وقفات تضامنية نصرة للأقصى في لبنان

وقفات تضامنية نصرة للأقصى في لبنان
الجمعة ٠٧ أبريل ٢٠٢٣ - ٠٥:١٢ بتوقيت غرينتش

نظّم حزب الله وقفات تضامنيّة نصرة لأهل فلسطين والمسجد الأقصى أمام المساجد والحسينيّات في عدّة مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسط مشاركة كبيرة ولافتة من شخصيّات وجماهير هتفت بشعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية ومنددة بالاعتداءات والانتهاكات الصهيونية بحقّ المسجد الأقصى والمقدسات.

العالم_لبنان

الوقفات التضامنية التي نُظمت اليوم الجمعة في مناطق حي الأبيض، السان تيريز، حارة حريك، حي السلم، الأوزاعي، الشياح، وخندق الغميق، تخللها كلمات أكدت الدعم ‏والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المقاوم والمضحي الذي يدافع نيابة عن ‏كل الأمة، وأن ما أقدم عليه الصهاينة هو إنتهاك خطير لحرمة المسجد الأقصى ويمس ‏بمشاعر كل المسلمين ويستفز كل الأحرار في العالم، فيما ردد المشاركون شعارات ونداءات الموت لـ"اسرائيل"، الموت لأمريكا، بالروح بالدم نفديك يا أقصى، للقدس رايحين شهداء بالملايين.

وتخلل الوقفة التضامنية أمام مجمع السيدة زينب (ع) كلمة لنائب رئيس ‏المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، حيث قال إننا نقف هنا، ‏لنحيي شجاعة الشعب الفلسطيني وتصديه البطولي للصهاينة دفاعًا عن ‏المسجد الأقصى ولنعبر بالكلمة والموقف والعزم والإرادة عن دعمنا ‏ووقوفنا إلى جانب هذا الشعب المقاوم والمضحي الذي يدافع نيابة عن ‏كل الأمة، عن الأقصى والمقدسات، ولنعلن أن المسجد الأقصى ليس ‏وحده وإنما معه أكثر من مليار مسلم مستعدون لبذل دمائهم دفاعًا عنه ‏وعن كل المقدسات الإسلامية والمسيحية.

الشيخ دعموش أضاف قوى المقاومة وأبناء الأمة ‏والشعوب الحرة في المنطقة لن تقف مكتوفة اليدين أمام تكرار إقتحام ‏الصهاينة للمسجد الأقصى وإعتدائهم على المصلين، ومن حقها القيام ‏بأي خطوة لردع العدو ووضع حد لاعتداءاته وانتهاكاته.

وتابع نحن في ‏حزب الله أعلنا تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة ‏ووقوفنا إلى جانبهم في كل الخطوات التي اتخذوها ويتخذونها لحماية ‏المسجد الأقصى وردع العدو عن مواصلة إعتداءاته‎.

وشدد سماحته على أن ما أقدم عليه الصهاينة هو إنتهاك خطير لحرمة المسجد الأقصى ويمس ‏بمشاعر كل المسلمين ويستفز كل الأحرار في العالم‎.‌‏ ‏

ولفت الشيخ دعموش على أن "العدو يجب أن يعرف أن التمادي في الاعتداء على الأقصى يسقط كل ‏الخطوط الحمراء والحدود المصطنعة، ويدفع المنطقة نحو حرب كبرى‏، لأن معركة الأقصى ليست معركة الشعب الفلسطيني وحده وإنما هي ‏معركة كل الأمة".‏

وأضاف "اليوم منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية والدول والشعوب ‏العربية والإسلامية مدعوة للقيام بواجباتها الدينية والأخلاقية للدفاع عن ‏الأقصى ولنصرة المدافعين عن حرمة المسجد الأقصى والمقدسات ‏وتقديم كل أشكال الدعم الممكنة لهم‎،‌‏ لأن قضية المسجد الأقصى هي ‏قضية كل الأمة، والأمة كلها جزء من معركة الأقصى، ويجب أن ‏تكون في ‏الخط الأمامي في هذه المعركة إلى جانب الشعب الفلسطيني ‏وفصائل المقاومة".

وأوضح سماحته "لقد فشلت كل الخيارات الأخرى في حماية المقدسات، خيارات التسوية ‏والتخاذل والتطبيع، ولم يبقَ لدى الأمة ودولها وحكوماتها لحماية ‏مقدساتها وإستعادة القدس وفلسطين سوى خيار المقاومة ومنطق ‏المقاومة وثقافة المقاومة كخيار ‏وحيد لتحرير القدس والأقصى ‏والمقدسات وفلسطين وإعادتها الى أهلها وإلى الأمة"‎.‎

وأشار إلى أن "كل ما تتعرض له دول وشعوب المنطقة التي تلتزم خيار المقاومة ‏من حصار وعقوبات وحروب ‏وتحريض وتشويه وتهديد وتضييق ‏هدفه الأساسي هو التخلي عن المقاومة وعن ‏القدس وفلسطين والذهاب ‏نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني لتثبيت وجود هذا ‏الكيان، ولذلك الثبات والصمود والصبر والحضور في الميدان والاستعداد ‏للتضحية هو جزء أساسي من معركة المقاومة ‏وسننتصر في هذه ‏المعركة إن شاء الله"‌‏.‏

ونوه الشيخ دعموش إلى أنه "مع كل مواجهة تخوضها فصائل المقاومة مع "إسرائيل" يتكشف وهن ‏هذا الكيان المزيف وضعفه، وتتأكد نظرية أنه "أوهن من بيت ‏العنكبوت"، وتتعزز مقولة "زوال "إسرائيل" من الوجود"، فالمواجهات التي ‏دارت على مدى الأشهر الماضية وإلى اليوم في القدس والمسجد ‏الأقصى وأراضي 48 وغزة والضفة، وما سبقها من مواجهات ‏وانتصارات في لبنان وفلسطين خلال كل المراحل السابقة، ‏والانجازات والانتصارات التي حققتها المقاومة في هذه المواجهة، ‏وحجم المأزق والارباك "الاسرائيلي" على المستويين السياسي والأمني، ‏وحالة الرعب التي يعيشها الصهاينة في الداخل.. كل ذلك يؤشر إلى ‏هشاشة هذا الكيان وضعفه وتصدعه وإمكانية زواله"‎.‎

وختم "على الأنظمة التي تخلت عن فلسطين والقدس ودخلت في منظومة ‏التطبيع مع "إسرائيل" أن تعود لفلسطين لأن المستقبل لفلسطين ولا مكان ‏لشيء إسمه "إسرائيل" في المنطقة".

الشيخ حمود: عصر الانتصارات مستمر والانقسام الصهيوني يزيدنا قوة

كما أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، الشيخ ماهر حمود، أن عصر الانتصارات مستمر، وأن الانقسام الصهيوني يزيدنا قوة، ونتنياهو بنفسه لا يحب مواقف (بن غفير) وتطرفه واصراره على اجراءات صهيونية متطرفة في المسجد الاقصى، ولا يحب الاحزاب الدينية، صاحبة الشعارات المتطرفة، غير القابلة للتطبيق، ولكنه حريص عليهم فقط لانهم الوحيدون الذين قبلوا مشاركته في حكومته العرجاء.

وأشار إلى أن الانتصار الجديد جاء في ذكرى الانتصار الاول، انتصار غزوة بدر الكبرى، هذا الانتصار الذي تحقق من خلال وحدة الساحات: غزة تدافع عن القدس ولبنان يتضامن مع الاقصى، والمرابطون المعتكفون يؤدون أفضل أداء ويمارسون أعلى درجات التضحية، وشباب يتحينون الفرصة ليصيبوا المستوطنين حيث هم، في غور الاردن أو غيره.

وخلال خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر مسجد القدس في مدينة صيدا في جنوب لبنان ، أضاف نعم، دون أي تردد، نقول إنه انتصار جديد يضاف الى لائحة انتصارات المقاومة، يكفي أن الاسرائيلي اعتبر أن الرد على الصواريخ كان قصفه لحقل القليلة، جنوب لبنان الذي اعتبره بنية تحتية للمقاومة، لحركة حماس تحديدا، وعندما أشرقت الشمس تبين أن هذه البنية التحتية هي جسر زراعي قديم يخدم صغار المزارعين في المنطقة، ولا تنقل عليه مصانع الصواريخ او شاحنات الامداد مثلا.

كما أدان المواقف التي صدرت من بعض الجهات اللبنانية التي دانت إطلاق الصواريخ من دون أن تدين الاعتداءات الصهيونية على المسجد الاقصى، ونقول بالفم الملآن إن المقاومة مستعدة لاطلاق الصواريخ ولاشعال معركة، بل معارك، اذا تعرضت كنيسة القيامة، أو أي مقدس مسيحي، الى الاعتداء، لقد شكلت الساعات الماضية فرصة ثمينة لتوحيد الموقف اللبناني تجاه فلسطين، ولكن اصرار هذا الفريق الطائفي "الانعزالي" على هذا الموقف المناقض لابسط المبادئ القانونية والانسانية و"اللبنانية" أيضا، فوتت هذه الفرصة الثمينة.

