع على مجلس الوزراء لأخذ القرار المناسب لكي يتحمل الجميع مسؤولياته ولكي لا يتحمّلها الرئيس ميقاتي وحده.

واعتبرت صحيفة الديار بعد ساعات من الاحتقان الطائفي في البلاد، تم سحب فتيل التوقيت الصيفي من التداول منعا من استغلاله طائفياً ومذهبياً، فقررت الحكومة تطبيق التوقيت الصيفي بدءا من ليل الاربعاء الخميس. ووفقا لمصادر سياسية بارزة، كان تدخل الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام مؤثرا، لكن الحل خرج بعد اتصالات حثيثة ادارها حزب الله من وراء الكواليس بعد فشل محاولة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع ميقاتي عبر النائب هادي ابو الحسن، ودخوله على خط الضغط على رئيس حكومة تصريف الاعمال باعلان وزير التربية عدم التزام المدارس بقراره. بعدها تم الاتفاق على عقد جلسة حكومية والعودة عن القرار لوأد فتنة مفتعلة في البلاد تركت الكثير من الندوب المقلقة جدا على الرغم من بقائها في العالم الافتراضي.

كذلك جاء في موقع النشرة من السذاجة والسخافة مقاربة مشكلة اعتماد التوقيت الصيفي او الشتوي في لبنان من باب الطائفية، او القول بأن المسيحيين انتصروا في مسعاهم او المسلمين في هذا المجال. سخيف هو من اعطى الامر صبغة طائفية، وسخيف هو من وقع في هذا الفخّ فاستنفر وغضب وصار ينادي بالتعصّب للدين، وهو لا يفقه فيه الا ما اختار ان يتستر خلفه للتسويق لحقده وجهله.

اين الطائفية في مسألة الساعة اكانت وفق التوقيت الصيفي او الشتوي؟ اذا كانت الذريعة في صيام المسلمين، فساعة لن تقدم او تؤخر، اضافة الى انه في السنوات الماضية عاش المسلمون صياماً صعباً حين كان شهر رمضان في اشهر الحر اللاهب، ومع ذلك لم يشتكوا من الصوم لانهم التزموا به كفعل ايمان. اما المسيحيين، فمن المؤكد ان ساعة لن تقدم او تؤخر بمفهوم صيامهم، وهو ما لا يختلف عليه اثنان. كما انه لم اجد في اي من الديانتين ما يعزز فرضية العلاقة بين الساعة وتأثيرها على المؤمنين.

فما الذريعة لتحويل المشكلة الى طائفيّة، وتصوير الامر وكأنّ المسيحيين انتصروا على المسلمين؟ انها تفاهة واستخفاف بالمشكلة الاساس التي تعود الى السياسة وطريقة ادارة البلاد وليس الى الطائفيّة. اساس المشكلة هي المقاربة الخاطئة التي تم فيها اتخاذ القرار، ولو انه يتعلق بالتوقيت، فقد بدا (وفق ما تم تسجيله خلال اللقاء) ان رئيس مجلس النواب نبيه بري هو الذي يتحكّم بمسار الامور في لبنان، فيما بدا انّ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي منفذًا لطلبات بري، وهنا تكمن المشكلة. لم يتقدم اي من الرجلين بتفسير واضح او ذريعة منطقية لاتخاذ قرار عدم الالتزام بتقديم الساعة المعمول به منذ عقود طويلة من الزمن على الرغم من كل ما مر به لبنان من صعوبات ومشاكل، وكان طلب بري تأجيله كشهر من اجل الصائمين المسلمين، وهو بالتأكيد لا يتكلّم باسمهم (علماً انه كان قبل ايام فقط يتحدّث عن تزامن الصوم المسيحي مع الاسلامي وما يحمله الامر من معانٍ سامية). ولكن ما يجدر التوقف عنده هو جواب مقياتي على طلب بري، اذ قال انه كان بادر الى هذا الامر ولكن قيل له ان بري غير موافق عليه! وبالتالي، ظهر وكأنّ ميقاتي كان ينتظر فقط موافقة بري على الموضوع ليسير به.

هذا ما يجب التركيز عليه كمشكلة وليس اللعب بالساعة، لانّه يقيناً، لو كان تقديم الساعة او الابقاء عليها كما هي من شأنه ان يعود بالفائدة على اللبنانيين لجهة تراجع سعر صرف الدولار او حلحلة الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية، او ايجاد حلّ لمشكلة المودعين والمصارف، او حتى ازالة العوائق امام انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام الحياة السياسية، لما اعترض احد من المسلمين او المسيحيين على الامر. الا انّ البعض تخوف من امر آخر وهو تقديم مادّة سجال كافية لإلهاء الناس لبعض الوقت، عن المواضيع الاخرى البارزة، فيما وضعها آخرون في خانة الرسالة من برّي بأنّه لم ينسَ إفشال دعوته الى الحوار، والوقوف في وجهه في العديد من المسائل، فكان القرار بمثابة تذكير بأنّه لا يزال الرجل القوي في لبنان الذي لا يمكن تخطّيه.

من الطبيعي ان يتم تحويل الامور الى مشاكل طائفيّة، لانّها الحل الانسب لضمان خلق شرخ بين اللبنانيين (وللمفارقة التقى رجال دين مسيحيين ومسلمين للاحتفال بعيد بشارة السيدة العذارء، في خضم السجال الطائفي حول مسألة الساعة)، وتبيّن بما لا يقبل الشك ان غالبيّة اللبنانيين يتعاملون بهشاشة واضحة مع المواضيع وهم مستعدون لاضفاء الصبغة الطائفيّة عليها اياً يكن نوعها، وحتى لو كان الموضوع لا يمتّ الى الايمان او العقيدة بصلة. وهكذا، بين السياسة والطائفية ضاعت الساعة، ساعة خلاص لبنان وساعة الالتقاء حول هدف واحد فقط هو تأمين الحياة الكريمة للبنانيين...