مسيرة الأعلام.. مظاهر عربدة واستفزاز كسرتها المقاومة بـ"سيف القدس"

مسيرة الأعلام.. مظاهر عربدة واستفزاز كسرتها المقاومة بـ
الخميس ١٨ مايو ٢٠٢٣ - ٠١:٤٧ بتوقيت غرينتش

منذ عام 1968 بدأت احتفالات المستوطنين الإسرائيليين بما يسمونه يوم "توحيد القدس"، وهو اليوم الذي اكتمل فيه احتلال مدينة القدس خلال عدوان حزيران

العالم - فلسطين

بنوع من الاستفزاز والكثير من مظاهر الاستعلاء والعربدة والرقص وتنظيم عروض عسكرية كانت تنظم "مسيرة الأعلام"، لإظهار سيطرة الاحتلال على المدينة المقدسة حتى عام 2000، واستمر الاستعلاء والتكبر حتى كسرته المقاومة في معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار 2021، والمسؤولون الإسرائيليون يحاولون اليوم إظهار السيطرة على المدينة، وفق مراقبين.

ويقول الباحث المقدسي ناصر الهدمي: إن مسيرة الأعلام نظمها الاحتلال ليدلل على سيطرته و"سيادته" المزعومة على ما يسميها "عاصمته الموحدة"، لذلك حرص على رفع الأعلام الإسرائيلية فيها، وأن تجوب شرقي وغربي القدس، وكانت لحظة بدء تنظيمها منذ ستينيات القرن الماضي تقتصر على غربي المدينة ثم تتجه نحو باب الخليل عبورا بالبلدة القديمة وحائط البراق.

وأضاف الهدمي لصحيفة "فلسطين" أن اختيار باب الخليل في حينه واكتفاء الاحتلال بذلك، من أجل تقليل الاحتكاك مع الجمهور المقدسي، وفي السنوات الأخيرة تطورت الأمور وأصبحت تتجه نحو باب العامود، وكان الاحتلال يجرب اقتحام الحي الإسلامي تجاه حائط البراق من خلال باب العامود.

مسيرة فاشلة

ويعتقد الهدمي أن المسيرة الإسرائيلية وفق الهدف المعلن لها فاشلة، لكون الاحتلال يحولها لثكنة عسكرية وجلب أعداد كبيرة من جنوده لتأمينها محاولا التعبير عن سيطرته، وتساءل: "أي سيادة تضطرك لجلب هذا الكم الهائل من الجنود؟".

وبحسب الهدمي، فإن الاحتلال اضطر في عام من الأعوام لتأجيل المسيرة لمدة أسبوع، وفي عام آخر غير مسارها، في حين اعترف في عام ثالث بفقدانه السيطرة على القدس.

وقال: إن معركة سيف القدس شكلت نوعا من حماية الظهر لمدينة القدس، وحينما تدخلت المقاومة الفلسطينية شعر أهل القدس أن ظهرهم محميّ وأنهم يستطيعون التصدي لمنظمي المسيرة وهم موقنون أن هناك من يسندهم.

نقاط مهمة

وبحسب المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، فإن المقاومة بعد معركة "سيف القدس" وضعت نقاطا مهمة أمام الاحتلال تتعلق بمدينة القدس المحتلة وأبرزها منعه من تغيير الواقع الزماني والمكاني بالأقصى.

وقال الرفاتي لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال بات يدرك أن محاولاته تجاه الأقصى ستقابل برد قاسٍ، وخاصة فيما يتعلق بمسيرة الأعلام التي تعتبرها المقاومة نوعا من الاستفزاز والعربدة، رغم إدراك المقاومة أنها ليست جديدة وتنظم منذ عام 1968". وأضاف أن "المقاومة والشعب الفلسطيني يجدان نفسيهما مطالبين بمواجهة المسيرة وعدم تطويرها لجعلها أداة لصنع وقائع جديدة بالقدس".

وحول تأثير سيف القدس على المسيرة، يعتقد أن المعركة جعلت الاحتلال في غاية التأهب والخشية من أي سيناريو قد يحدث من قبل المقاومة، وبات يدرك أن ردة فعل المقاومة غير متوقعة وهذا ما يفسر حالة التأهب الكبيرة في جيش الاحتلال. وهذا الواقع خلق حالة من التباين، وفق الرفاتي، بين المستوى السياسي الإسرائيلي تحديدا من نتنياهو وحلفاؤه، في حين لا يريد المستوى الأمني دفع ثمن كبير رغم استعداداتهم لتأمين المسيرة، خشية من تطور الأوضاع. وأفادت وسائل إعلام عبرية مساء أمس بأن تعليمات لشرطة الاحتلال صدرت بالتأهب في مدن الداخل، خشية امتداد التوترات من القدس إلى باقي المدن، خلال "مسيرة الأعلام".

* فلسطين أون لاين

كلمات دليلية :