وأخيرا تحدد موعد الاجتماع بين وزيري خارجية إيران والسعودية

وأخيرا تحدد موعد الاجتماع بين وزيري خارجية إيران والسعودية
الأربعاء ٠٥ أبريل ٢٠٢٣ - ٠٣:٤١ بتوقيت غرينتش

أعلنت جريدة «الشرق الأوسط» مساء الثلاثاء ، أن بكين ستكون مكانا الاجتماع المقرر بين وزيري خارجية ايران والسعودية يوم الخميس المقبل.

العالم - قضية اليوم

رغم عدم نشر أي أخبار رسمية حتى الآن داخل إيران فيما يخص هذا الامر، إلا أن الخبر جدي على ما يبدو بسبب قوة مصدره ، وبعد ثلاث محادثات هاتفية ، قرر وزيرا خارجية البلدين تناول حلوى السلام في بكين تقديراً لجهود الصينيين .. وربما إذا كان اهتمام الطرفين بمستوى عال، فقد نشهد تبادل هدايا العيد بإعادة فتح سفارتي البلدين يوم عيد الفطر المبارك .

من الواضح حتى الآن أن كلا البلدين يبذلان جهودا حثيثة لاستئناف العلاقات. فقد قام كلا الجانبين وفي الفترة الزمنية المحدودة التي أعقبت الاتفاق الأولي في بكين، بالاعلان عن وقف اطلاق النار اعلاميا، وأبديا اهتماما كبيرا باللقاء المتبادل بين كبار مسولي بلديهم.. وبالطبع تجنبوا بشدة أي تحرك من شأنه أن يسيء إلى الطرف الآخر، وطبعاً كل هذه الأمور حدثت في ظل ظروف عبّرت "إسرائيل" عن استيائها الشديد وأعربت أمريكا عن تشاؤمها حيال نهاية هذه العلاقة المتجددة.

وفي الوقت نفسه ، تقديم سفير إيران لدى الإمارات من جهة والانفتاح السعودي تجاه سوريا من جهة أخرى، والمشاركة المتبادلة لسفيري البلدين في مائدة الإفطار والخ.. ، هي مؤشرات على جدية الطرفين على صعيد تعزيز العلاقات بينهما والاستفادة القصوى من الفرصة المتاحة التي ستنضج ثمارها يوم الخميس المقبل.

في غضون ذلك، لا تزال هناك بعض القضايا والملفات الإقليمية التي هي بحاجة الى النقاش في المستقبل، وبالطبع فإن جهود الجانبين لحلها يمكن أن تضاعف من ديمومة العلاقات وتقويتها وتعطي ضمانة كبيرة. ومن بين هذه الملفات الأساسية يمكن الاشارة الى ملفات اليمن ولبنان وإلى حد ما البحرين ، وكلها بالطبع يتصاعد دخان التفاؤل الابيض من مدخنتها. من ناحية ، ففيما يخص الملف الاول وخلال الأسابيع القليلة الماضية، وصلت نيران الصراع والمواجهة بين الجانبين الى أدنى مستوياتها. وفيما يخص الملف الثاني فان المسألة الاساسية اي مسالة ملء الشغور الرئاسي يجري العمل على قدم وساق لحلها من خلال التشاور، واما الثالث فانه من الاساس لم يكن هناك عداء من قبل الجهة التي كان يعتبرها عدوا .

في ظل التطورات الجديدة، يبدو أن "إسرائيل" هي الخاسر الاكبر في هذا المجال ، حيث انها ورغم التكاليف الباهظة التي كرستها لمخطط "اتفاق ابراهام" لا تستطيع إعادة المياه الى مجاريها، هذا فضلا عن انه وبسبب اعراض السعودية عن التطبيع لا يمكنها أن تعقد الامل على انضمام دول عربية أخرى الى هذا المشروع الهش من الاساس . والآن ورغم حتمية اخماد المياه الايرانية لنيران الحطب الاسرائيلي الذي يؤجج الاتون الاذربيجانية، ولكن يبدون ان الاوان لم يئن لحد الان. الإيرانيون مشهورون بالصبر والحنكة والدقة والأناقة، وسجاداتهم المليئة بالزخارف والالوان خير دليل على ذلك .