ماذا وراء لقاء نتنياهو ماسك.. هل بات سيف "معاداة السامية" مثلوماً

ماذا وراء لقاء نتنياهو ماسك.. هل بات سيف
الأربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠١:٥١ بتوقيت غرينتش

بعد ان نجحوا في التسلل الى منصات التواصل الاجتماعي والسيطرة عليها وعلى مضامينها، كما الحال في "ميتا" (فيسبوك)، و"انستغرام، و "يوتيوب"، حيث لا ينشر اي مضمون فيها يمكن ان يكشف عن جرائم "اسرائيل" ضد الفلسطينيين، تحت ذريعة معاداة السامية، التف الكيان الاسرائيلي واللوبيات الصهيونية في الغرب، هذه المرة حول منصة "ايكس" (تويتر سابقا)، لمنعها من نشر اي مضامين يمكن ان تكشف الوجه الحقيقي لـ"اسرائيل"، تحت ذات الذريعة وهي "معاداة السامية".

العالم كشكول

يبدو ان العالم بات على علم بما يجري في فلسطين المحتلة، من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وهو ما جعل زعماء هذا الكيان، يجندون كل امكانياتهم واذرعهم في الغرب، من اجل حجب الحقيقة عن شعوب العالم، التي اخذت تتساءل: الى متى يمكن ان تبقى "اسرائيل" فوق القانون؟، والى متى يبقى سيف "معاداة السامية" مرفوعا في وجه الاحرار والمفكرين والمثقفين والباحثين عن الحقيقة في العالم؟!.

من الواضح ان هيمنة الصهيونية العالمية على وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في امريكا والغرب، عجزت عن تغييب حقيقة ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة عن الشعوب، فجرائم قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، هي اكبر من ان يتم تغييبها او حجبها، وهذا الامر بالذات هو الذي دفع رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، للسفر الى امريكا، والاجتماع بصاحب منصة "ايكس" (تويتر) ايلون ماسك، والطلب منه ان لا تستخدم منصته لـ"معاداة السامية"، وهو ما يعني منع نشر اي مضامين على منصته يمكن ان تكشف للعالم حقيقة ما يجري في فلسطين المحتلة من فظائع.

اللافت ان دعوة نتنياهو لغلق اخر نافذة يمكن ان يرى العالم من خلالها بشاعة واجرام الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، جاءت في الوقت الذي تشن "رابطة مكافحة التشهير" المدعومة من حكومة الاحتلال الاسرائيلي، حملة شعواء على منصة "ايكس" وعلى صاحبها ماسك، وهي حملة شعارها الابرز "معاداة السامية"!، وادت الى تكبد المنصة خسائر فادحة، بعد ان رفضت العديد من الشركات الاعلان فيها، وهو ما دعا ماسك الى رفع دعوة امام المحاكم الامريكية لمقاضاة "رابطة مكافحة التشهير الاسرائيلية".

من المؤكد ان اللقاء الذي جرى بين ماسك ونتنياهو، لم يكن برغبة الاول، فالرجل على ما يبدو يتعرض لضغوط من اللوبيات الصهيونية في امريكا، لحجب المضمون العربي والاسلامي من على منصته، في مقابل الترويج لمضامين تقف وراءها اللوبيات الصهيونية و "اسرائيل"، فماسك يعرف انه اجتمع مع رجل منبوذ وكريه وعنصري وكذاب، الا انه اضطر لذلك من اجل عدم تأليب اللوبي الصهيوني في امريكا ضده، او انه تلقى رسالة تهديد واضحة من نتنياهو، من انه آن الاوان له ان يحذو حذوة فيسبوك وانستغرام ويوتيوب ويعمل لصالح "اسرائيل"، ولكن فات نتنياهو ان العالم لم يعد كما كان في السابق، فرغم وجود اخطبوط اللوبيات الصهيونية في العالم، والتي تكتم انفاس وسائل الاعلام العالمية، الا ان الحق الفلسطيني ومظلومية الشعب الفلسطيني واصراره على المطالبة بحقوقه، اقوى بكثير من اللوبيات الصهيونية، وهذا الامر تجلى وبشكل واضح، بعد وصول صوت الشعب الفلسطيني حتى الى امريكا، التي باتت الاصوات المنددة بجرائم قوات الاحتلال الاسرائيلي تتعالى فيها، وتنادي بإنصاف الشعب الفلسطيني، وما حملة مقاطعة البضائع والجامعات "الاسرائيلية" في امريكا والغرب، الا بعض جوانب هذا الامر، لذلك يمكن اعتبار لقاء نتنياهو بماسك، دليلا على ان سيف "معاداة السامية" مثلوما، امام مقاومة الشعب الفلسطيني، التي فضحت الكيان وداعميه، وعلى راسه امريكا.