وتابع قائلا ما تقدمه هذه الفئة القليلة العدد، عنينا (المقاومة والمعتكفين) بالمقارنة مع عدد الامة الاسلامية يخرق هذا المشهد الاليم، مشهد الامة المتخاذلة المتراجعة الممزقة التي ينغمس ملوكها والامراء والاغنياء بكل أنواع الترف المحرم، ويمارس حكامها أسوأ انواع التبعية والخضوع للاميركي ومن خلفه الصهيوني.

هؤلاء، على قلتهم سيحملون النصر للامة، ويغيرون مجرى التاريخ الذي اراده اولئك ذلا وهزيمة وعارا، ويريده هؤلاء عزا ونصرا وفخرا.

وختم الشيخ حمود بالقول نحن نتقدم نحو الامام بتوحد المقاومين، والعدو الصهيوني يتراجع بالانقسام الداخلي وضباب الموقف السياسي، وإن غدا لناظره قريب.

مخيمات لبنان تخرج دعمًا لفلسطين وتنديدًا بالعدوان على الأقصى

وشهدت عدّة مخيمات فلسطينية مسيرات حاشدة، عقب صلاة الجمعة، تنديدًا بالجرائم والانتهاكات الصهيونية في المسجد الأقصى المبارك وتأييدًا ودعمًا لإخوتهم في الداخل الفلسطيني.

المشاركون أشادوا بالضربات الصاروخية على الكيان الصهيوني سواء من قطاع غزة أو لبنان، مؤكدين على توحيد الجبهات ووحدة الموقف والهدف.

قائد القوه الأمنيّة الفلسطينيّة المشتركة في صيدا بجنوب لبنان ، عبد الهادي الأسدي، أكد أنّ الاعتداءات التي نفّذها العدو ضد المصلّين والمعتكفين في المسجد الأقصى محاولة لرفع معنويات جنوده ومستوطنيه وللهروب إلى الأمام من مآزقه الداخلية، وأن الضربات الصاروخية ضد العدو هي ردّ طبيعي بعد اعتداءاته المتكررة وجرائمه والمجازر التي يرتكبها يوميًّا بحقّ أهلنا، مضيفًا "ليعلم هذا الكيان أنّه لن يهدأ له بال ولن ينعم بالأمن والأمان حتى تحرير أرضنا ومقدساتنا.

بدوره، مسؤول الجبهة الديمقراطية في صيدا فؤاد عثمان ندّد بالإرهاب الصهيوني المتواصل على المصلّين في المسجد الأقصى، وقال "ما كان العدو ليقوم بمثل هذه الاعتداءات لولا الصمت والخنوع العربي"، داعيًا إلى المواجهة الشاملة ووحدة المحور وتوحيد البنادق.

وبدعوة من إمام وخطيب مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني، أقيمت وقفة تضامنية مع المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك أمام المسجد بعد صلاة الجمعة، بمشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية وحشد من المصلين، ألقى خلالها الشيخ العيلاني كلمة قال فيها لا يخفى عليكم أهمية ومكانة المسجد الأقصى عند المسلمين، هذا المسجد يُدنّس اليوم ويُعتدى على المرابطين والمرابطات فيه على أعين ومرأى العالم الذي لم يتحرك ولم يحرك ساكنًا.

وأضاف اليهود والصهاينة هم الذين يعتدون على أرضنا ويدنّسون مقدساتنا ليس فقط بالأمس، بل إن احتلالها هو اعتداء على حقوقنا وأرضنا، لكن أن يتجرّأ الصهاينة وأن يعتدوا بالضرب بالعصي على المرأة المسلمة المرابطة لكسر يدها على مرأى العالم، فأين المسلمون؟، أقل ما يمكن أن يطلقوا الصواريخ ونشعر بالعزة.

وتابع "نستنكر صمت بعض الأنظمة العربية والإسلامية التي تقيم علاقات مع الصهاينة، والأسوأ أن نسمع أحدهم يقول "الأقصى خط أحمر"، وهو لم يتجرأ على قطع العلاقات مع الصهاينة".

ودعا المشاركون في المسيرات إخوتهم الفلسطينيين إلى تعزيز الوحدة الوطنية والإلتفاف حول المقاومة، لأنها السبيل الوحيد لتحرير الأرض والمقدسات، مؤكدين على أن العدو الصهيوني لا يفهم إلاّ لغة القوة.

