السودان.. دائرة الاشتباكات تتوسع والخارجية ترفض انعقاد جلسة مجلس حقوق الانسان

السودان.. دائرة الاشتباكات تتوسع والخارجية ترفض انعقاد جلسة مجلس حقوق الانسان
السبت ١٣ مايو ٢٠٢٣ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

استنكرت وزارة الخارجية السودانية، مساء أمس الجمعة، عقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان بشأن الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان.

العالم - السودان

ونقلت وكالة الأنباء السودانية "سونا" عن وزارة الخارجية بياناً قالت فيه إنّ "حماية وتطوير حقوق الإنسان بالنسبة للسودان هي أجندة وطنية عالية الأهمية وفي مقدمة أولويات الدولة، وليست مجرد إجراءات تقوم بها الحكومة تنفيذاً لمطالب خارجية".

وانتقد بيان الخارجية السودانية "تجاهل تعاون حكومة السودان والانخراط الإيجابي مع هذه الآليات باستغلال الظرف العصيب الذي تمر به البلاد، وهي تواجه تمرداً عسكرياً، لعقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان بشأن السودان، بينما أنّ هناك جلسة مقررة مسبقاً بشأن السودان في دورة مجلس حقوق الإنسان العادية التي سوف تنطلق في 19 من يونيو/ حزيران المقبل".

كما شددت الوزارة على رفضها لانعقاد تلك الجلسة الخاصة، وكذلك رفضها للقرار الذي تم اعتماده "اتساقاً مع المبادئ المستقرة في ميثاق الأمم المتحدة بشأن احترام سيادة الدول واستقلالها".

وكانت الوزارة قد أكدت، في وقت سابق، أنّ التوصل إلى التسوية المطلوبة في البلاد "شأن داخلي" ينبغي أن يترك للسودانيين بعيداً عن "التدخلات الدولية".

بدوره، أعلن مجلس الوزراء السوداني، جاهزية مطار الخرطوم الدولي ومطار وميناء بورتسودان ومطار وادي سيدنا، ‏لاستقبال المساعدات الإنسانية القادمة للسودان الذي جاء بعد إعلان جدة، للشأن الإنساني، الموقّع بين قوات المسلحة السودانية ‏وقوات الدعم السريع، الخميس‎.

وكان مطار الخرطوم الدولي، خرج من الخدمة منذ اليوم الأول لبدء الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وما زلت الاشتباكات مستمرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، رغم توقيع الطرفين لإعلان جدة.

ووقعت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، يوم الخميس الماضي، في مدنية جدة السعودية على إعلان يمهد الطريق تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين المحاصرين والمتضررين من آثار الحرب الجارية بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع المواصلة منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي.

واتفقت الجانبان في المحادثات، التي جرت بوساطة سعودية وأميركية في جدة، على الالتزام بسيادة السودان والحفاظ على وحدته، واعتبار مصالح وسلامة الشعب السوداني أولوية رئيسية.

وأكد الطرفان الالتزام على حماية المدنيين في جميع الأوقات، وتسهيل المرور الآمن لهم لمغادرة مناطق القتال واحترام وحماية المرافق الخاصة والعامة كافة، وضمان عدم استخدام نقاط التفتيش في انتهاك مبدأ حرية تنقل المدنيين، وفقاً لما جاء في إعلان المبادئ.

وعلى الرغم من توقيع الطرفين على "إعلان جدة" الذي يتضمن مبادئ لحماية المدنيين، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم قصفاً جوياً ومدفعياً أمس الجمعة، إذ تستمر المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ولم يشمل إعلان المبادئ الموقع في جدة بالسعودية وقف إطلاق النار، وقال ممثل الأمم المتحدة الخاص للسودان فولكر بيرتس إنّ اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة لم تصمد بسبب "شعور كل طرف بقدرته على تحقيق النصر"، لكنّه أضاف أنه لاحظ تغيراً في موقفيهما.

وقال المسؤول الأممي في مؤتمر صحفي عبر الفيديو من بورتسودان: "لا يفترض نظرياً أن يستغرق الاتفاق على شروط وقف إطلاق النار وقتاً طويلاً".

وكذلك نقلت وكالة "رويترز"، عن أحد السكان في جنوب الخرطوم قوله: "كنا نتوقع أن يهدئ الاتفاق الحرب، لكننا استيقظنا على نيران المدفعية والضربات الجوية"، ودوت الأصوات نفسها في الخرطوم بحري.

وفي الوقت نفسه، تدور اشتباكات متواصلة في ولاية غرب دارفور بالسودان في المناطق الحدودية مع تشاد، إذ يُسمع في مدينة أدري التشادية المحاذية للحدود مع السودان دوي المدافع الثقيلة بوتيرة متقطعة منذ ليل الخميس.

وبشأن الأوضاع الإنسانية، صرّحت متحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الجمعة، بأنّ قرابة 200 ألف شخص فرّوا من السودان إلى دول الجوار منذ اندلاع القتال الشهر الماضي، من بينهم أطفال كثيرون يعانون سوء التغذية وصلوا إلى تشاد في الأيام القليلة الماضية.

وقال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إنّ النيران التهمت مصنعاً في العاصمة السودانية الخرطوم، كان ينتج الغذاء للأطفال الذين يعانون سوء التغذية.

من ناحية أخرى، بلغ عدد النازحين داخلياً في السودان جراء القتال أكثر من 700 ألف شخص، وفقاً للأمم المتحدة، التي دعت إلى تقديم دعم مالي عاجل لتفادي كارثة إنسانية.

وقد علّقت كثير من وكالات الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى المساعدات للسودان، خاصة في الخرطوم في انتظار ضمانات لسلامة المؤن والعاملين.

وأدت الاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي إلى مقتل 600 شخص على الأقل وإصابة أكثر من 5 آلاف، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التي تقول إنّ الأعداد الحقيقية أكبر من ذلك بكثير على الأرجح.

تصنيف :