دلالات اللقاء بين وزير الخارجية السعودي والرئيس السوري

دلالات اللقاء بين وزير الخارجية السعودي والرئيس السوري
الأربعاء ١٩ أبريل ٢٠٢٣ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

بعد غياب استمر 12 عاما، حضر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله إلى دمشق يوم أمس، مدفوعا برغبة بلاده باستعادة علاقاتها القوية مع سورية وتعزيز العمل العربي المشترك.

العالم - سوريا

الرئيس السوري بشار الأسد استقبل في قصر الشعب الوزير ابن فرحان وبحث معه العلاقات بين البلدين وملفات سياسية أخرى عربية ودولية، وكان التعاون الثنائي حاضرا في هذه المحادثات.

مصادر متابعة تحدثت إليها صحيفة «الوطن» السورية، وصفت اللقاء بالممتاز، وأكدت أن الأجواء كانت إيجابية، ولفتت إلى الحرص السعودي على استعادة سورية لمكانتها العربية، واستعداد الرياض لبذل قصارى جهدها حتى تعود سورية للعب دورها الفاعل كما ينبغي أن تكون.

المصادر أشارت إلى التأكيد السعودي على السعي لتقريب وجهات النظر العربية -العربية بما يدعم العمل العربي المشترك، وبينت أن السعودية تؤكد على التعاون مع سورية في سبيل إنجاز هذا التقارب وفقا لمصلحة شعوب المنطقة العربية.

البيان الرئاسي الصادر بعد استقبال الرئيس السوري لوزير الخارجية السعودي نقل عن بشار الأسد تأكيده بأن الأخوة التي تجمع العرب تبقى الأعمق والأكثر تعبيرا عن الروابط بين الدول العربية، وأن العلاقات السليمة بين سورية والمملكة هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون، وهذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية أيضا، حيث تنطلق من عمق تاريخي يعود إلى عقود طويلة بين البلدين، مشيرا إلى أن السياسات المنفتحة والواقعية التي تنتهجها السعودية تصب في مصلحة الدول العربية والمنطقة.

واعتبر الرئيس السوري حسب البيان، أن الدور العربي الأخوي ضروري في دعم الشعب السوري لتجاوز كل تداعيات الحرب على سورية، واستقرار الأوضاع وتحرير كامل الأراضي السورية.

وأشار إلى أن التغيرات التي يشهدها العالم تجعل من التعاون العربي أكثر ضرورة في هذه المرحلة لاستثمار هذه التغيرات لمصلحة الشعب العربي في أقطاره المختلفة.

بدوره أعرب عن ثقة بلاده بقدرة سورية وشعبها على تجاوز آثار الحرب وتحقيق التنمية المستدامة، وأكد وقوف المملكة إلى جانب سورية ودعمها لكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأمنها واستقرارها وتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين والمهجرين.

ولفت وزير الخارجية السعودي إلى أن المرحلة القادمة تقتضي أن تعود العلاقة بين سورية وإخوتها من الدول العربية إلى حالتها السليمة، وأن يعود دور سورية عربيا وإقليميا أفضل مما كان عليه من قبل.

من جهتها قالت الخارجية السعودية في بيان لها: إنه جرى خلال لقاء بشار الأسد وابن فرحان، مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية، وأمنها، واستقرارها، وهويتها العربية، وسلامة أراضيها، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق».

وقالت: «بحث الجانبان الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كل تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتسهم في عودة سورية إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي».

وأكد وزير الخارجية السعودي، أهمية توفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سورية، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.