ترشيح وزير مالية لبنان السابق جهاد أزعور للرئاسة يرفع منسوب التنافس

ترشيح وزير مالية لبنان السابق جهاد أزعور للرئاسة يرفع منسوب التنافس
الإثنين ٠٥ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٥:٣٢ بتوقيت غرينتش

تشتد قتامة المشهد الرئاسي بعد الإعلان الرسمي لترشيح وزير المالية السابق جهاد أزعور من قبل مجموعة من النواب من دارة النائب ميشال معوض أمس الأحد، ما أرسى انقسامًا إضافيا حول هذا الاستحقاق.

العالم_لبنان

وباتت الصورة منقسمة إلى ثلاثة أجزاء، أولها طرف مؤيد لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والثانية أطراف رشحوا جهاد أزعور، وثالثها نواب لم يحسموا خيارهم بعد.

وكان لافتًا تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه سيدعو إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن مسألة التوقيت لم يحسمها بعد وهو يدرسها بعناية، فيما برزت خطوة من بكركي باتجاه حزب الله مع إيفاد المطران بولس عبد الساتر من قبل البطريرك بشارة الراعي للقاء الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله، حيث أكد الأخير الاستمرار بدعم فرنجية للرئاسة.

على وقع التّطوّرات المستجدّة على خطّ الاستحقاق الرّئاسي، لفتت صحيفة الجمهوريّة اليوم الاثنين إلى أنّ خلافاً لكل ما يُعلن ويُشاع، لم يَرق الوزير السابق جهاد أزعور الى مرتبة المرشح الموحد لـالتيار الوطني الحر وقوى المعارضة بكل تلاوينها، إذ جاء ترشيحه مقتصراً على 32 نائباً من المعارضة، ما جعلَ أمره مُنطوياً على تناقضات والتباسات كثيرة، ما يشير الى ان الارباك ما زال سيّد الموقف في ساحة المعارضين لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية؛ الذي ما يزال المرشح الجدي والثابت الوحيد على حلبة السباق الرئاسي.

وأوضحت أنّه يستدلّ الى الارباك في صفوف معارضي فرنجية، من الموقف الذي اعلنه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قبل يومين حيث قال: أصبح من المعروف أنّنا تقاطَعنا مع كتل نيابية أخرى على اسم أزعور من بين اسماء أخرى اعتبرناها مناسبة، وهم اختاروا واحدًا منها، وهذا أمر مهم، مشيرًا إلى أنّ التقاطع على اسم هو أمر مهم لكنه لا يكفي لانتخاب الرئيس، لأنه يجب الاتفاق مع الفريق الآخر. وأكّد أننا نريد رئيسًا لا أحدّ يفرضه علينا، ولكن لا نفرض على أحد رئيس، وهذه معادلة الشراكة الوطنية. تفاهم اللبنانيين وتوافقهم على الرئيس، والبرنامج هو الحل.

وركّزت الصّحيفة على أنّه فيما أعلن النائب ميشال معوض سحب ترشيحه لمصلحة التقاطع مع المعارضة على اسم ازعور، فإنه لم يعلن صراحة تأييده. فيما انبرى النائب مارك ضو الى الاعلان باسم 32 نائباً معارضاً تأييدهم ترشيح ازعور، في حين قرّر اللقاء الديمقراطي الاجتماع الثلاثاء المقبل لتحديد موقفه.

وأكّدت مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب أن رئيس المجلس نبيه بري سيتخذ القرار المناسب، تبعاً للتطورات المستجدة في الملف الرئاسي، مبيّنةً أنه قد يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية قريباً، وان ليس وارداً أن يعود الثنائي الشيعي الى استخدام الأوراق البيض، في ظل تمسّكه بدعم ترشيح سليمان فرنجية.

لكنّ اوساطاً سياسية اعتبرت ان موقف "الثنائي بات صعباً، ورأت أن بري لا يستطيع من جهة الاستمرار في عدم الدعوة إلى جلسة انتخابية بعد ترشيح أزعور، ولا يَستسهِل من جهة أخرى أن يغامر بعقد جلسة قد يتفوّق أزعور في دورتها الأولى على فرنجية، الأمر الذي سينعكس سلباً على قوة ترشيح رئيس تيار المردة، إضافة إلى انّ فَرط النصاب في الجلسة الثانية، سيعزّز حملة المعارضة التي تتهم حزب الله وحركة أمل بتعطيل الاستحقاق الرئاسي.

ولفتت إلى أنّ الكباش الرئاسي سيشتد في المرحلة المقبلة، مشدّدةً على أنّ انتخاب رئيس الجمهورية لن يتم في نهاية المطاف إلّا بالتفاهم والتوافق، وترشيح أزعور من شأنه ان يرفع منسوب التحدي والمواجهة وليس العكس.

في السّياق الرّئاسي نفسه، ركّزت صحيفة الأخبار على أنّ بين السبت والأحد، اكتمل ترشيح باسيل وبقية قوى المعارضة لجهاد أزعور إلى رئاسة الجمهورية. ولا يزال أزعور يجري مشاورات داخلية وخارجية قبل إعلان موقفه، خصوصاً أنه يؤثر على ما يبدو موقعه الوظيفي الحالي في صندوق النقد الدولي. ولم يعرف ما إذا كان في صدد الحضور إلى لبنان سريعاً، أم أنه سيستكمل لقاءاته مع النواب من خلال التواصل الهاتفي.

