برنامج الأغذية العالمي:

العنف في السودان يمكن أن يسبب أزمة إنسانية في منطقة شرق أفريقيا كلها

العنف في السودان يمكن أن يسبب أزمة إنسانية في منطقة شرق أفريقيا كلها
الإثنين ٠١ مايو ٢٠٢٣ - ٠٤:٥٨ بتوقيت غرينتش

حذّر "برنامج الأغذية العالمي" من أن العنف الدائر في السودان يمكن أن يسبب أزمة إنسانية في كامل منطقة شرق أفريقيا، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام قرر إرسال منسق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث "فورا" إلى المنطقة في ضوء تدهور الأوضاع في السودان.

العالم-السودان

يأتي ذلك فيما تستمر المعارك بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق سودانية أخرى، رغم إعلان الطرفين موافقتهما على تمديد الهدنة السارية 72 ساعة إضافية.

وقال الجيش السوداني -في بيان له الأحد- إنه وافق على تمديد الهدنة مع قوات الدعم السريع 3 أيام، بدءا من موعد انتهاء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الحالي منتصف ليلة الأحد، وذلك بناء على وساطة أميركية سعودية.

وأضاف "على الرغم من رصدنا لنوايا المتمردين بمحاولة الهجوم على بعض المواقع، فإننا نأمل أن يلتزم المتمردون بمتطلبات تنفيذ الهدنة".

كما أعلنت قوات الدعم السريع -في بيان لها- تمديد الهدنة الإنسانية 72 ساعة، استجابة لما وصفتها بنداءات دولية وإقليمية ومحلية، بهدف فتح الممرات الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة.

وقال البيان إن قوات الدعم السريع تجدد التزامها الصارم بالهدنة الإنسانية المعلنة، والوقف الكامل لإطلاق النار، رغم الخروق المستمرة من قبل من وصفتها بـ"القوات الانقلابية" التي ظلت تهاجم مواقعها ومعسكراتها.

وكانت الآلية الثلاثية في السودان -والتي تضمّ الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية لتنمية وسط وشرق أفريقيا (إيغاد)- قد دعت كلا من رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى تمديد آخر لوقف إطلاق النار 3 أيام.

إنسانيا، أعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام قرر إرسال منسق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بشكل فوري إلى المنطقة، في ضوء تصاعد الأزمة في السودان.

وجاء في بيان لستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن حجم وتسارع وتيرة الأحداث غير مسبوق، معربا عن قلق المنظمة من التأثير الفوري والطويل الأمد على السودان والمنطقة.

وحثّ البيان أطراف النزاع على حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، والسماح بمرور المدنيين الفارين من مناطق القتال واحترام العاملين في المجال الإنساني والطبي.

كما قال غريفيث إن الوضع الإنساني في السودان وصل إلى نقطة الانهيار، مؤكدا أن الحل الواضح للأزمة السودانية هو وقف القتال.

وقد حذّر "برنامج الأغذية العالمي" من أن العنف في السودان يمكن أن يسبب أزمة إنسانية في منطقة شرق أفريقيا كلها.

وقال مدير المنظمة في ألمانيا مارتين فريك إن هناك نقصا في كل شيء، كما ارتفعت أسعار الغذاء بصورة كبيرة، مشيرا إلى أن ثلث سكان البلد كانوا يعانون الجوع بالفعل قبل اندلاع الاشتباكات.

وأضاف أن الأسعار ارتفعت في جنوب السودان بما يصل إلى 28% خلال فترة قصيرة، وأن زيادات مماثلة في الأسعار سُجلت في تشاد.

وأكد فريك أن ارتفاع الضغط على إمدادات الأغذية، بسبب مواسم الأمطار السيئة، يزيد الأزمة سوءا في منطقة القرن الأفريقي.

في سياق متصل، قالت الناطقة الرسمية للصليب الأحمر إليونا سيننكو -في مقابلة مع الجزيرة- إن طائرة تابعة للمنظمة هبطت في مطار بورتسودان، وعلى متنها 8 أطنان من المواد الطبية.

وانطلقت شحنة من المواد الطبية المنقذة للحياة الأحد من العاصمة الأردنية عمّان إلى بورتسودان، ضمن عمليات الطوارئ التي تنفذها اللجنة الدولية للصليب الأحمر عقب اندلاع النزاع في السودان.

وتضمّ الشحنة معدّات جراحية لدعم المستشفيات السودانية ومتطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني الذين يقدمون الرعاية الطبية لجرحى المواجهات المسلحة.

على صعيد آخر، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأحد أن نحو 6 آلاف شخص، معظمهم نساء، فروا من السودان إلى جمهورية أفريقيا الوسطى خلال أسبوعين جراء الاشتباكات.