زيلينسكي يفرض "صيغته للسلام" على إجتماع جدة

زيلينسكي يفرض
السبت ٠٥ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠١:٣٦ بتوقيت غرينتش

ذكرت وكالة الانباء السعودية، ان السعودية تستضيف اليوم وغدا في جدة اجتماعا لمستشاري الأمن الوطني وممثلي حوالي 30 دولة، لبحث السبل الكفيلة لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق السياسية.

العالم كشكول

اللافت ان المسؤولين الاوكرانيين، بدأوا حتى قبل ان يبدأ الاجتماع، في وضع جدول اعمال له، يتمحور حول فرض "صيغة السلام" التي اقترحوها لوقف الحرب على المجتمعين، حيث ان أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومبعوثه الرئيسي للمحادثات، قال "ان كييف تعول على إقناع المزيد من الدول بدعم صيغتها للسلام".

اما زيلينسكي فقال إنه يأمل في أن تؤدي المبادرة إلى قمة سلام لزعماء العالم هذا الخريف لتأييد المبادئ، على أساس صيغته الخاصة للتسوية المكونة من عشر نقاط!!.

اللافت اكثر، ان "صيغة السلام" التي تتمسك بها اوكرانيا، لا تعيد كل شيء الى المربع الاول فحسب، بل تحمل روسيا مسؤولية كل ما جرى وتدينها، وهي صيغة من المستحيل ان تقبلها روسيا، كصيغة سلام للخروج من الازمة التي تهدد امن واستقرار العالم، ويمكن تلمس هذا الامر عبر نظرة سريعة الى بنود هذه الصيغة، التي تم اعدادها من طرف واحد وهو اوكرانيا.

الصيغة الاوكرانية للسلام، تتضمن عودة محطة زاباروجيا النووية إلى سيطرة أوكرانيا، والحد من أسعار موارد الطاقة الروسية، وحماية المنشآت الأوكرانية بأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، وانسحاب القوات الروسية من الأراضي التي سيطرت عليها، وإنشاء محكمة خاصة لـ"الجرائم الروسية" والتعويض عن الأضرار والخسائر التي سببتها الحرب، و تزويد أوكرانيا بضمانات أمنية.

في المقابل تناست السلطات الاوكرانية، الجهة التي اصرت، وبتحريض امريكي، على ضم اوكرانيا الى الناتو، لمحاصرة روسيا، واستغلال اتفاقيات مينيسك، لخداع روسيا وتسليح اوكرانيا والتحضير للحرب، وهو ما اعترفت به المستشارة الالمانية السابقة انجيلا ميركل.

يبدو ان زيلينسكي مازال يثق بامريكا والناتو، رغم الكوارث التي حلت ببلاده، فهو يتعامل مع قضايا بلاده بسذاجة فظيعة، فرغم انه يعلم ان الهجوم المضاد الذي أعدها البنتاغون الامريكي والناتو منذ شهور طويلة، فشل، الا انه قام باستفزاز روسيا بضرب سفن لها في البحر الاسود، الامر الذي سيدفع روسيا، كما يرى اغلب المراقبين الى خنق اوكرانيا وحرمانها من اخر منفذ لها على هذا البحر، بعد السيطرة على مدينة اوديسا ومينائها.

لو كان هناك من حكماء حول زيلينسكي، لنصحوه باستغلال اجتماع جدة، عبر الاصغاء الى اراء مسؤولي دول اخرى غير امريكا والناتو، الذين ورطوا اوكرانيا في حرب لا ناقة لها فيها ولا جملا ، سوى استنزاف روسيا واضعافها، على حساب الشعب الاوكراني، ولكن للاسف الشديد، وبدلا من استثمار اجتماع جدة لانقاذ ما يمكن انقاذه، نرى مدير مكتب الرئاسة في كييف، مازال يكرر موقفه الداعي الى ضرورة ان يتبنى الاجتماع "صيغة السلام الأوكرانية" بحذافيرها!.