عبداللهيان: المعيار بالنسبة لإيران هو سلوك الحكومة الأمريكية 

 عبداللهيان: المعيار بالنسبة لإيران هو سلوك الحكومة الأمريكية 
السبت ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٥:٥٠ بتوقيت غرينتش

التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، نخبة من الخبراء والسفراء والسياسيين الأمريكيين المتقاعدين.

العالم - ايران

وحضر أمير عبداللهيان جلسة لمناقشة وتبادل وجهات النظر مع الرابطة الآسيوية (غير الحكومية) المكونة من بعض الخبراء والسفراء والدبلوماسيين الأمريكيين المتقاعدين وخلال الجلسة ألقى كلمة ومن ثم أجاب على أسئلتهم.

وفي هذه الجلسة، شرح أمير عبداللهيان بعض التحديات والمشاكل التي تشهدها منطقة غرب آسيا، ومواقف ووجهات نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه بعض التطورات والقضايا المتأزمة في المنطقة، بما في ذلك فلسطين وأفغانستان وأوكرانيا.

واعتبر وزير الخارجية أزمة أفغانستان إحدى الأزمات المتجذرة في المنطقة والتي كان لها العديد من الآثار والتبعات على المنطقة، بما في ذلك خطر انتشار الإرهاب وأزمة اللاجئين.

واعتبر الدكتور أميرعبداللهيان وجود عدة ملايين من اللاجئين الأفغان في إيران فقط أحد عواقب عدم الاستقرار في أفغانستان بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول المجاورة الأخرى.

واعتبر وزير الخارجية استمرار الإرهاب وخطر انتشاره في المنطقة مصدر قلق وتهديد آخر يواجه المنطقة والعالم، وأغلبه متجذر في السياسات والتدخلات الخارجية في المنطقة.

ووصف أمير عبداللهيان قضية فلسطين والاحتلال الإسرائيلي بأنها أزمة عميقة ومتجذرة في المنطقة، وهي مستمرة بدعم من الغرب.

وأكد أمير عبداللهيان على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، ووصف المبادرة الديمقراطية التي طرحتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالحل المنطقي والقانوني والديمقراطي لإنهاء هذه الأزمة.

واعتبر وزير الخارجية الأزمة في أوكرانيا أحد التحديات العالمية التي تتجاوز آثارها الحدود الوطنية والإقليمية. وقال إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا ترى في الحرب حلاً لأي أزمة، لا في أوكرانيا أو أفغانستان أو سوريا أو اليمن أو السودان وغيرها، ولذلك فهي تعتقد أن الأزمة في أوكرانيا والتوترات بين روسيا وأوكرانيا وينبغي حلها من خلال السياسة والمفاوضات.

وراى أمير عبد اللهيان ان إرسال الأسلحة إلى أحد أطراف الحرب مساهمة في استمرارها وليس مساهمة في السلام، وأعلن أن إيران ستواصل جهودها للمساعدة في وقف إطلاق النار وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.

وردا على سؤال حول العلاقات بين إيران وأمريكا، قال وزير الخارجية إن إيران ليس لديها مشكلة مع الشعب الأمريكي، لكن الشعب الإيراني لا يمكنه أن ينسى عدة عقود من العداء الذي تمارسه الحكومة الأمريكية ضده والذي يعود تاريخه إلى انتصار الثورة الإسلامية والانقلاب الأمريكي 19 أغسطس ضد الحكومة الوطنية في إيران.

كما اعتبر وزير الخارجية سلوك أمريكا تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية مثالا على تعدد السلوك والاختلاف الجوهري في خطاب وسلوك البيت الأبيض وقال إن خطاب وسلوك الحكومة الأمريكية تجاه إيران متناقضة دائما، والمعيار للحكومة والشعب الإيراني، هو سلوك الحكومة الأمريكية وليس كلامها. لقد أظهرت لنا عقود من التجربة أنه يتعين علينا أن نحكم على السلوك الموضوعي لأميركا.

وأضاف، إن من يستحق اللوم في قضية خطة العمل الشاملة المشتركة هو رئيس أمريكا ترامب، أما بعد ترامب فإن الأسلوب العملي لحكومة جو بايدن واستمرار العقوبات ومحاولات العداء يرتكز على نفس الطريقة كما كان من قبل.

وقال أمير عبداللهيان إن الحكومة الأمريكية بالتزامن مع الاتفاق الأخير لتبادل السجناء فرضت عقوبات على إيران وأظهرت أنها غير مستعدة لتصحيح سلوكها الخاطئ وغير الفعال السابق.

وأشار وزير الخارجية إلى أن البيت الأبيض يرتكب دائما أخطاء في التحليل والحساب فيما يتعلق بإيران، وقال إننا شهدنا نفس الخطأ في أعمال الشغب العام الماضي. فمن جهة أرسلوا لنا رسالة بأنهم مستعدون للتفاوض للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، ومن جهة أخرى أعلنوا في وسائل الإعلام أن خطة العمل الشاملة المشتركة ليست على جدول أعمالهم وأنهم ينظرون إلى الشارع والثورة في إيران!

وفيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة، قال وزير الخارجية الإيراني إنه على الرغم من انتقادات حكومتنا في إيران فيما يتعلق ببعض بنود خطة العمل الشاملة المشتركة، فإن سياستنا هي العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة باعتبارها اتفاقية دولية، لكن نهج الحكومة الأمريكية متعدد وقائم على أساس اللعب بالوقت. إذا كانت الحكومة الأمريكية جادة فيمكن إنهاء المفاوضات في وقت قصير ومن ثم عودة جميع الأطراف إلى خطة العمل الشاملة المشتركة والتزاماتها الكاملة.

وأكد وزير الخارجية "أننا نسعى دائماً لخفض التوتر في المنطقة والعالم".

واشار إلى القدرة الكبيرة التي تتمتع بها القارة الآسيوية وأن القرن الحالي لآسيا وقال أميرعبداللهيان: سياستنا في مجال الاستقلال السياسي لا شرقية ولا غربية. فكما لم نربط استقلالنا السياسي بأمريكا وأوروبا، فإننا لن نربطه بأي دولة في الشرق، بل نحن نرتبط بشرق العالم وغربه بما يتماشى مع مصالحنا الوطنية.

وفي الشأن الفلسطيني أضاف وزير الخارجية الإيراني: لن نقبل أبدا احتلال أرض فلسطين التاريخية. لو كان طرف ما يحتل جزءاً من نيويورك بأي مبرر، ماذا كان رد فعل أمريكا على احتلال جزء من أرضها؟.

وفي هذه الجلسة، أبدى عدد من المشاركين الأمريكيين وجهات نظرهم حول مختلف القضايا الثنائية بين إيران وأمريكا، وطلب المفاوضات المباشرة بين طهران وواشنطن، وخطة العمل الشاملة المشتركة، والقضايا الإقليمية والدولية، وطرحوا أسئلتهم وتم الرد عليها.