هكذا وأدت إيران الفتنة

هكذا وأدت إيران الفتنة
السبت ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٤:٠٧ بتوقيت غرينتش

يوم امس الجمعة، 29 ايلول / سبتمبر، اعلن وزير الأمن الايراني اسماعيل خطيب، عن إحباط قوات الامن الايرانية، لمخطط اغتيال عدد من رجال الدين السنة والقضاة وضباط حرس الثورة الاسلامية في ايران، كان مقررا تنفيذه اليوم السبت 30 ايلول / سبتمبر، لإثارة الفتن العرقية والطائفية، وجعل الحدود الشرقية لايران غير آمنة.

العالم قضية اليوم

المتابع لبيانات وزارة الامن الايرانية، وحرس الثورة الاسلامية، خلال شهر ايلول / سبتمبر الحالي فقط ، يتفاجأ بعدد العمليات التي احبطت من خلالها قوات الامن وحرس الثورة، مخططات في غاية التعقيد، كانت تقف وراءها اجهزة استخبارات دولية، وحاولت تنفيذها مجاميع من التكفيريين والانفصاليين واعداء الثورة، وكان مقررا لها ان تتزامن مع احداث الشغب التي شهدتها ايران العاام الماضي.

مرور سريع على اهم تلك العمليات التي تم من خلالها وأد الفتنة، التي اراد الاعداء إشعالها في ايران، يكفي لبيان حجم المؤامرة التي تتعرض لها البلاد، والتي كانت حربا هجينة قادتها امريكا ضد الشعب الايراني، من خلال الجمع بين الهجمات السيبرانية والعمليات الاستخباراتية والحرب النفسية والاعلامية، وتجنيد الارهابيين، وتهريب الاسلحة والمتفجرات للداخل الايراني، بعد ان عجزت عن شن حرب تقليدية ضد ايران.

ضبط كم هائل من الاسلحة والعتاد، والمتفجرات، والقاء القبض على عدد كبير من الارهابيين التكفيريين والانفصاليين واعداء الثورة، في فترة قياسية جدا، اثبت للشعب الايراني، ان امريكا والكيان الاسرائيلي، لن يدخرا جهدا للنيل من ايران عبر اثارة الفتن فيها، وفي المقابل ايضا، اثبتت ايران انها لن تدخر وسعا لمواجهة هذا الثنائي الارهابي، وافشال كل مخططاته ووأدها، وملاحقة مرتزقته واعتقالهم وتقديمهم للعدالة، قبل ان ينفذوا ما يتمناه اسيادهم، فإيران لم ولن تتسامح مع كل من يعرض حياة مواطنيها وامنهم واستقرارهم للخطر.

نستعرض في هذه السطور وبشكل سريع عددا من هذه العمليات الارهابية :

في 24 ايلول / سبتمبر، اعلنت وزارة الأمن الإيرانية، انها نفذت خلال الايام الاخيرة، سلسلة من العمليات المتزامنة في محافظات طهران وألبرز وأذربيجان الغربية، ضد العديد من الخلايا الإرهابية، كانت بصدد تنفيذ 30 تفجيرا في اماكن مزدحمة في العاصمة طهران بشكل متزامن، ما ادى الى اعتقال 28 عنصرا، مرتبطين بجماعة "داعش" الإجرامية، وبعضهم له تاريخ مع التكفيريين في سوريا أو تواجد في أفغانستان وباكستان وإقليم كردستان العراق.

وعلى الرغم من أن هؤلاء الارهابيين، هم من "داعش"، إلا أن نموذج تصميم هذه العملية والنمط السلوكي لهؤلاء الإرهابيين أكثر تقنية وتعقيدا بكثير من النمط المعتاد للحركات التكفيرية، ويتوافق بشكل كبير مع الاساليب والاليات المعروفة للكيان الصهيوني.

ومن بين الأدوات والمعدات الإجرامية التي تم اكتشافها في هذه العمليات ، كميات كبيرة من المتفجرات والقنابل الجاهزة وكمية كبيرة من سلائف القنابل، وحزمة مكونة من 100 عبوة ناسفة وأجهزة إلكترونية متنوعة لقنابل موقوتة، 17 قطعة سلاح أمريكية إلى جانب الرصاص المرتبط بها والعديد من أجهزة الاتصالات الذكية والفضائية والزي العسكري والسترات الانتحارية وأجهزة المودم المستخدمة في إقليم كردستان العراق ومبالغ من العملات الأجنبية.

