العالم - ايران
وافاد مراسل ارنا، ان مدراء الاعلام في امريكا طرحوا خلال هذا المؤتمر الصحفي اسئلة بشان الارصدة الايرانية المجمدة، وايضا صفقة تبادل السجناء بين طهران وواشنطن و"امكانية ابرام المزيد من التوافقات الثنائية من عدمها"، ومستقبل العلاقات بين ايران وجيرانها بما في ذلك مصر والبحرين والامارات والسعودية.
وفي جانب من رده على اسئلة عدد من وسائل الاعلام الأميركية قال رئيسي : لا نثق بالولايات المتحدة بسبب خرق المعاهدات، مضيفا ان كل خطوة نحو الوفاء بالالتزامات يمكن أن تساعد في بناء الثقة
ولفت الى انه من الممكن القيام بإجراءات إنسانية أخرى في المستقبل بين طهران وواشنطن وقال : لو لم يخطئ الأمريكيون في حساباتهم، لكان من الممكن أن يتم تبادل الأسرى قبل عام. وأنا ممتن للدور البناء الذي لعبته قطر وعمان.
وحول الارصدة الايرانية المفرج عنها قال : إن المبالغ التي تم حجبها بشكل جائر والمتاحة الآن للجمهورية الإسلامية هي ملك للشعب وسنستخدمها لتلبية احتياجات الشعب.
وفيما يخص الملف النووي اوضح الرئيس الايراني بان امريكا وأوروبا وجمهورية إيران الإسلامية قدمت تعهدات وفق الاتفاق النووي ، وبحسب تقرير الوكالة الإيرانية، التزمت ايران بتعهداتها فيما خرقت امريكا الاتفاقية ولم تف أوروبا بالتزاماتها.
واستطرد قائلا : أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكثر من 15 مرة أن إيران ليس لديها أي انحرافات في صناعتها النووية وأن الصناعة النووية الإيرانية سلمية. وتمتلك الوكالة الدولية كاميرات مراقبة إلكترونية خاصة بها، وقد أكد مفتشو الوكالة في عمليات التفتيش التي أجروها عدم حدوث أي انحرافات في الصناعة النووية الإيرانية حتى الآن. وهنا يجب على امريكا أن تجيب عن سبب فرضها العقوبات والضغوط على إيران.
واشار الى ان سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه السعودية والإمارات هي سياسة حسن الجوار واضاف : سياسة الحكومة الثالثة عشرة هي تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة. لدينا أساس التواصل مع جميع الدول المجاورة. وإذا كان هناك اضطراب في بعض الحالات، فذلك بسبب تدخل الأجانب.
وتابع : إذا توقفت امريكا عن التدخل في شؤون دول منطقة الخليج الفارسي ومختلف مناطق العالم واهتمت بشؤونها الداخلية، فمن المؤكد أن أوضاع الدول وعلاقاتها ستتحسن وتتحسن أكثر مما كانت عليه في الماضي.
واضاف : التدخل والتواجد الأمريكي في منطقة الخليج الفارسي لا يخلق الأمن بأي شكل من الأشكال.
واستمرار في الرد على اسئلة كبار مسؤولي وسائل الإعلام الأمريكية قال الرئيس رئيسي : بحسب الإحصائيات والتقارير الرسمية، قُتل أكثر من ألف شخص على يد الشرطة الأمريكية العام الماضي، فلماذا لم تتابع وسائل الإعلام الغربية هذا الموضوع؟. قُتلت امرأة مشتبه بها بالسرقة في أحد المتاجر بالولايات المتحدة على يد ثلاثة من رجال الشرطة قبل أيام، فلماذا لم تتابع وسائل الإعلام الغربية اتهام هذا الشخص؟، لماذا لا يشكل الهجوم على الملونين مصدر قلق لوسائل الإعلام الغربية؟ ، الفتيات المحجبات في فرنسا يُمنعن من الدراسة بسبب الحجاب، لماذا لا يتم معالجة هذا الموضوع؟ ، لماذا لا تُسأل الدول التي تمتلك تقنيات نووية لماذا تمتلك التقنية النووية؟.
