اشتباكات دير الزور الدموية تندر بتغيير الخريطة العسكرية شمال شرق سورية

اشتباكات دير الزور الدموية تندر بتغيير الخريطة العسكرية شمال شرق سورية
الجمعة ٠١ سبتمبر ٢٠٢٣ - ١٠:٣٠ بتوقيت غرينتش

تحتدم الاشتباكات العنيفة بين بعض العشائر العربية وقوات "قسد" في دير الزور شرق سورية، اشتباكات تعكس حدة الخلافات بين أجنحة القوات التي تدير مايسمى الإدارة الذاتية في شرق سوريا، ما يهدد بتفكك أجنحتها.

العالم - كشكول

يقول مراقبون إن الصراع على النفوذ والموارد المالية شرقي سوريا بين اجنحة قسد التي تدعمها القوات الاميركية بالسلاح، من شأنه التأثير سلبا على دور القوات الاميركية التي تفرض سيطرتها على المنطقة الشرقية بدعم من قوات قسد.
في 2016 شكلت قوات قسد ذراعاً عسكرياً يتبع لها تحت مسمى مجلس ديرالزور العسكري بقيادة أحمد الخبيل المعروف باسم (أبوخولة)، المنحدر من عشيرة "البكيّر" التابعة لقبيلة "العكيدات" العربية، بهدف بسط نفوذها على أرياف ديرالزور.
لكن الخلافات والمشاكل وتضارب المصالح لم تنقطع بين أحمد الخبيل (أبوخولة) وبين قيادة قسد التي اتهمته بأن لديه مشروع زعامة قبلية يعارض قسد.
وفي النهاية، أطلق قائد المجلس العسكري، أحمد الخبيل، بيانات صوتية تعلن تمردا يشبه التمرد على "قسد"، ما دفع الاخيرة الى اتهام الاخير بالثراء الفاحش وتهريب النفط.
وفي مساء 28 اب/أغسطس الحالي، أعلنت “قسد” استنفارا لقواتها في الحسكة ودير الزور، وبثت أنباء غير رسمية عن هروب عناصر من جماعة داعش الارهابية من سجن غويران. وبعد وقت قصير، اتضح أن الأخبار الوهمية تم استخدامها لتغطية تحرك قوات “قسد” والقبض على أحمد الخبيل واثنين من قادة المجلس العسكري البارزين عندما ذهبوا إلى مدينة الحسكة للقاء قيادة “قوات سوريا الديموقراطية”. في الوقت نفسه، قامت قوات التحالف االدولي بالقبض على قائد ثالث من أعضاء ذلك المجلس.
تصاعدت الاحتجاجات في الأيام القليلة الأولى من قبل أقارب الخبيل، ثم انتشرت بسرعة كبيرة.
تحول الصراع بسرعة إلى قتال من أجل طرد “الأكراد” من دير الزور، وهنا ظهر نوعان من التفسيرات لما يحدث. الأول يقول إن أبناء العشائر العربية قد فقدوا الصبر تجاه الهيمنة الكردية ويرى بعضهم أن حكم المجلس العسكري يشكل تهديدا لهم، خاصة أن الأكراد بزعامة قسد يسعون لفرض هيمنتهم على تلك المناطق، وهو ما دفع بأفراد العشائر للخروج وكسر هذا الهيمنة.
وشملت الاشتباكات بين الطرفين مدينة الشحيل وبلجة ذيبان وقرية أبهرية وبلدتي الحصين والعزية، شمال دير الزور، وقرية الصغيرة بريف دير الزور الغربي، حيث تم استهداف سيارة لقسد بحسب نفس المصادر.
وذكرت المصادر أن قوات "قسد" قصفت بالأسلحة الثقيلة بلدة العزبة، بالتزامن مع إرسال العشائر تعزيزات إلى منطقة الحريجية حيث تدور اشتباكات.
وفي سياق متصل، أشارت مصادر محلية إلى أن الأهالي قطعوا الطريق العام في بلدتي الحريجية والصبحة احتجاجا على اعتقال قادة مجلس دير الزور العسكري
وما يمكن توقعه في الأيام والساعات القادمة هو المزيد من العمليات العسكرية في المنطقة، وقد يتم الإعلان عن سيطرة الجيش السوري على مناطق معينة، وربما يبدأ الضغط العسكري على القواعد الأمريكية بهدف إجبارها على الانسحاب، في وضع غير مستقر، وقد تشهد تصاعدا في الاحتجاجات والصراعات المحتملة بين الأطراف المختلفة.