في 18 ايلول / سبتمبر أعلن المدعي العام للمحاكم العامة والثورية في مدينة باوة تفكيك عصابة لتهريب الأسلحة على يد قوات الأمن في هذه المدينة، حيث تم ضبط ۳۷ مسدسا تم ادخالها الى الأراضي عبر الحدود.

في ١٧ ايلول / سبتمبر، اعلن رئيس النيابة العامة في محافظة هرمزكان جنوب ايران، عن ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة والأدوات الأميركية الخاصة باعمال الفوضى والشغب، من لنش حين دخوله الحدود المائية جنوب البلاد، وكانت الشحنة تضم أكثر من 6000 جهاز صعق كهربائي أميركي الصنع ويمكن ان تستخدم في اعمال الفوضى والشغب.

وفي نفس اليوم/ 17 ايلول / سبتمبر، اعلن قائد قوى الامن الداخلي في محافظة آذربايجان الشرقية علي محمدي القاء القبض على انتحاري كان ينوي القيام بعملية انتحارية في مدينة تبريز، تزامنا مع ذكرى احداث الشغب التي وقعت العام الماضي.

وفي 16 ايلول / سبتمبر، اعتقلت القوات الأمنية الإيرانية عدة أشخاص ينتمون لجماعة إرهابية، كانوا يسعون لاغتيال أمجد أميني، والد مهسا أميني وهو في الطريق إلى مقبرة آيتشي، التي دفنت فيها ابنته، وأحبطت قوات الأمن الفتنة قبل وقوعها.

وفي ١٥ ايلول / سبتمبر أعلن مساعد محافظ كردستان في الشؤون الامنية والاجتماعية، عن اعتقال عدد من اعضاء الزمر الارهابية المناوئة للثورة، في قضائي سنندج ومريوان، مع ضبط كميات كبيرة من شحنات السلاح والعتاد، كانوا يسعون لزعزعة الامن في محافظة كردستان.

في ١٤ ايلول / سبتمبر، تمكنت استخبارات فيلق "القدس" التابع لحرس الثورة الإسلامية في محافظة كيلان شمال ايران من تفكيك شبكة مكونة من 25 عنصرا من البلطجية والغوغائيين ، كانوا يعتزمون تنظيم أعمال شغب وتخريب.

في ١٣ ايلول / سبتمبر، اعلن حرس الثورة الاسلامية، عن ضبط شحنة أسلحة تحتوي على كميات ضخمة من الأسلحة الخفيفة والبيضاء قادمة من الحدود الشمالية الغربية لإيران بهدف استخدامها في أعمال الشغب، تضم 18 ألف هراوة و53 ألف قبضة صعق كهربائية و54 ألف سكين.

في 11 ايلول / سبتمبر، كشف وزير الامن الايراني اسماعيل خطيب عن احباط 400 عملية تفجير في البلاد، وكان من المخطط تفجير أكثر من 40 قنبلة في المواكب الدينية خلال شهر محرم الحرام.

في 6 ايلول / سبتمبر، اعلنت استخبارات حرس الثورة الإسلامية ووزارة الأمن الإيرانية تفكيك شبكة كانت تمهد لأعمال شغب داخل ايران، يتم توجيهها من قبل عناصر معادية للثورة في الخارج، وكانت تعمل على تجنيد النساء والتخطيط للعب دور في أعمال الشغب.

واشار البيان الى تلقي الشبكة دعما ماليا من وزراةِ الخارجية الاميركية ومؤسسات ومعاهد تابعة لها.

هذه الجهود الجبارة في وأد الفتنة، تُحسب لوزارة الامن الايرانية وحرس الثورة الاسلامية، اللذان وأدا الفتنة هذا العام في مهدها، وافشلا مخططات الاعداء. كما تصدا في العام الماضي وبحزم لمؤامرة في غاية التعقيد، شارك فيه اكثر من 50 جهاز للاستخبارات في العالم، وأكثر من 200 وسيلة إعلامية، وتم تجنيد مواقع الفضاء الافتراضي، وكانت حربا صلبة وشبه صلبة و ناعمة وهجينة في آن واحد، الا ان الاعداء رغم كل ذلك هُزموا في جميعها، وعاد عملاؤهم ومرتزقتهم يجرون وراءهم اذيال الخيبة والخسران.

أحمد محمد