واضاف : في غضون عشرين عاماً من الوجود الأميركي في أفغانستان، قُتل أكثر من 180 ألف إنسان وأصيب أكثر من 35 ألف طفل بالإعاقة. ولكن لماذا لا يشكل الوجود الأميركي في أفغانستان منذ عشرين عاماً مصدر قلق لوسائل الإعلام الغربية؟ وأنفقت في هذا المجال مليارات الدولارات من أموال الشعب الأمريكي. اذا، القضية النووية و حقوق الإنسان، المرأة، الحجاب، هي مجرد ذرائع.
وصرح رئيس الجمهورية انه لا بد لأمريكا ان تكون قد فهمت الى الآن أن استخدام لغة القوة، سواء في شكل عقوبات أو في شكل تهديدات ضد الشعب الايراني، ليس أداة فعالة، وبطبيعة الحال فان حكمنا مبني على الأفعال، وما يمكن أن يؤدي الى كسب ثقتنا، هو تغيير هذا السلوك المتغطرس والعمل على اساس الالتزامات وهو امر لم تنجح أمريكا فيه حتى الآن.
وفي إشارة إلى الحسابات الخاطئة للأمريكيين في قضية أعمال الشغب في ايران العام الماضي، قال: إن الحكومة الأمريكية، بسبب النصائح الخاطئة التي تلقتها من بعض العناصر المرتزقة التي تدعي بانها إيرانية، وكذلك التقديرات الخاطئة لأجهزة التجسس، تخلت عن المفاوضات بعقد الامل على نتائج أعمال الشغب، في حين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم عبارة عن شجرة عملاقة، لن تؤثر عليها مثل هذه الهزات.
واعتبر آية الله رئيسي انتصار الشعب الإيراني في الحرب الهجينة بمثابة استمرار للانتصارات الوطنية ضد كافة أنواع العداوات الماضية، مثل الانتصار في الدفاع المقدس (1980-1988) وكذلك التغلب على العقوبات الظالمة، وأضاف: المناوئون للشعب الإيراني سعوا إلى تكرار النموذج السوري في إيران، لكنهم أخطأوا لأنهم لم يعرفوا الشعب الإيراني والثورة الإسلامية بعد.
وأشار رئيس الجمهورية إلى رغبة الولايات المتحدة المتجددة في استئناف المفاوضات بعد فشل مشروع اعمال الشغب، وقال أن المفاوضات جرت عبر بعض الدول الوسيطة، وكان من نتائجها عملية تبادل السجناء الأخيرة.
وردا على سؤال حول جريمة ترامب باغتيال الشهيد سليماني، وصف رئيسي هذا القائد الشجاع بانه قائد مكافحة الإرهاب في المنطقة وان اغتياله هو اغتيال مكافحة الإرهاب وأضاف: الشهيد سليماني كان قائد مكافحة الإرهاب وداعش، ولو لم يتصدى لداعش، لكان الإرهاب قد انتشر في جميع أنحاء أوروبا، وبطبيعة الحال قيل عن داعش بوضوح في اميركا بانه صنيعة اميركا.
ووصف اغتيال الشهيد سليماني بأنه مثال على إرهاب الدولة وأكد على محاكمة مرتكبي هذه الجريمة النكراء.
وفي جزء آخر من هذا اللقاء أكد الرئيس الايراني على أمن الممرات المائية الدولية وقال: إن تواجد الأميركيين في الخليج الفارسي والتطاول على السفن والاستيلاء عليها يسبب زعزعة الأمن في المنطقة.
وردا على سؤال آخر حول آثار انضمام إيران إلى البريكس، اشار الى البارز للدول الأعضاء في الاقتصاد والإنتاج الإجمالي في العالم، وقال: نظرا لقدرات إيران البارزة وموقعها في المنطقة، فإن انضمامها لهذه المجموعة سوف يجعلها أكثر قوة.
