ماذا تعرف عن "نظرية المجنون" الأمريكية التي أفشلتها إيران؟

ماذا تعرف عن
الإثنين ١٠ أبريل ٢٠٢٣ - ٠١:٤٥ بتوقيت غرينتش

دافع كليف سيمز المساعد الخاص للرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، عن رئيسه، في مقال له بموقع "ناشونال إنترست" بعنوان "مذهب ترامب: تحقيق السلام من خلال الاستخدام المفرط للقوة"، وكيف انه وظف "نظرية المجنون"، والقائمة على "استخدام القوة الفرطة لتجنب الحروب"!!.

العالم كشكول

ويشير مساعد ترامب كيف ان الاخير استخدم "نظرية المجنون" في تنفيذ جريمة اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني، عندما "اختار ترامب الخيار الأشد عدوانية"، وذلك عندما أمر باغتيال الشهيد بطريقة خسيسة وجبانة وغادرة، بينما كان سليماني يزور بغداد تلبية لدعوة رسمية من رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي.

اللافت ان سيمز هذا يؤكد في مقاله على "أن النهج الذي اتخذه ترامب متجذِّر في تقاليد السياسة الخارجية الأميركية"، وأورد ما ذهب إليه الأكاديمي الأميركي والتر راسل ميد أستاذ الشؤون الخارجية والعلوم الإنسانية في كلية بارد، في بحث أعده عن "التقاليد الجاكسونية في السياسة الخارجية الأميركية" ، ويعني بذلك حقبة الرئيس الأميركي السابع أندرو جاكسون.

ويرى ميد في بحثه أن "من يفضلون الاعتقاد بأن هيمنة الولايات المتحدة الحالية على العالم حدثت من خلال عملية لا يشوبها دنس، يغضون الطرف عن العديد من اللحظات المؤلمة التي اكتنفها صعود الولايات المتحدة".

ويُذكِّر بأن الغارات الأميركية في نهاية الحرب العالمية الثانية قتلت نحو مليون مدني ياباني، وهو عدد مهول يفوق ضعف العدد الإجمالي للقتلى الذين سقطوا في المعارك التي خاضتها الولايات المتحدة في جميع حروبها الخارجية مجتمعة.

كما يشير ميد إلى أن القوات الأميركية قتلت نحو مليون مدني في كوريا الشمالية، أي أنها قتلت 30 مدنيا مقابل كل جندي أميركي قُتل في المعركة.

واشار سيمز في مقاله الى الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون، وكيف صرح عام 1968 لكبير مساعديه إتش آر هالدمان، بعزمه على استخدام ما أطلق عليه "نظرية المجنون" ضد الفيتناميين الشماليين إي انه "قد يقدم على فعل أي شيء في فيتنام".

كما علق سيمز بأن نيكسون رأى ،عندما كان نائبا للرئيس دوايت أيزنهاور، كيف تمكن من احتواء المد الشيوعي وإقناع الصين بإنهاء الحرب في شبه الجزيرة الكورية من خلال التهديد المرعب باستخدام السلاح النووي في الحرب.

من الواضح ان "نظرية المجنون" الامريكية، تعني في حقيقتها، ان امريكا دولة متوحشة، ولا يقف في وجه وحشيتها دين او اخلاق او قيم انسانية، اذا ما قررت نهب ثروات الشعوب والهيمنة على العالم، فهي على استعداد ان تستخدم حتى السلاح النووي، لتحقيق اهدافها، وتفتخر بانها قتلت الملايين من البشر، لـ"تجنب الحروب"!!، و "تجنب الحروب" بالمفهوم الامريكي يعني استسلام الشعوب امام هذه القوة المتوحشة، لذلك لا يمكن وقف هذه القوة المتوحشة، التي يقودها مجانين، الا بالقوة، القوة المدافعة عن النفس وعن الحق وعن الكرامة وعن السيادة، كما هي القوة الايرانية، التي قبرت "نظرية المجنون" الامريكية، عندما اسقطت طائرة غلوبال هوك الامريكية العملاقة فور دخولها الاجوء الايرانية، وعندما دكت بعشرات الصواريخ قاعدة عين الاسد الامريكية، وهو دك كان جزءا يسيرا من الانتقام الايراني المفتوح لدماء الشهيدين سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما الابرار، دون ان يتجرأ المجنون ترامب على تنفيذ تهديده بقصف 52 هدفا داخل ايران، في حال ردت ايران على اغتيال الشهيد سليماني.