ضيف وحوار..

ذكرى النكبة الفلسطينية.. أكبر عملية"تطهير عرقي"في العصر الحديث

الثلاثاء ١٦ مايو ٢٠٢٣ - ٠٣:٤٢ بتوقيت غرينتش

أكد د.مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، ان الذي يتحمل الظلم التاريخي الذي وقع على الفلسطينيين جراء النكبة يمكن تلخيصه بكلمة"نكبة" وترجمته الحقيقية كأطول واكبر عملية"تطهير عرقي"في العصر الحديث وعملية استعمار كولونية لاقتلاع استيطاني في ارض فلسطين.

العالم ضيف وحوار

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج" ضيف وحوار"، وفيما يتعلق بمرور 75 عاما منذ ان اصيب الفلسطينيون في قلبهم بما عرف فيما بعد بنكبة فلسطين ودق الفلسطينيون فيها ابواب العالم لكن لا مجيب، وحول المظلومية التي وقعت على الفلسطينيين وحول من يتحمل هذا الظلم، اكد الدكتور مصطفى البرغوثي ان الذي يتحمل الظلم التاريخي الذي وقع على الفلسطينيين جراء النكبة، يمكن تلخيصه بكلمة نكبة وترجمته الحقيقية هو اطول واكبر عملية تطهير عرقي في العصر الحديث وعملية استعمار كولونية لاقتلاع استيطاني في ارض فلسطين.

ولفت البرغوثي الى أن المسؤولية تقع على عدة اطراف فالطرف الاول هي الحركة الصهيونية وهي كحركة انشأت في أواخر القرن التاسع عشر، وقد وضعت لنفسها هدفا وهو ترحيل الشعب الفلسطيني من أرضه للاستيلاء على ارضه وانشاء "اسرائيل"، ولكن الحركة الصهيونية لم تنشأ من فراغ، فان الحركة قد نشأت في اطار مجموعة من المصالح المتضاربة واستفادت من هذه المصالح.

وأشار البرغوثي الى أن المسؤول الثاني والكبير جداً هي بريطانيا والاستعمار البريطاني الذي احتضن الحركة الصهيونية، وسهّل لها الامور، واستغل الانتداب الذي نجح في فرضه على فلسطين بعد انتصار الجيش البريطاني على الدولة العثمانية وانهيارها واستعمل هذه الفتره من عام 1917 وحتى عام 1948، كي يهيئ الظروف والمناخات والتسليح والتدريب للحركة الصهيونيه لكي تستولي على فلسطين.


ولفت البرغوثي الى وجود طرف ثالث وهو الولايات المتحدة الامريكية التي اصبحت بعد ذلك راع، وقبل ان تصبح راع كانت الولايات المتحدة من اوائل الدول التي اعترفت بـ"إسرائيل" وجزء كبير من تمويل الحركة الصهيونية كان يأتي من الولايات المتحدة الامريكية قبل ان تنشأ "اسرائيل".

وأضاف البرغوثي:"بعد ذلك اصبحت الولايات المتحدة الامريكية السند الرئيسي لـ"إسرائيل" بالتسليح وبالتمويل وبغير ذلك، ولكن في لحظة نشوء الحركة الصهيونية وفي لحظة اصدار أخطر ما نشأ وهو وعد بلفور، كان هنالك دعم أمريكي كبير لنفس التوجه لوعد بلفور.


وقال البرغوثي ان البعض يقول، بأن وعد بلفور يجب أن يسمى ليس وعدا بريطانيا"، بل وعدا "بريطانيا امريكيا" مشتركا في الواقع، لكن الحركة الصهيونية كانت اقدم من ذلك، بل الفكرة الصهيونيه كانت اقدم من ذلك، ونحن نذكر ان الحركة الصهيونية بحثت عن مساند استعماري لها، وحاولت مع ألمانيا، ولم تنجح، وحاولوا مع امبراطور المانيا ورفض، وحاولوا قبل ذلك مع نابليون بونابرت في فرنسا.

ولفت البرغوثي الى أن وهذا التاريخ لا تعرفه الأجيال الشابة وبعد ذلك حاولوا مع الدولة العثمانية ورفضت الدولة العثمانية ان تتعاون معهم، ثم انتهى الامر بالاعتماد على بريطانيا وفرنسا.


وحول قبول بريطانيا بالمشروع الصهيوني وفيما اذا وجدت في هذا المشروع خندقا اماميا لها في المنطقة، لفت البرغوثي الى ان هنالك علاقة عضوية بين"اسرائيل" والحركة الصهيونية والاستعمارالكولونية في كل مكان فاسرائيل فالحركة الصهيونية روّجت نفسها كبضاعة للقوى المستعمرة، لم تذهب لحركات ثورية، بل ذهبت الى دول مستعمرة كي تعرض نفسها كسند للاستعمار، وهذا موضوع طويل كون له جذور اقتصادية وجذور استعمارية، بل عرضت نفسها على الدول الاستعمارية وسوقت نفسها لتكون للدول الاستعمارية لتكون كقاعدة استعمارية.


وتابع البرغوثي معللا أن السبب الرئيسي بإسناد بريطانيا وفرنسا لـ"إسرائيل" في البداية كقوى استعمارية، متسائلا:" من قام بتزويد"اسرائيل" بالسلاح منذ البداية، هي بريطانيا ومن ثم فرنسا"، منوها الى أنه عندما شنت"إسرائيل" عدوان الـ 1967 على الدول العربية كانت طائراتها طائرات "ميراج الفرنسية"، ومن اعطى"إسرائيل" المفاعل النووي هي فرنسا، وبالتالي كان هنالك تحالف بي الاستعمار الفرنسي والبريطاني ضد شعوب المنطقة.



وأوضح البرغوثي أن الدول الاستعمارية كانت قد دعمت "إسرائيل" كي تكون قاعدةً لمصالحها في المنطقة، منوها الى أنه في عام 1956، وبعد فشل العدوان الثلاثي الذي شن من قبل"اسرائيل" وفرنسا وبريطانيا على مصر، واحتلوا قطاع غزه في تلك المرة، واستمر احتلالهم سته اشهر.

وبين البرغوثي ان هذا العدوان هزم، عندها قررت "اسرائيل" ان تنقل اوراقها: وقال بن غوريون جملته المشهورة (( لن يتكرر ما حدث مرةً أخرى))، لانه ادرك ان القوة الاستعمارية الأولى لم تعد بريطانيا، بل أصبحت الولايات المتحدة الامريكية.

وحول اعتبار العدوان الثلاثي عام 1956 نقطه حاسمه في انتقال القوى العظمى من بريطانيا الى الولايات المتحده الامريكية، أكد البرغوثي أن"إسرائيل" كانت تبحث عن قوة استراتيجية في المنطقة تحمي مصالحها الاستراتيجية في الشرق الاوسط.


وحول اعتبار ما إذا كان بين الولايات المتحده الامريكية والكيان الاسرائيلي مصلحة موجودة ما بين الطرفين، اكد البرغوثي ان العلاقه بين الولايات المتحده الامريكية والكيان الصهيوني ليست مصلحة فقط بل هنالك أمور اخرى، ولكن اساس العلاقه هي العلاقة المصلحية وهناك امثلة على ذلك، فعندما كان الحكم في تركيا حكما مواليا للحلف الاطلسي بالكامل وللولايات المتحدة الامريكية كانت تركيا من اقرب الحلفاء لـ"اسرائيل".

وأشار البرغوتي الى أنه عندما كان الحاكم في ايران، شاه ايران، كان الشاه إيران ونظام شاه ايران اقوى حليف لـ"اسرائيل"، وعندما حدث الثوره الاسلامية الايرانية انقلبت الآية وكان شيئا معبرا ورمزيا في أن الإمام الخميني"قدس سره" اعطى السفارة الاسرائيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهذا يحمل معنا كبيرا جدا.

وأضاف البرغوثي:"وعندما كانت نظام جنوب افريقيا نظاما تمييزا عنصريا، كان حليفا لـ"اسرائيل"، وكانت"اسرائيل" تدرّب نظام الفصل العنصري على عمليات القهر للافارقة منوها بأن اشهر جمله كان قد علقها في وزارة الاعلام كانت جملة مشهورة لرئيس حكم الأبرتهايد بجمهوريه جنوب افريقيا، قالها في الخمسينيات قال أن "إسرائيل" مثل جنوب افريقيا دولة أبرتهايد فهذه المنظومة "اسرائيل" اصبحت حليفا لكل القوى الرجعية والاستعمار والتخلف والسيطرة الاستعمارية الخارجية ونظام الأبرتهايد.


ونوه البرغوثي الى وجود عنصر آخر حيث ان الادارة البريطانية والامريكية مع "اسرائيل" لاغراض مصلحية لكن ليس كل الشعب البريطاني ولا كل الشعب الامريكي هكذا، ويوجد قوى في الشعب الامريكي يمكن ان تكون حليفا لنا وهنالك بالتالي عنصر اخر يتمثل في مدى قطب قدره على تختيم تقديم رواياتنا للعالم وداخل امريكا ممكن التحالف معهم كون مصالحهم تتناقض مع مصالح الاستعمار الامريكي.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...