إعلان حرب على الفلسطينيين..

ما تداعيات قرار 'حجة المعقولية' الإسرائيلي على الحالة الفلسطينية!!؟..

ما تداعيات قرار 'حجة المعقولية' الإسرائيلي على الحالة الفلسطينية!!؟..
الثلاثاء ٢٥ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٣:٢٤ بتوقيت غرينتش

تشهد الساحة "الإسرائيلية" الداخلية حالة من الغليان والإرباك، لا سيما في أعقاب مصادقة الكنيست "الإسرائيلية" بشكل نهائي على مشروع قانون إلغاء اختبار المعقولية الذي يحدّ من عمل محكمة الاحتلال العليا، لتخرج مظاهرات عارمة في القدس المحتلة و "تل أبيب".

العالم - فلسطين المحتلة

ولم تصل الأحداث الأخيرة إلى هذا الحد جراء هذا القرار، ليصرّح رئيس المعارضة "الإسرائيلية" يائير لابيد، بتقديم التماس إلى المحكمة العليا اليوم الثلاثاء ضد القانون الذي أقره الكنيست، إلى جانب التغيرات في وصول الدولار إلى 3.68 شيكل، فضلًا انضمام جنود بجيش الاحتلال إلى المستنكفين عن الخدمة.

السيطرة والحسم

الخبير في الشأن الإسرائيلي"، باسم أبو عطايا، يرى أن القرار "الإسرائيلي" إلغاء اختبار المعقولية يعني اتخاذ الاحتلال عنوانين رئيسين هما السيطرة والعنوان الأخر هو الحسم، وتقييد حركة محكمة العدل العليا "الإسرائيلية".

وقال أبو عطايا لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن القرار سيعطي حرية تعيين كل العناصر التي يمكن لها أن تكون أكثر إرهابا وتطرفا مع الفلسطينيين.

إعلان حرب

وأضاف، أن القرار سينعكس سلبًا على الفلسطينيين ويعتبر بمثابة إعلان حرب على الفلسطينيين وخصوصا في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أنه يعطي الضوء الاخضر لمواصلة الاستيطان بشكل أكبر من ذي قبل.

وأوضح، أبو عطايا، أن إطلاق هذا الأمر للحكومة ولرئيس الوزراء يعني تعيين من يريد دون أن يتدخل، ما سيعطي فرصة لوصول قادة حزب المتطرفين وقادة العنصرية وقادة الاستيطان وقادة الارهاب إلى سدة الحكم ومفاصل الحكم في كيان الاحتلال.

الديكتاتورية تنتصر

وأشار إلى أن ما يجري في كيان الاحتلال يؤكد أن الدكتاتورية انتصرت بشكل كبير، مبينًا أنا القضية الفلسطينية أمام تحول لن يشمل فقط كيان الاحتلال وإنما سينعكس سلبا على القضية الفلسطينية والمنطقة بأكملها.

ولفت الخبير في الشأن "الإسرائيلي" أن الساعات القادمة ستوضح بشكل أكبر إلى أين تتجه الأمور.

أزمة دستورية

الكاتب والمختص في الشأن "الإسرائيلي" حسن لافي، يرى أن نتنياهو أثبت اليوم عدم قدرته على قيادة الائتلاف، بل هناك شخصيات ليست فقط داخل حزب الليكود نفسه لا يمكن لنتنياهو التأثير عليها، مشيرًا إلى أنه ليس من يقود مقود الحكومة كما قال سابقا للإدارة الأمريكية والأوروبيين.

ويضيف لافي في مقاله حول "اسرائيل في دوامة لا خروج منها على المدى القريب"، أن "الأمريكان على قناعة بأن التيار اليميني الجديد بقيادة الصهيونية الدينية لن يكونوا منصاعين لواشنطن، الأمر الذي يطرح تساؤل عن موقف "اسرائيل" في كثير من القضايا التي يوجد خلافا بينها وبين "اسرائيل" منها الملف النووي الإيراني ، ولذلك اعادة تقييم العلاقة مع "اسرائيل" كما طرح توماس فريدمان مطلب امريكي بات ملحا".

وبشأن السيناريو الأسوأ، تابع: "أن تسقط المحكمة العليا تشريع الغاء المعقولية الذي تم اقراره اليوم (امس الاثنين)، وتدخل "اسرائيل" في أزمة دستورية أكثر عمقا ، خاصة ان المتظاهرين سيزيدون من قوتهم في الشارع للتأثير على قرار المحكمة العليا".

دوامة سياسية

ويوضح لافي، أن جيش الاحتلال والأمن سيكونان أمام اختبار صعب في ظل أزمة دستورية وخلاف بين الحكومة وبين المحكمة العليا، متسائلًا: "هل سيقف مع القانون والمحكمة العليا، أم سيقف مع الحكومة المنتخبة بانتخابات الكنيست؟".

ويشير إلى أن أي خيار سيكون له تداعيات كبيرة على وحدة الجيش الاسرائيلي وقدرته على ابعاده عن الخلافات السياسية، مبينًا أن "إسرائيل" دخلت الدوامة لن تخرج منها في المدى القريب.

طريق مغلق

المختص في شؤون الاحتلال، عزام أبو العدس، قال إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ذاهب إلى طريق مغلق، وكسر عظم مع المعارضة "الإسرائيلية"، ومع كل قطاعات الحكومة، مبينًا أن هذه القرارات التي جرى إقرارها اليوم (امس) ستكون لها تداعيات خطيرة جدا.

وأضاف أبو العدس، في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن أولى التداعيات تتمثل في إضراب الحكومة وفي قطاع الموظفين العموميين غدًا (اليوم الثلاثاء)، إلى جانب تهاوي الشيكل أمام الدولار، وانسحاب الاستثمارات الأجنبية وخاصة الأمريكية وتعطيل الحياة الاقتصادية بشكل عام.

وبيّن أن خفض التصنيف الائتماني لكيان الاحتلال، يعني وجود خطر على "إسرائيل" أنها صبحت بيئة غير صالحة للاستثمار.

ما هي حجة المعقولية

"حجة المعقولية" أو "سبب عدم المعقولية"، هو أحد البنود في "القانون الإداري الاسرائيلي" (البديل للدستور) الذي يسمح للمحاكم بممارسة المراجعة القضائية لقرارات السلطات التنفيذية، ومن خلاله تستطيع المحكمة العليا إبطال قرارات صادرة عن السلطة التنفيذية بسبب مخالفته لمعيار "المعقولية" حسب تقدير المحكمة العليا.

ويعتبر معيار المعقولية جزءا من آلية الضوابط والتوازنات، وهو أداة مهمة تستخدمها المحكمة لحماية حقوق الجمهور ضد القرارات التعسفية للحكومة وسلطات الحكومة التنفيذية.

وصادق الكنيست "الإسرائيلي"، أمس الاثنين، على قانون اختبار المعقولية الذي يحد من محكمة الاحتلال العليا، تزامنًا مع رفض جنود وضباط إحتياط في وحدة رئاسة الأركان في الجيش الخدمة في نظام ديكتاتوري، على حد تعبيرهم، إلى جانب إعلان نقابة الأطباء لدى الاحتلال الإضراب غداً بسبب إقرار قانون المعقولي

المصدر: وكالة"فلسطين اليوم - غزة"