وذكرت أنّ مع اكتمال المرحلة الأولى من الترشيحات الداخلية، عادت الأنظار لتتجه إلى الخارج، إذ تتحدث مصادر مطلعة عن احتمال حصول تبدلات في مواقف أفرقاء اللقاء الخماسي الخاص بلبنان، مع التركيز على الموقف الأميركي الذي يقول داعمو أزعور إنه يصب في جانبهم، وإن واشنطن ستجد طريقة مع الرياض للتدخل لمصلحته، وهي معطيات عبّر بري عن خشيته منها أمام زواره أمس، مشيراً إلى تلقيه معطيات عن نية جهات إقليمية ودولية التدخل لدى النواب المتردّدين لإقناعهم بالتصويت لمصلحة أزعور.

وأوضحت الصّحيفة، أنّ مع ذلك، يراهن الجانبان على الموقف الفرنسي، الذي لم يشهد تغيراً نوعياً. وقالت مصادر مطلعة إن باريس لا تزال عند موقفها، وإنها بعد إعلان كتل نيابية ترشيحها لأزعور، "تدعو الجميع إلى تهدئة الجبهات.

وأكّدت أنّ الجميع يراقب موقف نواب وليد جنبلاط، الذين يعقدون غداً اجتماعاً. وإلى جانب بند دعم أزعور، يناقش النواب فكرة تأخير إعلان الموقف، لترك الأبواب مفتوحة أمام توافق وطن، منوّهةً إلى أنّه كان لافتاً إعلان النائب هادي أبو الحسن مساء أمس، أن الكتلة ستصوّت لمصلحة أزعور، كما أعلن النائب ميشال ضاهر الموقف نفسه. أما بقية النواب المستقلين، وخصوصاً نواب كتلة التغيير، فقد انقسموا بين مؤيدين (حضروا في منزل ميشال معوض) ورافضين (حليمة القعقور وسينتيا زرازير وفراس حمدان)، وبين من يدرسون الموقف (بولا يعقوبيان وملحم خلف ونجاة صليبا والياس جرادة وإبراهيم منيمنة).

وتابعت: إلى ذلك، واصلت القوى الداعمة لترشيح فرنجية اتصالاتها لاحتواء الموجة الجديدة. وبدا أن الكل ينتظر قرار رئيس مجلس النواب من دعوة مجلس النواب إلى الانعقاد سريعاً. وهو أعلن أنه ينتظر اكتمال الكتل لمواقفها قبل الدعوة. لكنّ المعارضين أبدوا خشية من لجوء بري إلى حيل تجعله يؤخر موعد الجلسة، من أجل العمل على تحصيل عدد إضافي من النواب المؤيدين لفرنجية.

كما أشارت الأخبارإلى أنّه أياً يكن الأمر، فإن بري وحزب الله وآخرين باتوا ينظرون إلى أزعور على أنه مرشح مواجهة وتحدّ، وأن هدف داعميه ينحصر بإطاحة بفرنجية، مبيّنةً أنّ مصادر هذا الفريق أكّدت أن المعارضة مخطئة في حساباتها، فلا تراجع عن فرنجية بأي شكل من الأشكال، وسنخوض معركته كما خضنا معركة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون حتى النهاية، ولن نقبل بأن يمر أزعور الذي أتى إلينا بداية وعرض نفسه كرئيس جمهورية توافقي، وها هو اليوم تحوّل إلى مرشح تحد,

وأضافت المصادر ان "سيناريو معوض في مجلس النواب سيتكرر، وحتى إن عُقِدت الجلسة لن يكون هناك نصاب، مرة واثنتين وثلاثاً، وستعود الأمور إلى الستاتيكو السلبي»"، معتبرةً أن "باسيل صارَ في المقلب الآخر، وكل محاولاته للعب على الألفاظ لم تعد تجدي نفعاً، فليفعل ما يريد أما نحن فلن نتراجع".

كتبت صحيفة الديار أيضا لم يشهد الملف الرئاسي حراكا منذ الشغور الذي دخلت فيه البلاد نهاية شهر تشرين الثاني الماضي كالذي يشهده منذ أيام، على خلفية اعلان القسم الأكبر من قوى المعارضة والتيار الوطني الحر تبني ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. الا ان هذا الحراك، الذي لا شك حرّك المياه الراكدة بقوة، قد لا يؤدي الى انتهاء دوامة الفراغ قريبا، في ظل اعتبار طرفي الصراع مرشح كل منهما مرشح تحد.

وبحسب معلومات الديار، يتجه رئيس المجلس النيابي نبيه بري للدعوة الى جلستين نيابيتين، احداهما لانتخاب رئيس، والاخرى للتشريع لاقرار القانون الذي يسمح بتأمين رواتب موظفي القطاع العام نهاية شهر حزيران. وبالرغم مما تردد عن ان قوى المعارضة تضغط على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لعدم المشاركة في اي جلسة للتشريع يدعو اليها بري، فهو مصرعلى الدعوة ليحمّل المقاطعون مسؤولية اي تأخير بصرف رواتب الناس.