هستيريا العدوان "الإسرائيلي" على سوريا.. الأسباب والأهداف 

هستيريا العدوان
الإثنين ٠٣ أبريل ٢٠٢٣ - ٠٧:٠٩ بتوقيت غرينتش

اعتداءات الكيان الاسرئيلي على سوريا، والتي ازدات بشكل ملفت في الفترة الاخيرة، إما عبر القصف الجوي والصاروخي، او عبر استخدام اساليبه القذرة المعروفة، في تفجير السيارت المفخخة، كما حصل في منطقة المزة، أثارت العديد من التساؤلات حول الاسباب التي تقف وراء هذه الهستيريا الاسرائيلية، رغم ان الكيان يعيش ظروفا، قد تدفع به في اي لحظة نحو الحرب الاهلية.

العالم كشكول

لا يمكن فهم هذه الهستيريا "الاسرائيلية"، الا لو وضعناها في نطاق التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم، فهي تطورات لايمكن فصل ساحاتها عن بعضعها البعض، فكل الساحات باتت متداخلة ومتشابكة ويؤثر بعضها على البعض الاخر.

اذا ما نظرنا بشكل سريع الى التطورت التي تشهدها المنطقة والعالم، فأغلبها كانت مفاجئة للثنائي "الاسرائيلي الامريكي"، حيث يتصور هذا الثنائي، انه من خلال شن هجمات على سوريا بهذا الشكل العشوائي انه سيؤثر على اندفاعة هذه التطورات او يقلل من زخمها .

في مقدمة هذه التطورت المتلاحقة، هو التقارب الايراني السعودي، الذي نزل كالصاعقة على الثنائي "الامريكي الاسرائيلي"، والذي وأد والى الابد مخطط هذا الثنائي لتشكيل ناتو "عربي اسرائيلي" بزعامة امريكا، ضد ايران.

التقارب العربي السوري، والذي سيتوج بتقارب سوري سعودي وسوري مصري، لاسيما بعد الاعلان عن نية السعودية تقديم دعوة رسمية للرئيس السوري بشار الاسد للمشاركة في القمة العربية التي ستعقد في السعودية، وهو ما يعني وأد المخطط "الامريكي الاسرائيلي"، لمحاصرة سوريا واضعافها وتقسيمها.

التقارب السعودي الايراني، والانفتاح العربي المتسارع على سوريا، وجها ضربة قاسية، لحركة التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، بل جعلا العديد من الدول العربية التي طبعت مع هذا الكيان، تفكر بجدوى هذا التطبيع، كما وجها ضربة قاسية اخرى، لمخطط محاصرة واضعاف محور المقاومة.

الاعتراف الملفت لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارك ميلي، بعدم قدرة القوات الأوكرانية والناتو على استعادة الأراضي الي تقطنها غالبية روسية في اوكرانيا من روسيا ، لا يمكن فصله عما يجري في المنطقة، فهذا الاعتراف هو في الحقيقة اعتراف بفشل المخطط الامريكي في اوكرانيا، والرامي لمحاربة المحور الروسي الصيني، الذي بدأ يسحب البساط من تحت اقدام امريكا في العالم وخاصة منطقة الشرق الاوسط، لا سيما بعد رعاية الصين للاتفاق الايراني السعودي.

ان ما نشاهدة من هجمات عدوانية على سوريا، او تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة، كما حدث في المزة، او كما حدث في سان بطرسبورغ بشمال غرب روسيا، عندما فجر عملاء الناتو مقهى بأكمله فقط لاغتيال مدون عسكري روسي!، او محاولة استفزاز ايران عبر ارسال امريكا طائرة عسكرية لتنتهك الاجواء الايرانية، والتي ولت الادبار بعد تحذيرها من قبل القوة البحرية الايرانية، هو اقصى ما يمكن ان يفعله الثنائي "الامريكي الاسرئيلي"، للانتقام لفشل مخططاته للنيل من محور المقاومة، ومن التحالف الروسي الصيني.