فضيحة من العيار الثقيل

منصات التواصل الإجتماعي تغسل يد الإحتلال من الدم الفلسطيني

منصات التواصل الإجتماعي تغسل يد الإحتلال من الدم الفلسطيني
السبت ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٣ - ١٢:٢٣ بتوقيت غرينتش

تعودنا على سماع تهمة "عقدة المؤامرة" التي تُلصق عادة بكل شخص يشكك في حيادية الاعلام الغربي، في تناوله القضايا العربية والاسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية، حتى بات حتى بعض الكتاب العرب والمسلمين يلصقون هذه التهمة بأبناء جلدتهم، اذا ما انتقدوا هذا الاعلام، لايمانهم الاعمى، بـ"قدسية هذه الحيادية" التي لا يرقى اليها الشك لديهم، إلا ان تقريرا موثقا نشر مؤخرا، اثبت عكس ذلك تماما، فهو لم يجرد هذا الاعلام من "قدسيته" المزيفة، بل فضح وبالوثائق، التبعية العمياء لهذا الاعلام، للسياسة "الاسرائيلية".

العالم كشكول

أقر حقوقيون ومسؤولون سابقون في موقع ميتا (فيسبوك) تحدثوا لبرنامج "ما خفي أعظم" ضمن تحقيق جديد بثته قناة الجزيرة ليل امس الجمعة بوجود استهداف للمحتوى العربي والفلسطيني خصوصا في منصات التواصل الاجتماعي.

وقام فريق البرنامج بالتحقق بشكل مباشر ومستقل من سياسات فيسبوك ومدى انحيازها ومهنيتها، حيث أطلق صفحتين على منصة فيسبوك واحدة باللغة العربية "لمة فلسطينية" والأخرى باللغة العبرية "أرض الأجداد" ، وعلى مدار أشهر رصد بشكل بحثي دقيق طريقة التعامل مع ما ينشر في الصفحتين.

ومن النتائج التي توصل إليها أنه في 26 يوليو/تموز 2023 نشر الفريق في الصفحة العربية خبر وصور شهداء في مدينة نابلس الذين سقطوا جراء عملية "إسرائيلية"، وتم حذف المنشور على الفور وأبلغت الصفحة بإنذار بحجبها نهائيا، أما في الصفحة العبرية فتم نشر الخبر ذاته وبشكل متزامن وبصور صادمة أكثر مع نص تحريضي، ولم تقم إدارة فيسبوك بحذف المنشور أو إنذار الصفحة.

اللافت ان المدير السابق لوحدة السايبر في الكيان الإسرائيلي، إيريك باربينغ أقرّ بالعمل الذي يقوم به كيانه، حيث يطلب وبشكل رسمي ومنمق من شركة فيسبوك بحذف الكلمات أو الجمل المناهضة لها وحتى الصور أو الإعجاب بصور الشهداء الفلسطينيين، ويقول إن السواد الأعظم من المحتوى تتم إزالته من فيسبوك والشبكات الأخرى.

من الواضح، ان الذين يؤكدون على انحياز الغرب ، سياسة واعلاما، للكيان الاسرائيلي، ليسوا مصابين بـ"عقدة المؤامرة" ، بل ان من يغمضون عيونهم عن رؤية هذه الحقيقة، مصابون بعقدة النقص، امام كل ما هو غربي، وإلا كيف يمكن تبرير كل هذا الدعم الاعلامي الغربي الفاضح، لجرائم قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ونقل هذه الجرائم على انها حق مشروع للاسرائيلي في الدفاع عن النفس، بينما يتم حذف كل ما من شأنه فضح هذه الجرائم ، مثل صور الشهداء او بيوتهم التي تم هدمها؟.

فضيحة الاعلام الغربي، تتكثف اكثر لو علمنا، ان هذه التغطية الاعلامية لما يحدث في فلسطين المحتلة اليوم، تجري في الوقت الذي يقر فيه هذا الغرب، ان الحكومة التي تقود الكيان الاسرائيلي حاليا، هي اكثر حكومة عنصرية ويمينية في تاريخ هذا الكيان، حيث تضم شخصيات لها سجل حافل بالارهاب، بل حتى انها مدانة من قبل "القضاء" في الكيان الاسرائيلي بقضايا الارهاب!!.

بات مؤكدا، ان الاعلام الغربي، هو شريك في كل جرائم الكيان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، فلولا هذا الاعلام، لانكشفت حقيقة هذا الكيان الارهابي للراي العام الغربي، المغيب كليا عما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة، فالاعلام الغربي يتعامل مع الكيان الاسرائيلي ككيان "مقدس" لا يمكن التعامل مع حتى بحيادية، حتى لو قتل الاطفال واعدم الناس في الشوارع وهدم بيوت الفلسطينيين على رؤوس ساكينها، ناهيك عن نقده، الامر الذي يؤكد ان كل ما يقال عن "حياد" الاعلام الغربي، ليس سوى كذبة ، هدفها غسل يد الاحتلال من الدم الفلسطيني.