أهداف تسريبات أميركا عن استهداف قواتها في سوريا

السبت ٠٣ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٧:٤٨ بتوقيت غرينتش

أكد الكاتب والباحث السياسي د.إسماعيل النجار أن واشنطن لجأت إلى اتهام طهران بقتل الجنود الأميركان في سوريا أو أماكن أخرى كذريعة لكسب بعض الأوراق لتسخدمها كقوة ضاغطة في المفاوضات النووية التي باتت في مراحل متقدمة.

العالم - مع الحدث

وفي حديث مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" لفت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ومنذ زمن طويل تحاول توفير بعض الأوراق من أجل أن يكون لديها قوة ضاغطة في أي مفاوضات، مضيفا: والجميع يعرف أن أميركا تحاول اليوم التفاوض مع إيران تحت الطاولة من أجل العودة إلى الملف النووي، و هناك تقارب كبير حصل في هذا المضمار.

وأشار إلى أن اتهام الجمهورية الإسلامية بمحاولتها قتال الولايات المتحدة الأميركية بشكل غير مباشر وعلى أرض ليست أرضها ليس إلا دعاية أميركية تحاول واشنطن من خلالها الإضرار بسمعة الجمهورية الإسلامية ومحاولة من أميركا لتوفير حجج كبيرة من أجل الضغط على طهران للتنازل في ملفات أخرى.

وأكد أن الجميع: يعرف أن جمهورية الإسلامية تعي كل المؤامرات والمخططات الأميركية وتعرف تماما لماذا تستهدف واشنطن طهران من خلال الموقف في سوريا.

وبين أن: الجميع يعرف أن 3000 عسكري أميركي منتشرين على 28 قاعدة في شرق وشمال شرق سوريا مع أربع قواعد لوجستية كبيرة تشكل دائرة شبه مربعة حول منابع النفط والغاز، حيث تهدف إلى حماية هذه المنابع من أجل منع تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه وتحريرها.

ولفت إلى أنه و: مع اقتراب الاتفاق على الربع الأخير في المفاوضات النووية تحاول واشنطن -ولأنها فقدت كل أوراق القوة بوجه طهران- أن تمسك ببعض الأوراق ضد إيران في أماكن أخرى، ولكن هذه ليست أكثر من دعاية، ولم تستطع أميركا أن تمسك بقوة على إيران ممسكا داخل سوريا حيث أتت إيران لتقاتل الإرهاب كما أتت روسيا لتقاتل الإرهاب.

ولفت إلى أن: الوجود الإيراني وكذلك الوجود الروسي هو وجود شرعي بطلب الحكومة السورية، لكن الوجود الأميركي ما هو تبريره في سوريا سوى أنه احتلال ويقوم بنهب وسرقة الثروات ويدعم قوى انفصالية من داخل سوريا ورعة إرهابيين ويقوم بتدريبهم من أجل استعمالهم لغايات.

وأضاف: هناك تقارب عربي مع سوريا وعودة للعرب إلى أحضان سوريا.. هذا التقارب أزعج واشنطن بكل تأكيد، حيث تحاول خلط الأوراق في الداخل السوري من خلال الإفلات بتلك الذئاب والوحوش من التنف وغير التنف باتجاه بعض المدن السورية من أجل خلق معارك جانبية لإلهاء الجيش السوري ومنع التقارب مع تركيا ومنع الاتفاق حول فتح الإم 4 و 5 وانسحاب القوات التركيه من سوريا.

وخلص إلى القول: هذا هدف أميركي كبير، فالأمر يزعج واشنطن جدا أن يكون هناك حلا قريبا بالنسبة للقضية السورية واتفاقا حول الوجود المسلح الغير شرعي أو الإرهابي الموجود في المنطقة.

ونوه أن: الرئيس الأسد تحدث عن مقاومة شعبية خلال زيارته للسعودية، كما اجتمع ببعض وجهاء العشائر السورية التي انقسمت خلال فترة الحرب وعادت.. واشنطن تخاف أيضا أن يعود هؤلاء ويفكون ارتباطهم مع قوات قسد وتبدأ المقاومة من تلك المناطق، أولا لكثافة الوجود العشائري والقوة التسليحية لدى هؤلاء، ولأن هؤلاء الناس وطنيون ويريدون أن يعودوا إلى حضن الوطن تحت سقف الهوية.

من جانبه قال الباحث بالشؤون الروسية سمير أيوب إن الولايات المتحدة الأميركية سوف لن تحقق أي أهداف من ادعاءها ضد إيران وروسيا باستهداف الجنود الأميركيين، مشددا على أن من حق سوريا والشعب السوري أن يقاوم الاحتلال مهما كانت هويته.

ولفت سمير أيوب إلى أن الوجود الأميركي في سوريا هو وجود احتلالي أتى من أجل الاستيلاء على الأراضي والثروات السورية ودعم المنظمات الإرهابية، واضاف: من حق سوريا والشعب السوري أن يقاوم الاحتلال مهما كانت هويته.

وبشأن اتهام واشنطن للجمهورية الإسلامية أو روسيا بأنها تعد العدة من أجل شن هجمات على القوات الأميركية قال إن: هذا يأتي في إطار الدعاية الإعلامية ليس أكثر، وإظهار وكأن الولايات المتحدة الأميركية هي الضحية والدول الأخرى هي التي تعتدي عليها، ويمكن أن يكون هذا المقال تعبيراً عن الهواجس التي تنتاب الإدارة الأميركية نظرا للصراع القائم.

وتسائل: "لماذا لا تفعل روسيا وأيضا الجمهورية الإسلامية الموجودة شرعيا على الأراضي السورية وتعتبر حلفا قويا للجمهورية العربية السورية هذه المقاومة ضد الاحتلال الأميركي؟"

وأضاف: هذا يأتي في إطار الصراع الشامل، فهناك هواجس أميركية لدى روسيا، ويمكن لروسيا أن تعيد النظر بسياستها على الأراضي السورية وتعطي الزمام لمهاجمة القوات الأميركية ليس فقط بالأسلحة الموجودة وإنما يمكن أن تكون أسلحة تقليدية.

وأكد سمير أيوب أنه لا يمكن أن تحقق الولايات المتحدة الأميركية أي أهداف من هذا الادعاء ضد إيران وروسيا، وقال: حتى لو دعمت روسيا وعملت على إخراج الولايات المتحدة الأميركية عسكريا من سوريا فهذا حقها لأنها حليف للجمهورية العربية السورية، لكن يبدو أن الأهداف الأميركية أبعد من ذلك، فهي تريد أن تبرر لنفسها أولا دعما المجموعات المسلحة والحركات الإرهابية هناك، من أجل مواصلة العمليات التخريبية على الأراضي السورية.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..