ورداً على سؤال آخر حول الحرب في أوكرانيا قال: نحن ضد الحرب في اوكرانيا وأعلنا استعدادنا للوساطة من أجل إنهائها، لكن ضرائب الشعب الأمريكي تدفع ثمن صنع الحرب وملء جيوب مصانع الأسلحة من مكان بيع الأسلحة في هذا البلد.
واعتبر آية الله رئيسي مزاعم تزويد ايران لروسيا بالأسلحة أمراً منافيا للواقع، وأضاف: نصيحتنا للحكومة الأمريكية هي وقف القتال والكف عن فرض العقوبات على الشعوب. تشير المعطيات التاريخية إلى أن أمريكا لم تكن في حالة حرب لمدة 20 عاما فقط خلال الـ 250 عاما الماضية.
*المفاوضات النووية
وفي جزء آخر من هذا اللقاء أكد رئيسي أن الجمهورية الإسلامية لم تترك طاولة المفاوضات قط لأن لديها منطقا واضحا وثابتا لتوجهاتها وتصرفاتها، وقال: اصول إيران المحررة في كوريا الجنوبية كانت من حق إيران وعلى أمريكا أن تجيب لماذا وقفت بصورة ظالمة امام احقاق حقوق شعبنا.
وقال آية الله رئيسي: انه على أمريكا ان تكون قد أدركت الى الآن بأن استخدام لغة القوة، سواء في شكل عقوبات أو تهديدات ضد الشعب الإيراني، ليس أداة فعالة، وبطبيعة الحال فان حكمنا مبني على الأفعال، وما يمكن أن يؤدي الى كسب ثقتنا، هو تغيير هذا السلوك المتغطرس والعمل على اساس الالتزامات وهو امر لم تنجح أمريكا فيه حتى الآن.
ووصل رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، عصر اليوم الاثنين (حسب توقيت طهران) الى مطار "جون اف كندي" في نيويورك لحضور الاجتماع الـ 78 للجمعية العامة للامم المتحدة، يرافقه وفد سياسي رفيع المستوى؛ حيث كان في استقباله سفير ومندوب ايران الدائم لدى المنظمة الاممية "محمد سعيد ايرواني" الى جانب عدد من الدبلوماسيين الايرانيين.
وفي تصريحه من نيويورك، اكد "اية الله رئيسي"، على منظمة الامم المتحدة بان تكون صوت الشعوب وليس المتغطرسين؛ مبينا ان "تطلعات الشعوب على المنظمة الاممية، هي ان تكون منظمة تابعة لشعوب العالم، لانها اذا تحولت الى منظمة للحكومات، عند ذلك سيختفي صوت الشعوب".
كما اعتبر، ان منظمة الامم المتحدة والجمعية العامة الاممية، تزخر بالطاقات التي يجب توظيفها لايصال خطاب الشعب الايراني وشرح السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية.
واضاف : نحن سنسخر هذه الفرصة بهدف ايصال صوت الشعب الايراني الى مسامع العالم؛ مؤكدا بان "هذا الصوت اصبح اليوم مدوّيا اكثر من اي وقت مضى، لاننا حققنا خلال العام الماضي نصرا كبيرا في سياق اجتياز الحرب الهجينة التي كان العدو قد شنها ضدنا".
واوضح رئيسي : لقد زعم العدو بانه قادر من خلال هذه التقلبات، ان يزعزع استقرار شجرة الثورة الاسلامية العظيمة، لكنه اغفل الحقيقة بانه يخطط وفقا لمعادلات خاطئة على غرار تجاربه السابقة، والشعب الايراني تمكن ان يخرج منتصرا في هذه المعركة ايضا.
واكمل الرئيس الايراني وفقا لارنا: ان هذا النصر يحمل رسائل اساسية ينبغي الاعلان عنها، من ان الشعب الايراني الابي، لديه ما يقوله للعالم حول النضال في سبيل الحق والعدالة ومناهضة الظلم والفساد.