الجولة الإفريقية للرئيس رئيسي واستثمار فرص التعاون

السبت ١٥ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٧:٠١ بتوقيت غرينتش

وصف الأكاديمي والكاتب السياسي ود.وسام إسماعيل زيارة الرئيس الإيراني إلى إفريقيا بالحركة المحسوبة جدا حيث تؤسس الجمهورية الإسلامية لمشروع استراتيجي يهدف وضعها في مكانة فاعل دولي مهم، بعد أن بات العالم في مرحلة تغيرات دولية لم يعد الأميركي فاعلا وحيدا في إفريقيا.

العالم - مع الحدث

وفي حديث مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" لفت وسام إسماعيل إلى أن: "يفترض أن لا نتحدث عن نتائج في هذه المرحلة، الآن الجمهورية الإسلامية في مرحلة تأسيس في القارة الإفريقية، حيث تدخل في منطقة تعاني من تنافس على مستوى القوى الكبرى من ناحية الغرب و روسيا والصين."

وأضاف: ولكن يمكن أن نقول إنها خطوة مهمة بالنسبة للجمهورية الإسلامية بأن تتخطى عقدة العلاقة مع الغرب والبحث عن اتفاق مع الغرب، وزيارة الرئيس رئيسي تأتي في مرحلة تلحق مرحلة زيارة أميركا اللاتينية والانفتاح على شانغهاي وبريكس.

ونوه إلى أن كل هذه إنما هي دلالات تؤشر على أن الجمهورية الإسلامية تضع نصب عيونها مشروعا استراتيجيا يهدف إلى وضعها في مكانة فاعل دولي مهم.

وأوضح وسام إسماعيل: هناك مشروع كبير تؤسس له الجمهورية الإسلامية، يؤسس لرؤية استراتيجية بدأ بها السيد إبراهيم رئيسي منذ توليه الحكم، والتي تقوم على الحكم أنه إذا كان الغرب يريد اتفاق فليكن.. ولكن إذا كان لا يريد هذا الاتفاق الذي يحفظ المصالح الايرانية فهناك بدائل أخرى.

وأشار إلى أن: الجانب الايراني قد أجاد في هذه المرحلة في استغلال لحظة دولية يمكن من خلالها أن يذهب إلى القارة الإفريقية بدون أن تكون هناك تلك الموانع التي كانت قائمة مثلا قبل 5 أو 10 سنوات.

وأوضح أنه قبل حوالي عشر سنوات أو أكثر كان الأميركي والإسرائيلي متمكنان في هذه القارة، وكان ممنوع حتى على الصيني والروسي أن يأتي إلى هذه المنطقة، ولكن أن تأتي الجمهورية الإسلامية إلى إفريقيا، فهو دليل على أن العالم في مرحلة تغيرات دولية لم يعد الأميركي فاعلا وحيدا في إفريقيا.

وأضاف أن: هذه القفزة الاستراتيجية استغلت ظرفا دوليا معينة، وليست خرقا للمحظور، وإنما علينا أن نعتاد على أن يكون لدول إقليمية تلك المساحة على المستوى العالمي التي تتحرك بها بدون أن يكون هناك إذن أو سماح من قوى كبرى.

وخلص إلى القول إن زيارة الرئيس الإيراني إلى الدول الإفريقية الثلاث هي حركة محسوبة جدا، قد سبقتها حركات أكثر خطورة، حيث أن تذهب الجمهورية الإسلامية إلى أميركا اللاتينية كان أصعب بكثير على الولايات المتحدة من أن تتحرك في القارة الإفريقية.

من جانبه قال الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي إن زيارة الرئيس الإيراني إلى إفريقيا تأتي استكمالا لتوسيع العلاقات والانفتاح على دول العالم.

وأشار هادي أفقهي إلى أن موضوع العلاقات الإيرانية مع القارة الإفريقية موضوع قديم يضرب في التاريخ، مؤكدا أن انطلاقة الرئيس رئيسي تأتي استكمالا لتوسيع العلاقات وللانفتاح على دول العالم، سواء دول الجوار إلى أميركا اللاتينية وآسيا إلى انخراطها في منظمات وتكتلات سياسية وأمنية واقتصادية.

ونوه بالموضوع الاقتصادي لدى الحكومة الإيرانية الحالية لافتا إلى أن السيد رئيسي قد عين في وزارة الخارجية مساعدا خاصا بالشؤون الاقتصادية وهو الدكتور مهدي صفري.

ولفت إلى أن زيارة الرئيس رئيسي إلى إفريقيا فضلا عن أنها ستؤسع العلاقات السياسية، لكن إيران درست بإمعان الفرص على كل المستويات في كل بلد من هذه البلدان.

وقال: إن 21 اتفاقية تفاهم وتعاون مع هذه الدول الثلاث ستكون فاتحة وبادرة خير إلى استكمال المواضيع، وتشجيع القطاع الخاص الذي كان يرافق السيد الرئيس في هذه الجولة.

وأشار أن إيران: عندما قررت أن تدخل القارة الإفريقية درست قبلها الفرص والتهديدات المتاحة، حيث سبقت إيران دول صديقة أو متخاصمة، فعلى مستوى الدول الصديقة هناك حضور قوي للصين وروسيا والهند وباكستان وحتى تركيا.. حیث هذا يعطي لإيران فرصة تقارب وحتى مشاريع واستثمارات مشتركة مع بعض هذه الدول الصديقة.

هذا وقال الباحث السياسي إدريس إحميد إن إيران تسعى لتطوير علاقتها ومد جسور التعاون مع القارة الإفريقية، معتبرا زيارة الرئيس رئيسي إلى ثلاث دول إفريقية بالكسب الدبلوماسي في ظل صراع دولي كبير ومعطيات جديدة في العالم.

وأشار إدريس إحميد إلى أن القارة الإفريقية قارة كبيرة تتسابق عليها العديد من الدول الكبرى، مبينا أن إيران تسعى إلى تطوير علاقتها وتحاول أن تمد جسور التعاون مع هذه القارة.

وأضاف أن زيارة الرئيس رئيسي إلى إفريقيا تأتي كمحاولة من إيران لكسب نقاط إيجابية وكسب دبلوماسي وسياسي في ظل صراع دولي كبير ومعطيات جديدة في العالم، لعل من أهمها الصراع الحاصل في أوكرانيا وتداعياته والأزمات الكبيرة التي في ظلها تحاول كل دولة أن تبحث عن مصالحها.

ونوه إلى أن القارة الإفريقية تشهد الآن صراعات ومصالح بين الصين والولايات المتحدة وروسيا، وإيران تدخل الآن أيضا لتبحث عن علاقات وموضع قدم، في رؤية ومحاولة جديدة من إيران لإيجاد تعاون.

ولفت إلى أن علاقات إيران مع روسيا والصين ومنظمات مثل بريكس يمكن أن تسهم في خلق بيئة جديدة في دعم أو إقامة نظام عالمي جديد بعيدا عن الهيمنة الأميركية والغربية.

وأكد أن الدول الإفريقية يمكن أن تستفيد من خبرات إيران في عدة مجالات من خلال العلاقات الاقتصادية مع إيران، حيث تعاون الند للند والتعاون على أساس المصلحة المشتركة والاحترام، وبعيدا عن سياسات ومصالح الدول التي تتواجد في إفريقيا مثل فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، التي قال إنها: حقيقة تخلق الأزمات، وتسببت بأزمات في العالم، ولعل موضوع الهجرة غير الشرعية -وهو موضوع مهم- هو بسبب سيطرة هذه الدول الكبرى على خيرات الدول الإفريقية.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..