تجمع العلماء المسلمين: الاعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على الأمة الإسلامية

وأكد تجمع العلماء المسلمين في لبنان ان الاعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على الأمة الإسلامية وطالب كل جبهات محور المقاومة بالرد على العدوان.

ورأى التجمع الليلة في بيان له ، أن العدو الصهيوني ما زال مستمرا في سلسلة اعتداءاته على غزة وقمعه للشعب الفلسطيني في بقية فلسطين المحتلة ومنعه للمصلين والمعتكفين من دخول المسجد الأقصى في مواجهات استعمل فيها أكثر آلات الدمار التي يمتلكها، ولكنه لم يغامر لدرجة إيصال الأمر إلى معركة كبيرة هو غير مهيأ لها، وهذا على ما يبدو نصيحة القيادة العسكرية والأمنية له، ولو ترك الأمر للطاقم السياسي الإجرامي الأرعن لكان دخل في ما هو أكبر من ذلك، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على القدرة الكبرى والإمكانات الضخمة التي بات محور المقاومة يمتلكها بشكل أصبحت تشكل رادعا للعدو الصهيوني عن التفكير بمغامرة كبرى قد تكون سببا في تحطيم كيانه وزواله.

واعتبر ان المواجهات المدروسة التي تقودها الغرفة المشتركة لعمليات المقاومة في غزة تدل على إستراتيجية ذكية تعمل على ردع العدو من جهة، وعدم إيصال الأمور إلى معركة لا حاجة إليها، غير أن الأهم من كل ذلك هو أن محور المقاومة أرسى معادلة جديدة منذ عملية سيف القدس ومفادها أن الاعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على الأمة الإسلامية، وبالتالي فإن الأمة مدعوة أن تواجهه بكل إمكاناتها وجبهات محور المقاومة من أندونيسيا إلى اليمن إلى دول الحدود مع العدو الصهيوني معنية بالرد.

كما رأى التجمع أن الرد الذي حصل في لبنان ينسجم مع هذه المعادلة وأن المتسبب هو نفس العدو الصهيوني الذي اعتدى على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى، وبالتالي فإن من حق كل مقاوم شريف أن يهب للدفاع عن المسجد الأقصى بكل الإمكانات المتاحة.

وتوجه بالتحية لكل فصائل المقاومة المنخرطة في الرد الصاروخي والاشتباك الميداني مع العدو الصهيوني، ودعا الى الاستمرار في هذا النهج حتى يتراجع العدو لا عن قصفه لغزة بل عن الإجراءات الميدانية التي يمارسها بحق المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى.

كذلك توجه بالتحية الى "المجاهدين الأبطال الذين نفذوا عملية إطلاق النار في منطقة جلبوع شمال الأغوار والتي أدت إلى مقتل ثلاثة مستعمرين، وتمكن المنفذون من العودة إلى قواعدهم سالمين"، ودعا الشباب الفلسطيني الى "الانخراط في مواجهة عسكرية مع قطعان المستوطنين والجنود الصهاينة وإيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوفه، ما يشكل رادعا له عن الاستمرار في إجراءاته بحق المعتكفين والمصلين في المسجد الأقصى.

واستنكر "إقدام العدو الصهيوني على قصف محيط مخيم الرشيدية بحجة أنها منشآت عسكرية ليتبين بالتدقيق وكما شاهدت قوات اليونيفيل أنها منشآت مدنية، وهذا الأمر هو انتهاك صارخ للقرار 1701، ونوه بقرار وزارة الخارجية اللبنانية تقديم شكوى إلى مجلس الأمن مرفقة بالوثائق التي تؤكد هذا الخرق الفاضح والاعتداء الغاشم.

وختم تجمع العلماء المسلمين بيانه: من المفجع أنه إلى الآن لم يتداع وزراء خارجية الجامعة العربية أو على الأقل على مستوى الممثلين لعقد جلسة طارئة لمواجهة الأوضاع المستجدة في فلسطين المحتلة، ولم يقم ممثل السلطة الفلسطينية بالدعوة لمثل هكذا اجتماع، ما يدل على أن هذه الجامعة غائبة عن الوعي ولا يحركها إلا ما يزعج أميركا لأنها لم تكن يوما في خدمة القضية الفلسطينية، ونفس الأمر ينسحب على منظمة المؤتمر الإسلامي، لكننا لم نعد نعول على الحكومات ومصير الأمة اليوم في سنابك خيل المقاومين وفوهات بنادقهم.