وقال جبريل في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية اليوم الجمعة : ان الامام الخميني قدس سره كان مهتما منذ عقود طويلة بقضية فلسطين وقضية القدس وبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران ورغم فرض الحرب على ايران من قبل النظام العراقي لم ينس الامام قضية القدس واختار يوما عالميا للقدس.
واضاف : ان القدس تعني المسلمين ولا تعني الشعب الفلسطيني وحده ولا العرب وحدهم وكان الامام الخميني يعرف ان عنوان الصراع بيننا وبين قوى الاستكبار المتمثلة بالولايات المتحدة والدول الاستعمارية الاوروبية والكيان الصهيوني سيتمحور حول موضوع القدس رغم ان حملة الاستيطان الصهيونية لم تكن بادية بعد وهذا يعني ان الامام الخميني كان يرى المستقبل.
وتابع جبريل : ان الحراك الشعبي في يوم القدس يزداد كل سنة بعد سنة وقد وصل الى انحاء العالم في كل مكان يوجد فيه مسلمون , الان اصبح هناك وعي كبير وتخرج تظاهرات في يوم القدس في اغلب البلدان العربية والاراضي المحتلة ايضا وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة وايضا وصولا الى باكستان واندونيسيا.
واشار جبريل الى التطورات على الساحة الفلسطينية في الوقت الحالي وقال : ان موضوع القدس وفلسطين هو موضوع فلسطيني وعربي واسلامي ولايحق لاي حاكم سواء السلطة الفلسطينية او اي حاكم عربي او مسلم التحدث عن هذه القضية دون ان يكون شعاره تحرير فلسطين والقدس ولذلك ان اي مفاوضات يقوم بها محمود عباس وسلطة رام الله فهي غير شرعية ويجب ان يحاسبوا عليها , ان اي محاولة للتلاعب بمصير فلسطين لن تسمح به الامة.
وأضاف : اما ان يطرح موضوع دولة فلسطينية او دويلة فلسطينية على بقايا الضفة الغربية وقطاع غزة ومساحتها 12 بالمئة من مساحة فلسطين فان شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والاسلامية لن توافق وان اي مشروع لدولتين واحدة منها تحت الوصاية الصهيونية والاميركية ليس هو ما ناضل الشعب الفلسطيني من اجله والحل هو فقط وجود دولة واحدة وهي دولة فلسطين.
واكد جبريل: ان الدولة الفلسطينية التي يتحدثون عنها الان هي دولة تكون منزوعة السلاح وتحت وصاية دولية وعبارة عن ملجأ سكاني فقط ليغذي المعامل الاسرائيلية بعنصر بشري رخيص الثمن وتكون هذه الدولة فاقدة لسيادتها على الجو وعلى البر وعلى الحدود وغير قادرة اقتصاديا على ان تعيش وان من يتحدث بان قيام مثل هذه الدولة هو انجاز فهو يضحك على الشعوب.
وقال جبريل ان هناك موضوعان اساسيان بالنسبة للشعب الفلسطيني هما موضوع الجغرافيا وموضوع السكان , وتابع : نحن طردنا من ارضنا بقوة السلاح في غفلة من التاريخ بتآمر دولي واستعماري لم يحدث من قبل والان نقول ان هذا الشعب يريد ان يعود الى دياره وان هناك قرارات للشرعية الدولية تساعدنا في هذا الموضوع.
واعتبر جبريل ان الايام والسنين القادمة لن تكون ضد الشعب الفلسطيني كما كانت منذ اربعين سنة مثلا وان المقاومة الحية للفلسطينيين ولباقي شعوب المنطقة قد اضعف هذا الكيان العدو.
واشار جبريل الى هزائم الكيان الاسرائيلي في لبنان وغزة على يد المقاومتين اللبنانية والفلسطينية بدعم واحتضان من ايران و سوريا منتقدا النهج التساومي الذي تتبعه السلطة الفلسطينية وقال : ان اغلب المستوطنات التي انشأت والتهويد الجاري في قدس حصل بعد اتفاقية اوسلو.
وفيما يتعلق بالعملية الاخيرة التي نفذها الفلسطينيون في ايلات قال جبريل ان هذه العملية بطولية وتنتمي لروح المقاومة وارادتها وهي عملية مهمة ولها دلائل وتقول للاسرائيليين ان المسافة من ايلات الى غزة والبالغة 265 كيلومترا لن تكون مغلقة امام العمل المقاوم وان الاسرائيلي اصبح الان امام مشكلة الامساك بهذه المسافة والحدود واعتقد ان من قام بهذه العملية قد استعان بعرب سيناء الاصيلين.
وتابع : ان عملية ايلات ردت على من كان يشكك في جدوى المقاومة وان عملية الرد الصاروخي للمقاومين في غزة على الاعتداءات الاسرائيلية عقب عملية ايلات اثبتت ان هناك مليون اسرائيلي تحت غطاء الصواريخ الفلسطينية وان العدو الاسرائيلي الذي قبل بالتهدئة كان مرغما ومجبرا ولا اعتقد انه سيغامر بدخول غزة بعملية كبيرة لان المقاومة الان اقوى من حرب عام 2008 والخسائر الاسرائيلية ستكون فادحة.
وتطرق جبريل الى موضوع الاحداث الداخلية التي تشهدها سوريا وقال ان الجبهة الشعبية – القيادة العامة شرعت منذ بداية الاحداث بتحييد الفلسطينيين عن الدخول فيما يجري احتراما للشعب السوري والدولة السورية الذين احتضنوا الفلسطينيين كضيوف واضاف ان كل الاصوات التي تحدثت عن مشاركة الفلسطينيين في الاحداث هي اصوات كاذبة وقد خرجت من بعض مسؤولين متآمرين في رام الله .
Fz-26-15-10