مستشار السوداني العائد من واشنطن..

خالد اليعقوبي: ناقشنا حتى حادثة المطار وحصلنا على كل شيء

خالد اليعقوبي: ناقشنا حتى حادثة المطار وحصلنا على كل شيء
الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٤:٤٦ بتوقيت غرينتش

تحدث خالد اليعقوبي، المستشار الأمني لرئيس مجلس وزراء العراق، عن المفاوضات الأخيرة بين بغداد وواشنطن، والتي استمرت عدة أسابيع، واصفاً إياها بأنها “حوار غير مسبوق”، حول مشاكل أمنية كبيرة تبدأ من سماء العراق التي تغطيها مسيرات الجيش الأميركي ولا تنتهي بالأزمات العميقة التي شهدتها الأعوام الماضية مثل قصف مقرات الحشد الشعبي وحادثة المطار وحرق السفارة الأميركية.

العالم - العراق

ونقل مراسل قناة العالم الاخبارية من بغداد الزميل نويد بهروز عن اليعقوبي، الذي مثل رئيس مجلس الوزراء في الوفد العسكري الذي عقد مباحثات مهمة في السابع من آب الجاري، قوله: لا توجد قوات قتالية في العراق، وما هو موجود هم مستشارين عسكريين يقدمون استشارات عسكرية في العراق، ولا يوجد أي عنصر قتالي في العراق، وبطلب من العراق بعد عام 2014.

وفي اتصال جرى بين الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في أذار الماضي، تم الاتفاق على بعض النقاط منها إرسال وزير الدفاع الأمريكي إلى العراق، ووصل إلى بغداد للاتفاق على قواعد اشتباك واضحة.

الجميع يعرف بالمشاكل التي حصلت بين العراق وأميركا بعد عام 2018، من انتهاك للسيادة العراقية وقصف لمقرات الحشد الشعبي، ومحاصرة السفارة وحادثة المطار، وهذه كلها أحداث كبيرة تحتاج إلى حوار صريح ومباشر مع الولايات المتحدة.

من حديث رئيس الوزراء مع وزير الدفاع الأمريكي، تشكلت فكرة بدء حوار أمني عراقي، لوضع النقاط على الحروف ووضع قواعد اشتباك جديدة، فسماؤنا مغطاة بالطائرات المسيرة الأمريكية وهي موجودة في كل مكان ولم يناقش أحد هذه المواضيع فيما سبق.

رئيس الوزراء قرر تشكيل لجنة عليا برئاسة وزير الدفاع وعضوية السيد رئيس أركان الجيش والسيد نائب قائد العمليات المشتركة والسيد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، وانا كنت ممثلاً عن السيد رئيس الوزراء في اللجنة وضباط آخرين من وزارة الدفاع إضافة إلى رئيس أركان البيشمركة.

خضنا حوارات مطولة مع الولايات المتحدة عن طريق نائب السفير الذي كان موجود في بغداد السيد “ديفيد بيكر”، وقائد قوات العزم الصلب الجنيرال “مكفالن”.

بالبداية الولايات المتحدة كانت تسعى إلى توقيع مذكرة تعاون بين وزارة الدفاع العراقية والأمريكية، لكننا وجدنا أن الوقت غير كافٍ خاصة وأن إجراءات مذكرة التفاهم تأخذ وقت طويل في الدولة العراقية، فحولنا الأمر إلى محضر اجتماع وكنا نتناقش يومياً لمدة شهر مع الأمريكان حتى نضجت الفكرة، واتفقنا على عدد من النقاط الجوهرية.

عملنا كفريق واحد، واتفقنا بيننا قبل التفاوض مع الامريكان، كنا صوتاً واحداً في مفاوضاتنا متفقين على كل النقاط التي نثيرها، والسيد رئيس الوزراء لم يتنازل عن مسائل أساسية جوهرية، رغم أننا كوفد مفاوض طلبنا منه بعض المرونة لكنه رفض.

من الأخير.. كل ما أردناه من الولايات المتحدة في هذه المفاوضات أخذناه.

اتفقنا أولا على وضع قواعد اشتباك جديدة تحدد وضع كل جندي سواء كان استشارياً أو بمهام أخرى في العراق.

في السابق كانت الطائرات المسيرة الأمريكية تحلق في السماء العراقية على ارتفاع 3000 متر ومسلحة، الآن اتفقنا على أن تحلق الطائرات في السماء العراقية ولكن فقط في الأماكن التي يتواجد فيها داعش وعلى ارتفاع 5000 متر.

اتفقنا على أن يكون دخول ارتال الولايات المتحدة إلى العراق بموافقة مسبقة من الحكومة العراقية.

اتفقنا على تشكيل لجنة عسكرية بين الطرفين تجتمع وتقدّر مدى استعداد القوات العراقية، ومدى جدية التهديدات وقياس مستوى هذا التهديد بهدف تعزيز مناطق الضعف في القوات العراقية، والعمل على إخلاء العراق وسمائه من أي قوات أجنبية بأي عناوين كانت.

اتفقنا على نقطة جوهرية، وهي عدم التصرف بشكل فردي من أي طرف طيلة هذه الفترة، وذكرناهم بتصرفاتهم الفردية عندما ضربت مقرات الحشد الشعبي في القائم، ومحاصرة السفارة وعواقب هذه التصرفات الوخيمة، والتي لم يعد للطرفين قدرة على تحملها.

دائما ما كانت المصالح الامريكية في العراق معرضة للضرب، منذ عام 2003 وحتى مجيء السيد السوداني، وأخبرناهم بان الاتفاق السياسي هو الضامن في الحفاظ على مصالح الطرفين، وذكرناهم بعدم تعرض مصالحهم لأي أذى منذ 9 أشهر.

الأمريكان كانوا مرنين ومتفهمين للوضع العراقي، ووقعنا محضر اجتماع وأعلنا بياناً ختامياً ونشر في وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية.